قلم فاطمة الكحلوت
إن ما يميز المجتمع العربي هو قِوام الأسرة وترابطها وعلاقاتها التي تمتد إلى مدى عريق بالعكس من المجتمعات الغربية التي تعطي للأبناء حق الاستقرار عن عائلاتهم والعيش لوحدهم دون مراعاة مدى أهمية العلاقات الأسرية في الحياة فنجد أنهم يدخلون مسار الحياة لوحدهم فيقومون بتجربة كل شئ دون الرجوع إلى القيم والعادات كما في مجتمعنا العربي المحافظ .
لذلك كان للتطور التكنولوجي دور كبير في مجتمعنا من جهة تربية الأبناء وتقليل الدور الأسري وذلك لإن التكنولوجيا أتاحت للفرد أن ينعزل بعالمه عن الآخرين ورغم أنه افتراضيا إلا أنه يشبع حاجاتهم ورغباتهم التي لا يسمح لهم بتنفيذها على أرض الواقع ، كما أن تأثر الأبناء بعادات الغرب أدى إلى نقل كبير بتصرفاتهم ونقلها إلى المجتمع العربي الذي يسعى للتقليد ظنا بأن ذلك هو التطور والانفتاح دون مراعاة أن كثير من الأمور تخالف عاداتنا وتقاليدنا وأخلاقنا الممتدة من الكتاب والسنة ، كما كان لها دور كبير وحدوث فجوة بين جيل الآباء المحافظ وجيل الأبناء الذي يسعى للتقليد الأعمى .
ولكن هل نترك الأبناء لسلك طرق غير صحيحة أم نستطيع أن نعيد بناء الأسرة وتنظيمها وضبطها لنكون قادرين على انشاء جيل مهتم بالعادات والتقاليد ولديه الغيرة على مجتمعه وقادر في نفس الوقت على الابداع والتطور ؟!
وهذه بعض النصائح لكم لتربية الأبناء في ظل التطور التكنولوجي :
لا تتركوا ابناءكم للعالم الافتراضي لينعزلوا وتصيبهم الاحباط والخيبة واضرار نفسية تلحق بهم ، ولا تتركوهم دون مراقبة لإن الغزو الفكري خطير جدا قد يملأ عقولهم بأفكار غير سليمة وغير صحيحة ، وأن نحاول قدر الامكان أن نستخدم التكنولوجيا بطريقة آمنة لنستفيد منها في نقل العلوم الاسلامية والقيم الأخلاقية التي تعد منظومة سليمة لصلاح مجتمعاتنا وللحد من مشاكله المتفاقمة ، فجعل الأبناء يقومون بالأعمال والأنشطة التطوعية يعزز من قيمتهم ومسؤوليتهم ، كما أن زيادة تثقيفهم ووعيهم من خلال وسائل الاعلام التقليدية كالصحف الورقية يعزز من ثقافتهم بسبب تأثيرها الكبير عليهم بما يناسب احتاجاتهم وحياتهم وبشكل أفضل من العالم الافتراضي .
كاتبة وناشطة في حقوق المرأة والطفل – الاردن