بقلم : فاطمة الكحلوت *
تعد الأسرة هي المدرسة الأولى التي يتعلم بها الإنسان أساليب التعامل وإحترام الآخرين وكيف ينتهي دوره بالحديث عندما يبدأ الطرف الآخر ، فدائماً يتوقع الفرد من عائلته أن تقدم له الرعاية الكاملة والدعم الكافي ليستمر عطاءه ويزيد من نجاحه وتفوقه ، حيث بينت الدراسات بأن الأشخاص الذبن لم يتلقوا الدعم الكافي والعناية الكاملة من قَبل أُسرهم كانوا أكثر عُرضة للفشل من الأشخاص الذين لم يتلقوا الدعم والرعاية من عائلاتهم ، في حين أثارت التساؤلات لدى بعض الأسر بأنها لا تلاحظ أي تقدم لأبنائها رغم منحهم الدعم المادي وتوفير لهم أفضل المستلزمات والسبب يعود بأن توفير الدعم المعنوي وإشباع حاجاتهم النفسية جزءٌ مهم من نجاحهم ولا يمكن أن نُقدم الدعم المادي دون المعنوي ، كما أن مشاركة الأهل النشاطات مع الأبناء يعزز من ثقتهم ويدفعهم إلى الإنجاز ويدعم تنشئتهم بطريقة سليمة ليكونوا قادرين على بناء المجتمع ومواكبة تطوراته .
حيث أن الأشخاص الذين يشعرون بالنقص داخل الأسرة يلجأون إلى أماكن أخرى ليشبعون رغباتهم وإحتياجاتهم مما قد يولد لديهم أساليب وممارسات بعيدة عن أخلاقيات المجتمع فيصبح الفرد عائلا على عائلته وعلى مجتمعه ،
التربية السليمة وتنشئة الفرد بطريقة سليمة هو أمر بحد ذاته مسؤولية كبيرة وتحتاج إلى صبر والتحلي بالأخلاق الإسلامية وصياغة المفاهيم الدينية والأخلاقية وإيصالها بطريقة سليمة ، تجعل الفرد قادرا على أن يميز بين الخطأ والصواب ، وبالرغم من إزدياد المشاكل الأسرية وإزدياد حالات الطلاق التي لها أثر كبير نفسي على الأبناء مما يؤثر سلباً على تحصيلهم ومدى تقدمهم كان لا بد من زيادة الوعي حول التعامل مع هذه الأمور لتكون أقل ضررا على الأبناء فكان لا بد من مراقبة دقيقة لأفعالنا تجاه تربيتنا لأبناءنا والإمتناع عن النقاس والجدال الحاد أمام الأبناء وتوفير لهم جو أسري آمن يخلو من المشاحنات والتوتر .
وفي ظل التطورات التي نشهدها لابد من جعل الأبناء يستفيدون من التطور وإستخدام التكنولوجيا بصورة آمنه والحرص على أن يأخذوا الثقافات من مختلف أنحاء العالم وتوجيههم نحو الأمور التي تزيد من ثقافتهم ووعيهم وتوريثهم الأساليب والمفاهيم والعادات ليتمنكوا من نقلها من جيل إلى جيل مما يؤدي إلى إكمال المسيرة التعليمية والعملية بصورة مشرقة.
* كاتبة وباحثة اجتماعية – الأردن