قد تكون دبي الوجهة التي تتبادر إلى الذهن عند ذكر التسوق والمنتجات المترفة والماركات العالمية،
لكن ما لا يختلف عليه اثنان في الوقت الحالي، أنه لم يعد بالإمكان الاستهانة بقوة جارتها أبوظبي
فهذه الأخيرة أصبحت مركز جذب مهما من الناحية السياحية بفضل مآثرها الثقافية، وعلى رأسها جامع
الشيخ زايد بن نهيان بمعماره المتميز وضخامته، إلى جانب قوتها الشرائية والإمكانيات الهائلة التي تخول
لها أن تكون مركز جذب من الطراز الأول
لهذا من البديهي أن تبدأ الكثير من الأسماء العالمية بتوجيه الأنظار صوبها، وعلى رأسها دار «هرميس»
الفرنسية العريقة التي كانت من أوائل بيوت الأزياء العالمية التي تفتتح محلا بها
الخبر، وحدث الافتتاح، خلف أصداء طيبة، خصوصا أنه سيجعل سقف المنافسة عاليا
علاقة الدار
الفرنسية التي تشتهر بجلودها المترفة وأزيائها الراقية بالشرق الأوسط ليست جديدة، فقد بدأت في
الثمانينات في السعودية، وتعززت في العقد الأخير من خلال افتتاحها محلات متعددة في عواصم عربية مختلفة،
كان واحدا منها في دبي في عام 2004
وتحديدا في مركز برجمان، تلاه آخر في مول برج دبي
وسجلت حضورا قويا في المنطقة في وقت وجيز،
بفضل تزايد الاهتمام بالمنتجات المترفة وبكل ما هو متميز وغال طوال هذه الفترة
مرت 8 سنوات، ووجهت الدار الفرنسية أنظارها باتجاه أبوظبي، ليأتي افتتاح أول محل لها في الإمارة في
بداية شهر مايو (أيار) في الطابق الثاني من برج الاتحاد في منطقة الرأس الأخضر الساحلية
خطوة
اعتبرها البعض رائدة، والبعض الآخر طال انتظارها وأخذت وقتها
وعلى الرأي الأخير يرد برتراند ميشو، مدير عمليات التطوير في كل من الهند والشرق الأوسط وجنوب شرقي
آسيا، قائلا
إن النقلة قد تكون تأخرت، لكن كل شيء بوقته جميل
ويشرح أن اختيار المكان
المناسب كان مهما جدا بالنسبة لهم واستغرق وقتا طويلا، قبل أن يستقر قرارهم على فندق الاتحاد
بأجوائه المترفة وموقعه
«اختيارنا للمكان جاء نتيجة دراسة وافية، فقد كنا نريد مكانا
حميما، يشعر فيه زبائننا بالراحة
أعجبني أن لا يكون شاسعا حتى يحقق ذلك الإحساس بالحميمية خصوصا أننا ندرك مدى أهمية ذلك بالنسبة
لزبائننا في المنطقة
فهم من النوع الذي يسافر إلى كل أنحاء العالم، وبالتالي كان مهما بالنسبة
لنا أن نوفر لهم تجربة تسوق مختلفة تماما وفريدة من نوعها»
وتابع
«السوق الخليجية مختلفة تماما عن باقي الأسواق مما يجعل التعامل مع شريكنا ووكيلنا،
المانع، أمرا مهما وممتعا في الوقت ذاته
فهو يفهم السوق جيدا كما يفهم عادات البلد
واحتياجاته، لأنه مهما بلغ فهم واهتمام الأسواق الأوروبية، إلا أن درايتهم وفهمهم للثقافة العربية
لا يمكن أن يرقى لمستوى ابن البلد والبيئة
ورغم أنني أعترف بجهلي بالمنطقة تماما مقارنة بأهل البلد، فإن توقعاتي منها كبيرة جدا
فأهل
المنطقة هنا يحبون التسوق ويستمتعون به وهذا ما يفرقهم عن باقي الشعوب
ففي الهند مثلا، يفضل
الناس التسوق خارج البلد بحكم أنهم يسافرون كثيرا، بمعدل مرة في الشهر تقريبا لزيارة أقارب لهم،
والتسوق بالنسبة لهم أمر عملي، بينما هنا فهو متعة بحد ذاتها وهذا ما نحاول أن نركز عليه
ونوفره
يمكن القول إننا أخذنا وقتنا لأنه كان مهما بالنسبة لنا أن يأتي تواجدنا هنا بشكل
صحيح»
لكن برتراند ميشو، وبحكم عمله مع «هرميس» لأكثر من 18 سنة، يعرف أنه لا يمكن الاعتماد على ورقة
واحدة، تتمثل في حب سكان المنطقة وزوارها للتسوق واستمتاعهم به، وأن عليه أن يقدم لهم أكثر من
ذلك، خصوصا أنهم ملمون بالموضة جيدا، وبالتالي لكي يقبلوا على منتج مرفه ويخلصون له، يجب أن يبادلهم
