قلم فاطمة الكحلوت*
نشهد اليوم عصراً يمتاز بالتطور التكنولوجي الهائل وسرعة تبادل المعلومات ،حيث أن معلومة ما قد تصل إلى الملايين من المشاهدات خلال ثوان معدودة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فلم يعد الأمر وكأن العالم قرية صغيرة بل أصبح العالم بين يديك لكن هنالك أمور أصبح لا بد من الحديث عنها ونشر الوعي بشأنها وهي ما ينشره صُناع المحتوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فلماذا لا يكون هنالك قيود وأسس تضمن نشر معلومات صحيحة ومفيدة لكل مَن تصل إليه ؟! وهل يمكن السعي لجعل البرامج والأهداف التي يقدمها صناع المحتوى ذات فائدة للمشاهد تكوت قادرة على تقديم أفكار إيجابية لحياة معيشية أفضل ضمن أسس تربوية وأخلاقية .
ما مدى تأثير صُناع المحتوى على الفئات العمرية وخاصة مرحلة الطفولة والمراهقة؟!
إن صناع المحتوى لهم تأثير كبير على الأطفال والمراهقين ولأنهم الفئتين الأكثر حاجة للتوعية فقد يعرضهم سوء الاستخدام لمشكلات نفسية كبيرة بين ما يتم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبين الواقع فقد يلجأ الكثير منهم بتطبيق الأفكار التي تُعرض عليهم دون التمييز بالعواقب وإن كانت صحيحة أم خاطئة ،كما أن ميول الكثير من صُناع المحتوى لتقليد الغرب في أنماط المعيشة تسببت بأزمة كبيرة لدى المراهقين فهنا في المجتمعات العربية تسودها وتحكمها العادات والتقاليد والأخلاقيات فهنالك فرق كبير بين حياة الغرب والحياة العربية الإسلامية.
لماذا لا يكون هنالك معايير وأسس لصناع المحتوى تضمن وصول معلومات سليمة وحقيقية ذات تأثير إيجابي على المشاهد فمن الممكن جعل وسائل التواصل الاجتماعي أداة إيجابية في زرع القيم الأخلاقية والموروثات الثقافية ومكافحة الأفكار السلبية التي تسببت بأزمات نفسية لدى الأفراد ،كما يمكن جعل وسائل التواصل الاجتماعي أداة لنشر الخير وتقديم النصائح والارشادات لحياة كريمة .
- كاتبة وباحثة اجتماعية -الأردن