يصعب على بعضهم أحياناً التعامل مع نوعية معينة من البشر خلال حياتهم اليومية، سواء في المدرسة، أو العمل، خاصةً الشخصية الغامضة، وهذا ما يعاني منها كثيرون، حيث يجدون صعوبة في مجاراتها لعدم فهمهم حقيقة تصرفاتها، أو تفسيرها عكس المراد.
عائشة الشمراني، اختصاصي نفسي أول، لتكشف لنا عن أسرار الشخصية الغامضة، وتوضح صفاتها، وكيفية التعامل معها.
أنماط الشخصية الغامضة
بدايةً، قالت الشمراني: هناك عدة أنماطٍ للشخصيات، يصنِّفها علم النفس بناء على الصفات والخصائص التي تتميز بها، والشخصية الغامضة أحد هذه الأنماط، وهي غالباً ما تكون مصدر قلق وترقب بالنسبة إلى الآخرين لما تتميز به من غموض وشكٍّ، ما يسبِّب الحيرة للطرف الآخر لعدم معرفته شعورها نحوه،
وطبيعة العلاقة التي تربطهما، كما أن هذه الشخصية تتخذ من الغموض والاختباء أسلوباً لحماية نفسها، إما لفقدانها الأمان، أو الخوف من توجيه اتهامٍ لها، أو الخشية من أن يفهم الآخرون كلامها وتصرفاتها بطريقة سلبية، لذا تفضل الصمت، أو قلة الكلام، والإجابة بحدود السؤال دون ذكرٍ للتفاصيل.
صفات الشخصية الغامضة:
- قلة الكلام والحديث عن نفسها وعن أمور حياتها ومشاعرها ومخاوفها وآمالها، كونها تؤمن بالمقولة الشهيرة: “خير الكلام ما قل ودل”.
- قلة الحضور في المناسبات الاجتماعية.
- قوة الملاحظة والتركيز، خاصةً ما يدور حولها من أمور وأحداث، ومعرفة التفاصيل أيضاً.
- لا تفضل العمل ضمن مجموعة، أو ما يسمى بالعمل الجماعي، بل تميل إلى العمل بشكل فردي، مثلاً الأعمال المكتبية.
- كثيرة الشك في نيات الآخرين، وعدم الشعور بالطمأنينة تجاههم في أقوالهم وتصرفاتهم.
- التراجع في اتخاذ القرارات.
– المزاجية بالدرجة الأولى.
- تملك معدل ذكاء عالٍ.
- التناقض وعدم القدرة على التعبير.
طريقة التعامل مع الشخصية الغامضة:
أولا: التغاضي عن سلوكياتها وتصرفاتها وكثرة الشكوك التي تنتابها، وهذا يشمل تجنب التدخل في خصوصياتها، وطرح الأسئلة المتكررة عليها مثل “أين ذهبت؟ بمن التقيت؟ متى ستعود؟”. لكيلا تشعر أنها مراقبة، كونها شخصية “شكَّاكة”.
ثانياً: المجاراة، فإن أردنا أن نتعايش معها في جو لطيف وهادئ، فيجب أن نجاريها في بعض قراراتها، وإن أردنا الحديث معها فمن الأفضل فتح موضوع شيق بالنسبة إليها لشدها إلى النقاش، وتقديم رأيها بشكل جيد والابتعاد عن الصمت والغموض.