إن الحماية من أشعة الشمس ذات أهمية بالغة لمنع الأضرار الناجمة عنها سواء على المدى القصير أو البعيد وفي كل الأعمار، فالتعرض الشديد لأشعة الشمس من الممكن أن يحدث ألما شديدا، ويعرض الجسم والجلد للحروق الشمسية. كما أن الحروق الشمسية الشديدة قد تسبب أخطارا كبيرة للجلد في وقت لاحق من حياة الشخص مثل سرطان الجلد.
إن الضرر من أشعة الشمس يحدث غالبا في الفترة ما بين الساعة العاشرة صباحا والساعة الثالثة عصرا عندما تكون أشعة الشمس في أوج قوتها، حتى في الأيام التي يكون فيها غيوم أو الوقوف تحت الأشجار، لذا يجب استعمال الواقيات من أشعة الشمس لمنع الحروق الشمسية أو تعرض الجلد لأضرار من جراء أشعة الشمس.
لأشعة للشمس فوائد عديدة والتي تتلخص في أنها تساعد على الإبصار والمساعدة على القيام بالعمل اليومي، ولها دور رئيسي في تكوين مركب فيتامين «دي» الضروري لنمو العظام من خلال الجلد، والمساعدة في علاج عدد من الأمراض الجلدية وبعض أمراض المواليد والأطفال، كما أنها تساعد في زيادة كمية الأكسجين الضروري للحياة في الهواء وفي التخلص من ثاني أكسيد الكربون الضار بالحياة، كما أن أشعة الشمس توفر الدفء وتساعد في قتل الجراثيم، ولها دور مهم في التغذية فهي ضرورية لنمو النباتات.
آثار عكسية
ثم تطرق للآثار العكسية الناتجة من التعرض لأشعة الشمس التي يمكن أن يصيب جميع الأعمار من أطفال وبالغين وشيوخ، كما تشمل الإصابة كلا الجنسين والمرضى والأصحاء.
وتشمل أضرار أشعة الشمس الآتي:
– الإصابة بحرقة الجلد.
– تغير وتصبغ لون الجلد.
– إصابة العينين بمرض الماء الأبيض.
– إصابة الجلد بمرض الحساسية الضوئية.
– إضعاف المناعة.
– ظهور أعراض الشيخوخة المبكرة.
– الإصابة بالتسمم الضوئي.
– الإصابة بالإجهاد الحراري.
– تهيج بعض الأمراض الجلدية التي قد تكون موجودة مسبقا.
– تهيج بعض الأمراض الداخلية التي قد تكون موجودة مسبقا.
– تتفاعل أشعة الشمس مع بعض الأدوية التي يستعملها الشخص مما يؤدي للإصابة ببعض الأمراض الجلدية والداخلية.
– احتمال الإصابة ببعض الأورام السرطانية الحميدة أو الخبيثة.
الأشعة فوق البنفسجية
ضوء الشمس له خصائص فيزيائية كثيرة ويحوي العديد من الإشعاعات ذات الموجات الكهرومغناطيسية المرئية وغير المرئية. النوع المهم من هذه الأشعة، هو الأشعة فوق البنفسجية، والتي تنقسم إلى ثلاثة أقسام، هي:
– الأشعة فوق البنفسجية – «سي» (UVC). لها خاصية قصر الموجة الكهرومغناطيسية غير مرئية وهو أخطر الأنواع على الإنسان ولكنها لا تصل إلى سطح الأرض بل تمتص بواسطة الغلاف الخارجي في ما يعرف بطبقة الأوزون والتي ترتفع فوق رؤوسنا بنحو 20 كلم.
بعض المواد الكيميائية المستخدمة في حياتنا اليومية لها المقدرة على التأثير على طبقة الأوزون مما يؤدي إلى ما يعرف بثقب الأوزون والناتج من تفاعل هذه المواد مع الغاز المكون لطبقة الأوزون الأمر الذي قد يسمح بمرور هذا النوع من الأشعة القاتلة والوصول إلى سطح الأرض. وقد قامت جميع الدول بالترتيبات اللازمة للحد من استخدام هذه المواد الضارة للمحافظة على طبقة الأوزون.
