أوصت الهيئة العليا للصحة الفرنسية بأخذ جرعة واحدة فقط من اللقاح المضاد لـ كوفيد – 19 للأشخاص الذين أصيبوا سابقاً بفيروس كورونا، وتُعطى هذه الجرعة بعد ما بين 3 و6 أشهر، وتلعب دوراً في التذكير بالمناعة. وإذا تبنت فرنسا هذا الخيار؛ فسوف تكون الدولة الأولى التي تتبناه، بحسب “توب سانتيه”.
هل يجب أخذ اللقاح إذا كان الشخص مصاباً بالفعل؟
بعد الأخذ بعين الاعتبار تلك المعلومات العلمية التي عرفت أخيراً، فقد قدمت الهيئة العليا للصحة الفرنسية توصياتها بخصوص اللقاح للأشخاص الذين أصيبوا فعلياً بفيروس كوفيد – 19. وقد صدرت توصيتها هذه في الثاني عشر من شباط/فبراير، وما زال الأمر بحاجة إلى موافقة وزارة الصحة الفرنسية عليه.
ما يجب أن نتذكره
يجب اعتبار الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس سارس – كوف – 2 في الآونة الأخيرة (سواء ظهرت عليهم الأعراض أو لم تظهر) وتمَّ اثبات ذلك بواسطة اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل أو اختبار المستضد على أنهم محميون (لمدة 3 أشهر على الأقل، ولكن ربما أيضاً إلى فترة 6 أشهر أكثر) ضد الإصابة بالعدوى، حسب تقديرات الهيئة العليا للصحة.
“وبناء عليه، ينصح بأخذ اللقاح بعد فترة 3 أشهر من الإصابة، ويفضل تأخير أخذ اللقاح إلى ما يقارب 6 أشهر”.
جرعة واحدة فقط!
جرعة واحدة من اللقاح تكفي بعد الإصابة
إنّ جرعة واحدة تكفي، بغض النظر عن نوع اللقاح المستخدم، وتوضح إليزابيث بوفيير، رئيسة اللجنة الفنية للقاح في الهيئة العليا للصحة قائلة: “يتم تأكيد الاستجابة المناعية بواسطة جرعة واحدة فقط بالنسبة إلى الأشخاص الذين أصيبوا مسبقاً، وتعادل هذه ما يتم الحصول عليه بعد أخذ الجرعة الثانية من اللقاح بالنسبة إلى الأشخاص الذين لم يُصابوا بالعدوى في السابق. وهؤلاء الأشخاص لديهم ذاكرة مناعية، ويعمل اللقاح وكأنه تذكير بذلك ويبدو أنه ليس من الضروري أخذ الجرعة الثانية”.
وتؤكد الهيئة العليا للصحة على أنه يجب إثبات الإصابة بالعدوى بواسطة نتائج اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل، سواء أظهر المرض أعراضاً أم لم يظهر. وفي المقابل، لا تنصح الهيئة العليا للصحة بإجراء فحص مصليّ قبل أخذ اللقاح في الحالات التي لا يكون فيها الشخص متأكداً من كونه قد أصيب بالعدوى. ويؤكد د. بيير غاباش من الهيئة العليا للصحة قائلاً: “عندما يكون الشخص قد أصيب بالعدوى، أو ظهرت عليه الأعراض، ولكنه لم يخضع للاختبار أو الفحص، فإن أخذ اللقاح ليس بالأمر الخطير، ولا يضر على الإطلاق”.
من ناحية أخرى، توصي الهيئة العليا للصحة بالمحافظة على أخذ الجرعتين في الحالتين التاليتين: بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون من كبح المناعة في إطار الاستجابة المناعية، وممن لديهم مناعة منخفضة بأخذ الجرعتين من اللقاح. وفي المقابل في حال أصيب الشخص بالعدوى بعد أخذ الجرعة الأولى من اللقاح؛ تنصح الهيئة العليا للصحة بالانتظار إلى فترة 6 أشهر على الأقل من أجل تلقي الجرعة الثانية.
وأخيراً، في حال استمرار الأعراض إلى فترة طويلة بعد الإصابة بفيروس كوفيد – 19، فمن الضروري إجراء استشارة طبية مناسبة قبل أخذ اللقاح؛ للحكم على فائدة أخذ اللقاح حسب كل حالة على حدة.
تابعي المزيد: الماء الساخن مع الليمون في الصباح.. ما قصة هذه الوصفة الرائجة؟
ما هي مدة المناعة التي يمنحها أخذ اللقاح؟
من المبكر جداً الحكم على ذلك، إذ تقدر فترة المناعة على المدى الطويل بعد الإصابة بعدوى فيروس سارس – كوف -2 بما يتراوح بين 6 و8 أشهر، ولكن لم يتم تأكيد ذلك في واقع الأمر. من الناحية الأخرى، فإنَّ عدد حالات الإصابة بالعدوى للمرة الثانية التي تمَّ الإعلان عنها وتوثيقها تبقى منخفضة جداً.
“في الوقت الحاضر، نقوم بمتابعة الأشخاص الذين تلقوا اللقاح في التجارب السريرية إلى عدة أشهر. وسوف نستمر بمراقبة هؤلاء الأشخاص، وكذلك سوف نستمر بمراقبة الأشخاص الذين تلقوا اللقاح في الحياة الواقعية، وبناء عليه سوف تتوفر لدينا المعلومات الدقيقة في غضون الشهرين أو الثلاثة أشهر المقبلة”، وفقاً لما تقوله إليزابيث بوفير، من الهيئة العليا للصحة. وليس من المستبعد تجديد عملية أخذ اللقاح، ولكن من السابق لأوانه أن نقول شيئاً”.