بقلم فاطمة الكحلوت
لا تعشْ حياة لا تريدها ولا تنتمي إلى عالمٍ لا يشبهك ، فأنت تستحق أن تُقدر قيمة ذاتك في عيونك وعيون الآخرين وأن تجلب لنفسك ولروحك السلام والسعادة التي تستحقها ، لذلك أترك كل شئ يستنزف طاقتك وأهجر كل شئ يؤذيك وإن كنت تظن بأنه منفذك الوحيد ، فوجودك في بيئة لا تدعمك ستجعلك تتراجع يوماً بعد يوم في إقبالك للحياة وستشعر بأنك هامش على النص ولا فائدة منك ، لذلك كن قوياً وإصطدم بكل عائق في حياتك وحطمه ولا تتوقف حاول أن تكون سريعاً فالأيام تمر بسرعة وتحتاج منك قوة كبيرة وإجتهاد لتحقق أحلامك وتصل بها إلى القمة .
قطارات الحياة لا تتوقف ودائماً هنالك شئ جميل في كل محطة وطريق ، لكن علينا إدراك الأشياء والشعور بقيمتها قبل أن يغادرنا القطار وينقلنا إلى أماكن مختلفة ، فالأشياء التي ترحل لا تعود والقادم هو الذي يستحق منا أن ننتظره وأن نستعد للقائه والفرصة القادمة علينا الإستفادة منها دون هدر .
غالباً ما يدرك المرء السعادة التي كان فيها في وقت متأخر ، أو أن يدرك مدى أهمية الأشخاص من حوله ، أو الراحة التي كان يشعر بها في منزله القديم أو وطنه الذي تركه أو العمل الذي غيره ، لذلك فإن الإنسان يدرك الكثير من الأمور بعد فقدانها فيعتريه شعور الندم ويحيطه الإحباط والخوف من المستقبل لذلك فإن من عَرِف قيمة الأشياء وأدركها لم يشعر بخيبة ولا بحسره بل سيعطي مجالا لإستقبال كل ما هو جديد فهو يعرف بأن المرونة تجعله يعتاد الأشياء ويحسن إستخدامها فلا ينحصر في الماضي ولا يخاف المستقبل .
فلا شئ يستحق أن نقف عليه فالخسارة علينا تعويضها ، والفشل معناه بداية نجاح في أمر آخر والديون علينا سدادها والذين رحلوا تركوا لنا مجالا لأشخاص غيرهم وبأن الرضى والتسليم لأمر الله هو نجاح بحد ذاته .
كاتبة وباحثة إجتماعية -الأردن