قلم فاطمة الكحلوت
إن التعليم يحتاج إلى توفير جو دراسي للطالب ليتمكن من الاستفادة من المعلومات المقدمة له وبشكل صحيح ، لذلك فإن الأطفال الذين يعيشون في بيئة فقيرة غالبا ما يتعرضون إلى التوتر والاجهاد والذي يؤدي إلى انخفاض نسبة معدلات الذكاء والادراك والافتقار إلى المهارات الاجتماعية مما ينعكس سلبا على قدرتهم على التركيز والحصول على المعرفة .
كما أن ظاهرة التنمر وممارسة العنف داخل المدارس يؤثر على الطلاب ونفسيتهم وقدرتهم على اكتساب المعرفة ، فالأطفال الذين يعانون الفقر أكثر عرضة للتنمر المدرسي وخاصة في المدارس التي تحتوي على طبقات اجتماعية ، فقد يصيبهم الاحباط وعدم التركيز والخوف المستمر الذي يفقدهم القدرة على التعلم ، كما أن شعورهم الدائم بالاحرج من الفقر يسبب لهم الارباك وضعف الشخصية وافتقارهم للتشارك مع الآخرين .
لذلك إن مشكلة الفقر والتنمر المدرسي وجهان لعملة واحدة فكلاهما يحد من القدرة على إيصال العلم والمعرفة للطلاب وقد يؤدي إلى ظاهرة الهروب من المدرسة أو تركها واللجوء إلى العمل فتترتب مشاكل أخرى تؤذي الطفل نفسيا فيما بعد .
فكان من الأفضل أن نعالج الفقر وأن ندعم الأطفال الفقراء فهم يستطيعون تحقيق أحلامهم اذا تم دعمهم ، قد يكون الطريق صعب عليهم بسبب ظروفهم الصعبة لكن النجاح سيكون مرافق دربهم لأن النجاح الحقيقي يكمن بتحدي الظروف الصعبة وتحقيق الأهداف.
كاتبة وناشطة في مجال حقوق المرأة والطفل -الأردن