– الأشعة فوق البنفسجية – بي (UVB). لها خاصية الموجة المتوسطة ويميل لونها إلى الأبيض وتكون أكثر تركيزا ما بين الساعة العاشرة صباحا والرابعة عصرا وهذه هي الأوقات التي يجب علينا التأكد فيها من عدم التعرض غير الضروري لهذه الأشعة وخاصة أولئك الذين يشكون من أمراض لها علاقة بالشمس وتم نصحهم من قبل الأطباء باجتناب هذه الأشعة.
– الأشعة فوق البنفسجية – إيه (UVA). لها خاصية الموجة الكهرومغناطيسية الأطول، وتظهر في الصباح وقبل الغروب وتكون أكثر تركيزا قبل الساعة التاسعة صباحا وبعد الساعة الرابعة عصرا وبصفة عامة تعتبر آمنة في مجمل الأحوال حيث يمكن التعرض لها أثناء التنزه والسباحة وغيرها.
وسائل دفاعية
هناك العديد من وسائل الدفاع الطبيعية الموجودة في الجلد للوقاية من أضرار أشعة الشمس لدى الإنسان، أهمها هي الخلايا الجلدية السطحية المتراكمة التي بسببها لا تصل الأشعة إلى داخل الجلد، وكذلك وجود خلايا التلوين التي تعطي الجلد لونه الطبيعي وبسببها تزيد مناعة الجلد، وعند نقصها يتعرض الجلد للإصابة بأضرار أشعة الشمس.
إضافة إلى ذلك هناك المواد التي تحفظ في الجلد بصورة طبيعية مثل مادة البيتاكاروتين والموجودة في بعض الخضار مثل الجزر ولها مقدرة على امتصاص بعض من الأشعة الضارة، كما تلعب إنزيمات الجلد الطبيعية دورا مهما في الوقاية من أضرار أشعة الشمس حيث إن نقصها يسبب تعرض الجلد إلى أضرار كثيرة.
وأخيرا فإن الجلد يمتلك مقدرة ذاتية طبيعية لإصلاح ما ينتج من تأثيرات عكسية لأشعة الشمس بصفة مستمرة وكاملة. وعند وجود الأمراض الوراثية التي تسبب في نقص هذه الإنزيمات نلاحظ ظهور أعراض تأثيرات الشمس مثل الشيخوخة المبكرة والأورام السرطانية.
وينصح أطباء الأمراض الجلدية بأنه يجب التقيد بما يلي:
– تجنب الإفراط في التعرض لأشعة الشمس – خصوصا بين الساعة العاشرة صباحا والثالثة عصرا.
– استخدام المظلات الشمسية
– عدم أخذ الحمامات الشمسية
– لبس القبعات العريضة أو غطاء الرأس عند التعرض لأشعة الشمس
– استعمال النظارات الشمسية
– استعمال الملابس الواقية
– إذا كان لا بد من التعرض لأشعة الشمس فمن المستحسن أن يستعمل الشخص واقيا يحميه من أشعة الشمس ويحتوي على عوامل الحماية من أشعة الشمس.
– مراقبة الأطفال وتقديم النصيحة لهم بمضار أشعة الشمس.
مستحضرات الوقاية
يوجد رقم خاص على عبوات المستحضرات الواقية من أشعة الشمس (SPF)، فجميع المستحضرات الواقية من أشعة الشمس يمكن أن تحمي الجلد سواء كانت للتجميل أو التي توصف كعلاج ولها درجة وقاية معينة تقاس بالأرقام. فالرقم الذي يظهر على الغلاف الخارجي للعبوة يدل على درجة قوة وقاية ذلك المستحضر.
فمثلا إذا ظهر على الغلاف رقم 15 فهذا يعني أن المستحضر يعطي وقاية (15) مرة أكثر من الطبيعي وهكذا كلما زاد الرقم زادت قوة المستحضر على الوقاية.
