* قلم فاطمة الكحلوت
لعل أبشع جرائم القتل تلك التي كانت عناوينها تتصدر الصحف ” القتل بدافع الحب ” فأي بشاعة قد وصل إليه الحد ليضع القاتل سبباً ودافعاً لجريمته وهو الحب ، فهل أصبح مفهوم الحب مُخيفاً لدرجة تصل في نهاية الأمر لوقوع الجريمة .
فحين يرتبط مفهوم الحب بالقتل فإن الأمر يصبح بحاجة ماسة إلى اعادة النظر فيه ، فحقيقة الحب أن المحب لا يؤذي من أحب يوما مهما حدث لذلك فإن هنالك دوافع نفسية للقاتل تدفعه لارتكاب جريمته فقد يكون السبب الرئيسي اضطرابات نفسية يعاني منها القاتل وقد يكون ممن يتعاطى المخدرات وقد تكون شخصيته نرجسية بنسبة كبيرة تدفعه لحب التملك والسيطرة على الطرف الآخر وكأنه جزء من ممتلكاته الخاصة.
وقد يدفع القاتل ضحيته لتلبية رغباته بأي طريقة حتى لو استخدم فيها العنف الجسدي الذي ينتهي به الأمر للقتل ، فلا يمكن أن تحدث أي جريمة فجأة دون أي مقدمات فيكون هنالك أحداث قبل وقوع الجريمة تدل على أن الأمر قد ازداد عن حده من معاملة القاتل وأسلوبه في التعامل وتهديده المتكرر ومحاولته بأي طريقة محو شخصية الطرف الآخر وفرض سيطرته عليه .
وهنا لا بد من التأكيد على مفهوم الحب واعادة صياغته ليصبح أملا وسعادة في الحياة وعنوان صادق لوجود الخير على هذه الأرض وليس ذلك الحب القاتل الذي ينتهي بالكارثة تحت مُدعى الحب ، فلماذا لا نعيد النظر في تربية الأبناء وتعليمهم أسس التعامل مع الآخرين واحترام حريات ورأي الآخر مهما كان الأمر وذلك لأن التربية السليمة تمنع حدوث الجرائم في المستقبل وتحمي المجتمع من الأمراض النفسية التي تسبب حدوث هذه الجرائم ، فالحب يُبنى على احترام الرأي الآخر والاهتمام به .
وأخيرا يجب أن نتقبل ذاتنا ونحترم أنفسنا بأن نكرمها بالحب الذي نستحقه فلا نجبر غيرنا على البقاء معنا ولا نؤذي مشاعر الآخرين حتى لو لم يحبونا .
* كاتبة وباحثة اجتماعية -الأردن