نفس الحب والاحترام
يعلق
«بالفعل لتحقيق النجاح، نعرف أنه علينا التميز وتقديم منتجات فريدة، لهذا نعتمد على
3 عناصر أساسية وهي الحرفية العالية والابتكار المتجدد والجودة التي تحترم تاريخنا وإرثنا
كل
تشكيلة نقدمها مربوطة بتشكيلة أخرى، أي تذكرك بأخرى سابقة ومرتبطة بأخرى لاحقة
نحن لا نفكر
في إحداث ثورات بل فقط تطورات»
يقع محل «هرميس» الجديد في الطابق الثاني من فندق الاتحاد، أحد أفخم الفنادق بديكوراته وخدماته
وتسهيلاته
ما إن تدخل المحل حتى تشعر بأنك في شارع فوبور سانت أونوريه الباريسي، لأن القواسم
المشتركة من ناحية الديكور كثيرة
مساحته ليست بمساحة المحل الباريسي، لكنه صمم بطريقة تعطي الانطباع بأنه كاف وواف
فقد قسم
إلى أقسام مختلفة لكل قسم شخصيته وألوانه، ويحسب له تصميمه الانسيابي الذي يجعل التنقل فيه من قسم
إلى آخر طبيعيا، بفضل الممرات الواسعة التي لا تخلو جدرانها من قطع مثيرة، سواء كانت وشاحا أو خزانة
لاستعراض ساعات أو ربطات عنق أو غيرها
كل ركن يشدك ويجرك إليه وكأنك تعيش سيمفونية صاخبة لا تريدها أن تنتهي بل تريد أن تعيش كل
تفاصيلها
ولا شك أن ارتفاعات السقف المختلفة إلى جانب عرض الجدران ميزة تزيد من انسيابية
الانتقال من عالم إلى آخر، إلى جانب الاختلاف في بعض التفاصيل
فالجص يتميز باللون الأبيض عموما هنا، لكنه في قسم الأزياء الجاهزة يتلون بالبيج المشع، وكأنه
يستفيد من انعكاسات اللون الأحمر التي تنبعث من قسم المجوهرات والساعات المواجه له
بداية الرحلة عند دخول المحل تبدأ أولا بالقسم المخصص للمنتجات الحريرية والعطور واللوازم الجلدية،
بعد ذلك ستقودك قدماك إلى الجزء الخاص بالساعات والمجوهرات، وهي النقطة المركزية في المتجر، لهذا تم
تعزيز موقعه الاستراتيجي بواسطة تأثيرات ينعكس فيها ضوء أحمر يعكس لون خشب الكرز الدافئ، لجذب
الزائر
هنا تتراص مجموعة من الخزانات التي تتراقص، خلف أبوابها الزجاجية، معادن وأحجار ساعات ومجوهرات
ثمينة
وفي الجانب الخلفي يوجد القسم الرجالي، الذي سيجد الرجل الأنيق كل ما يحتاجه من منتجات
جلدية وإكسسوارات من حرير
في الجهة المقابلة له، يوجد قسم الأدوات المنزلية الذي ركز فيه المصمم على فنون المائدة، حيث تتوسطه
طاولة مستطيلة مزينة بشتى الأطباق ومستلزمات الأكل والضيافة، إضافة إلى شمعدانات وإكسسوارات أخرى
كان الغرض منها إضفاء الحميمية والرقي على المكان
وأخيرا وليس آخرا يوجد ركن خاص بالأطفال حديثي الولادة
جزء له غلبت عليه مستلزمات باللون
الأزرق السماوي والبيج، ولها مستلزمات باللون الوردي والأبيض، حتى يجمع المحل روح «هرميس» ورغبتها في
مخاطبة كل الحواس ودخول كل جانب من جوانب حياتنا لتزيد من متعتها
«هرميس» في الشرق الأوسط
– منذ بداية الثمانينات و«هرميس» حاضرة في الشرق الأوسط، في السعودية، في الرياض ثم جدة داخل
المركزين التجاريين «بركات» و«برينتان العمودي»
– بين الفترة الممتدة من 1998 و2003 افتتحت فرعا لها في مدينة الكويت في مجمع الصالحية التجاري
– في 27 سبتمبر (أيلول) 2004، افتتحت تحت رعاية وكيلها، مؤسسة المانع للبيع بالتجزئة، أول متجر لها
في دبي في مركز برجمان التجاري
– في 2008 افتتحت محلها الأول في البحرين في المركز التجاري العالمي
– في فبراير (شباط) 2009، افتتحت متجرها في الدوحة بقطر
وفي نفس العام وفي 28 من شهر مايو،
افتتحت ثاني متجر لها في دبي، وتحديدا في دبي مول
– في 2011، افتتاح محلها ببيروت، وثاني محل لها في مدينة الكويت
– في الثاني من شهر مايو الماضي افتتحت أول محل في أبوظبي، والبقية تأتي