أنا فتاة بلغت من العمر 30 عام و مثلي مثل جميع الفتيات أخاف لقب العنوسة
بالرغم من أن البعض يري أنني قد حصلت عليه فعلا فأنا أري أنني أخاف من فكرة
الزواج في الأساس حيث أنني عندما يتقدم أي شخص وتتم الموافقة المبدئية أصيب
بحالة من الإكتئاب و الإنطوائية والجميع يلاحظ ذلك لدرجة أن بعض الناس
نصحونا باللجوء لفكرة أنني معمول لي عمل وأنا و أهلي لا نعتقد في هذه الأمور
وأنني قد خطبت مرة منذ ستة سنوات ولم تستمر سوي ستة أشهر من الحزن و
الكآبة ولن تعد حياتي إلي طبيعتها إلي بعد فسخ الخطوبة .
وظللت علي أمل أن يأتي من أفرح به وبالفعل أتي أشخاص عديدون عدد لا أتذكره من كثرته ولكن كانوا هم من
يرفضون لا أعلم السبب فأنهم يأتون و تتم المقابلة علي أكمل وجه وألاحظ من قبل أي شخص القبول و الفرحة بي
والكلام في أمور تسبق وقتها مما يعطيني إحساس بتأكيد الموافقة و يذهب ولم يعد ولا حتي يرد تلفونيا بالرغم من
أنني شخصية علي قدر معقول من الجمال وخفيفة الظل وناجحة في عملي و أري أن الجميع بحبني و يتمني لي
الخير . تقدم لي شخص منذ حوالي تسعة أشهر وعمره وقتها 42 عام لم أعترض علي فارق السن و لكني وجدت
شخص بالشكل أكبر من والدي و كلام كله يأس وأن عمره أصبح كبير لتجربة أي شىء بالإضافة أن سبق له الزواج و
عنده ابنه تبلغ من العمر حوالي أربع أو خمس سنوات ورفضت وقتها علي أمل أن أجد الفرص المناسبة وأيضاً خلال
التسعة أشهر جائني أكثر من عريس علي نفس الوضع الذي ذكرته سابقا وحاليا تكرر طلب ذلك الشخص ذو 42 عام
بشكل جديد و رجيم و لبس جديد و طريقة حوار مختلفة و قال لي أنه كان عنده ظروف وكانت والدته متوفية حديثا .
ولكنه سوف يتغير ويقوم بكل ما أريد ولكن أصابتني نفس الحالة من الإكتئاب و البكاء دون سبب فماذا افعل ؟
رغم أنني بهذه الحالة لا أستطيع رفضه لأن والدتي قد تصاب بشيء من الحزن و لا أعلم ماذا افعل ؟
أرجو مساعدتي و الرد عليا سريعا .
رد الأخصائية الإجتماعية :
أهلا بك عزيزتي ، من قال لك إنك عانس أو وصلت لسن العنوسة سنك لا يعني بالمرة كل ما تقولين وكل ما يحدث
لك هو طبيعي جداً طالما أنك للآن لم تجدي الشخص المناسب الذي ترتاحين إليه .
فحين تقابلين شخص تفرحين متمنية أن يكون هو الزوج الذي تحلمين به ، ثم حين ترينه لا يكون كما تمنيت فتحزني
وتكون الصدمة والخيبة وفقدان الأمل .
لا أميل للتفسيرات سابقة التجهيز ولا الأقوال المتعارف عليها بأن فلانة لم تتزوج فهي عانس .
أو أنا لم أتزوج لأني” معمول لي عمل علي ظهر جمل ” ومثل هذه الترهات والخرافات والأقوال القديمة والمستهلكة
والتي أصبحت الآن غير ذات قيمة أنت لازلت في بداية عمر الشباب ، لازال أمامك متسع من العمر لتختارين ما شئت
وتتزوجين ممن ترضين به ويرضي بك .
وكل ذلك لا يتم بين عشية وضحاها لكنه يأتي بالصبر والتروي والأمل الكبير في الله وفي أنه يؤخر لنا أقدارنا من
السعادة والإستقرار لحكمة هو يعلمها ولا نطلع عليها .
ثقي في نفسك وفي قدراتك وجدارتك وإستحقاقك للحياة ونيل ما تحلمين به، أنت وكل فتاة تعتقد أن القطار قد فاتها
ولم يعد من أمل في الحصول علي الزوج المناسب فالفرص لا تضيع لأنها أرزاق مقسمة من عند الله وهو يوزعها بالعدل
والقسطاس في وقت معلوم .
وكلمة إسمعيها مني جيداً لا توجد فتاة عانس بل توجد فتاة لم تصادف الرجل الذي يتحمل المسئولية ويحبها ويحتويها
ويكبر في نظرها ، فتاة لديها طموحات كثيرة وأحلام كبيرة ، توجد فتاة تفضل الإستغلال المادي وتحقيق نجاح عملي
ملموس ، ثم ياتي الزواج بعد ذلك ،فمعظم الشباب الآن وليسامحني الجميع ، معظمهم بين طامع أو متكبر أو أناني ،
بل وهناك كثيرين يفضلون الحياة الحرة علي قيود الزواج ،فالعلاقات السهلة أصبحت بالنسبة له أرخص وأسهل ،
ففي الوقت الذي تطو رت فيه الفتاة عقلا وفكراً وعلماً ، ولم يعد يرضيها القليل ، تراجع الشباب وتراجعت طموحاتهم
وأحلامهم في الحياة والزواج وإنعكس كل ذلك علي حال المجتمع ، فأصبحت ترين حولك فتيات جميلات مهذبات لهن
من المواصفات الجميلة الكثير ورغم ذلك فهن لا يجدن بدورهن الزوج المناسب الذي يملأ العين والقلب وكل ذلك يفسر
كلمة الأديب العالمي الكبير نجيب محفوظ حين قال ” ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﺘﺎﺓ ﻋﺎﻧﺲ، ﺗﻮﺟﺪ ﻓﺘﺎﺓ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺷﺮ ﺯﻭﺝ
ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻭ ﺇﺑﺘﻼﺀ ﺯﻭﺝ ﻓﺎﺷل “ .
والآن عليك ألا تفكري إلا في مستقبلك وطموحك ونفضي عن ذهنك كل ما يعلق به من أوهام فقد تذهب بك
في طريق لن تجني منه إلا تضييع الوقت والسير في طريق النصب والدجل ، إعلمي أن كل شيء بقدر الله وهو الذي
يهب ويمنع ويعطي ويمنح ، وهو النافع والضار .
فكوني علي ثقة بالله فمن احتمي به لن يضره مخلوق . وتأكدي أن نصيبك لم يأت بعد .
وأخيرا ; رزقك الله عز وجل بالزوج الصالح الذي تتمنين .