قلم فاطمة الكحلوت
يوماً ما سأعود إليك كي أعانقك ذاك العناق الذي حلمنا به سوياً ،لن يهمني حينها الشعر الأبيض الذي يغزوك بقدر ما يهمني الطمأنينة التي سأشعر بها بعد مشوار التعب ،أعدك بأنني سأترك كل شئ عالمي …زوجي ..أبنائي ..كتاباتي فقط لأشرب القهوة معك .
في حضرتك سيدي تموت الكلمات ويتوقف الزمان ويهدأ القلب ويطمئن ، كأنه يهرب من أوجاع الحياة إلى وطنٍ يحتويه ، سأكتب لك حتى تتوقف أقلامي عن الكتابة ، سأُخفيك جيداً في قلبي .
أنت تعلم أنني أغرق تماماً في حبك وإنني أحاول قدر الإمكان أن أُحب أحداً غيرك أن أرتبط بشخص آخر لأكون ملتزمة معه وأن أنساك ولو بشئ قليل لإننا لن نلتقي في هذا التوقيت فهذا بحد ذاته معجزة .
كم أحتاج أن ألتزم بحياة تجعلني أنسى جزء من تفاصيلك ، حاولت كثيراً أن أفعل ولم أستطع ، لا يمكنني نسيان من قدم لي كل الحب في حين تخلى عني الجميع ، ولا يمكنني نسيان الألوان التي ملأت بها عالمي في حين كنت أستخدم اللون الأسود فقط ، أعدك تماماً أن تبقى حاضراً بين كلماتي ، وعندما سنلتقي سأخبرك عن صوابي الذي فقدته في وجودك ، ستضحك كثيراً عندما تتذكر خيانتي لك وأي خيانة يا سيدي ، كنت مجنونة بك راهنت بأنني أستطيع إبعاد نفسي عنك وفي النهاية عدت إليك أبكي بينما كانت عيونك مليئة بالغيرة والغضب الذي احتواني بدون تردد ..
لن تنسى دقة قلبك بعد خمس وعشرون عاماً ، كنت تريد الاستقالة من كل شئ فهل استقلت من حبي إليك ؟!
كاتبة وباحثة إجتماعية الأردن