بقلم : فاطمة الكحلوت *
بالرغم من الدمار الذي خلفته الحروب والكوارث والأمراض ما زالت الطيور تحلق في السماء معلنة بداية يوم جديد وكل يوم جديد يستحق منا أمل جديد ،فما زال في قلوب المارة أمل أن تعود الحياة إلى طبيعتها إلى هدوءها رغم الخوف الذي أصبح يملاؤ قلوبهم ورعبة الموت الذي لا مفر منه وفكرة الرحيل التي تمر على ذهن كل شخص ما يزالون يمضون قدما نحو أيامهم ،ويتابعون بصمت مسار المرض الذي ينتشر بسرعة بالغة.
لقد أصبحوا تماما يعرفون معنى السلام الذي إفتقدته شعوب كثيرة على وجه الأرض ،لقد أصبح السؤال يطرق باب كل شخص هل سأكون من بين الوفيات اليوم أم سأكون غدا ،وماذا علي أن أفعل لأخفف شعور القلق والخوف وماذا علي أن أقدم لأطمئن ولأشعر بالسلام ،هذه المشاعر والأفكار أصبحت تطرق تفكير كل البشر بسبب الرهبة والخوف من فيروس كورونا ،لكن مازال شعاع الأمل موجودا.
وما يزال الأمل مرسوم في عيون الرجل العجوز الذي يبيع الكعك ويبتسم في وجوه العابرين ويلقي في قلوبهم الأمل ويخبرهم بأنه لا مفر من قدر الله فنحن نهرب من قدر الله إلى قدره ،فتناسوا أوجاعكم ولا تجعلوا الخوف يسيطر على قلوبكم كونوا على يقين بأن كل ما يصيبنا هو من الله ولا يذهب البلاء إلا بالتوجه إلى الله ،لذلك ابتسموا وأصنعوا الأمل وأعلموا بأن الفرح قريب وآت لا محال ، وأن لنا أيام جميلة ستشرق ولو بعد حين.
فالحياة هي أيام ولحظات نعيشها بكل ما فينا فعلينا أن نحرص أن تكون مليئة بالعمل والمثابرة وإبعاد فكرة الخوف والقلق التي تقيدنا وتجعلنا منتظرين الغد دون أن نتهيأ له ودون أي إستعداد أو تقدم في حياتنا ، ومن هنا فإن التفكير بالأمور الإيجابية ترفع من طاقتنا وتضئ لنا قناديل الأمل للعمل والنجاح والإصرار على الوصول فنحن لم نُخلق عبثاً إلا لنعيش كما نحب ونريد .