قلم فاطمة الكحلوت
ما يزال هاجس التحرش الجنسي يعيق عمل المرأة واستقلالها حيث بينت دراسة أجرتها المديرة الإقليمية لمنظمة “آكشن آيد ” كارولاين ماكسولاند أن التحرش الجنسي والعنف القائم على النوع الإجتماعي في مكان العمل منتشر على مستوى العالم حيث تعاني امرأة من كل ثلاث نساء من العنف أو المضايقات في حياتهن .
أثناء المواصلات وصولا إلى أماكن العمل وخلف ماكينات المصانع ووراء مناضد البيع وفي مكاتب الشركات قصص التحرش المخفية والمخيفة والتي تدفع الكثير من النساء لترك وظائفهن من أجل الحفاظ على نفسها من وصمة العار والفضيحة والخزي ، وتكمن خطورة الأمر حين تسكت المرأة ولا تستطيع ردع التحرش بها وذلك بسبب حاجتها للمال مما يدفع الرجل إلى استمرار استغلالها والضغط عليها وقد يصل الأمر إلى الانتقام منها إذا حدثت أحد أو حاولت الدفاع عن نفسها ولكن إلى متى سيقى هذا الأمر يخيف المرأة ويهدد حياتها ويسبب لها أزمة نفسية واضطرابات تؤثر عليها حتى حين عودتها إلى المنزل ؟! …..
ففكرة ترك العمل والتوجه إلى مكان آخر ليس حلا ولن يمنع تكرار تعرضها لنفس المواقف سواء التحرش بالإيماءات أو اللفظ أو اللمس ، لذلك فإن الأمر يتطلب قانون لمنع التحرش الجنسي أثناء العمل ويحفظ للمرأة حمايتها وصونها أثناء خروجها من المنزل للعمل أو الدراسة .
كما أن التحرش الجنسي يسبب للمرأة هاجس وخوف من المجتمع ويعيق دورها وتقدمها ، ويؤثر على نفسيتها وقد يصل بها الأمر إلى البقاء في المنزل والخوف من الخروج ، وعدم التحدث عن الأمر الذي حصل معها بسبب نظرة المجتمع التي تُلقي اللوم عليها ولا تعاقب الرجل على أفعاله .
لذلك لا بد من الاعتراف بهذا الأمر ووجوده ووضع قوانين رادعة وعقوبات للمتحرش وصيانة المرأة وحقها ونشر الوعي والثقافة بين المجتمع والتأكييد على أهمية الأخلاق الإسلامية التي أعطت المرأة حقها ومكانتها دون أن يتم استغلالها من قبل رئيسها أو زملاءها في العمل .
كاتبة وباحثة اجتماعية-الأردن