المستحضرات ذات الرقم المنخفض تحت (6) تستخدم للتجميل واكتساب اللون البرونزي أما التي يزيد الرقم فيها عن (8) توصف كأدوية واقية من الشمس للأشخاص المرضى لضمان عدم تأثرهم بالأشعة.
الوقاية من أشعة الشمس
1- الملابس:
معظم أنواع الملابس تعطي حماية من أشعة الشمس إما عن طريق امتصاص الأشعة الضارة أو بواسطة عكس الأشعة الضارة عن الجسم.
وهنا يجب علينا مراعاة النقاط المهمة التالية:
– الملابس القطنية الثقيلة غير الفضفاضة تعطي وقاية كافية.
– الملابس القطنية الخفيفة تعطي وقاية درجة (7) أكثر من الطبيعي.
– الملابس البيضاء غير القطنية FABRIC تعطي القليل من الوقاية لأنها تسمح بمرور كمية كبيرة من الأشعة إلى الجسم.
– الملابس المبتلة لا تعطي وقاية جيدة على عكس الاعتقاد السائد.
– الملابس ذات الكم القصير غير كافية للوقاية.
– ينصح دوما بلبس القفازات والقبعات.
2- المظلات الشمسية:
تعطي وقاية من أشعة الشمس الضارة ولكن ليس بصفة كاملة وذلك لأن الأشعة قد تصل إلى الجسم عن طريق الانكسار والارتداد من بعض الأسطح المجاورة مثل الرمال والبحر والثلج. لذا يجب الحيطة وخاصة بالنسبة للمرضى الذين عليهم استعمال المركبات الواقية من الشمس.
3- زجاج النوافذ والسيارات:
الزجاج له خاصية عكس أشعة الشمس من النوع المتوسط (الأشعة فوق البنفسجية) UVB وهي الأكثر ضررا للجسم في حين يسمح للأشعة الفوق بنفسجية الطويلة الموجة من النوع UVA الشبه آمنة بالمرور إلى داخل الجلد. وبصفة عامة يستحسن للذين يتضررون من أشعة الشمس أخذ الحيطة اللازمة.
سرطان الجلد
إن أكثر الناس تعرضا لسرطان الجلد هم أصحاب البشرة البيضاء. أما أصحاب البشرة السمراء والسوداء فهم أقل قابلية للإصابة بهذا السرطان، وذلك لأن صبغة جلودهم توفر لهم حماية ضد أشعة الشمس فوق البنفسجية.
يمكن للجميع التفريق بين سرطان الجلد وبين الشامات وغيرها من النتوءات الحميدة التي تنبت على الجلد ولا تكون مؤذية ولكن الطبيب هو وحده الذي يستطيع أن يعطي التشخيص الصحيح، وهناك بعض العلامات التي قد تنذر بوجود سرطان، منها القرحة التي لا تندمل وأي تغيرات تطرأ على حجم أو لون النتوءات أو الشامات، وظهور أي بقعة غريبة بلون مختلف على الجلد.
أما مسببات سرطان الجلد، فهي التعرض للأشعة فوق البنفسجية الآتية من الشمس، ويحدث ذلك غالبا لمستخدمي الحمامات الشمسية باستمرار، وللذين تتطلب طبيعة عملهم البقاء فترات طويلة في ضوء الشمس ولو لجرعات قليلة. كذلك التعرض للأشعة السينية عند التصوير بالأشعة السينية.
يجب توفر أحد أو معظم العوامل التالية لظهور سرطان الجلد:
– التعرض لأشعة الشمس والإصابة بحرقة الشمس.
– الاستعداد الوراثي عند البعض.
– العوامل المناخية مثل موقع الشخص في العالم وكذلك التغيير الحاصل في وصول أشعة الشمس بسبب تأثر طبقة الأوزون الواقية.
وأخيرا فإن الاكتشاف المبكر والعلاج السريع الناجع يضمن فعليا العلاج الكامل لمعظم أنواع سرطان الجلد، باستثناء الميلانوما، الذي ينشأ في الغالب في الشامات ويحمل فرصاأقل للشفاء.