اكتشفي الحلول السهلة التي ستساعدك في التعامل من الطفل العصبي
أولا – تعريف شامل عن كيفية التعامل مع الطفل العصبي:
الطفل العصبي، من المشاكل التي يعاني منها الكثبر من الآباء مع أبنائهم، فمن البديهي أن يختلف الأطفال في شخصياتهم وطباعهم ولكل واحد منهم طريقته الخاصة في التعامل مع الناس، وأيضا طريقته في التعبير عما يريده وفي رد فعله عن مجموعة من التصرفات الصادرة سواء منه أو من طرف الآخرين، لهذا يجب على الآباء أن يقوموا بمنح أطفالهم العناية والاهتمام الكافي.
فهذا يساعدكم في التعرف على شخصياتهم، وأيضا لمعرفة الطريقة السليمة التي تتماشى مع طباعهم، فالتربية الصحيحة والسليمة تحتاج إلى الكثير من الأمور التي يجب على الآباء القيام بها وتنفيذها، وبذل مجهود مضاعف اتجاه الأبناء، لا سيما إذا كان هؤلاء الأبناء يتصفون بشخصية صعبة ، إذ أن مجرد تصرف خاطئ مهما كان بسيطا من الأب أو الأم أو هما معا اتجاه الطفل قد يتسبب في خلق أزمة نفسية حادة لدى الطفل.
ويؤثر عليه بشكل سلبي لفترة طويلة من حياته وقد تصل بعض الأحيان إلى التأثير عليه مدى حياته، وهنا نقترح عليك سيدتي من خلال هذا المقال من مجلتك المفضلة “مجلة المرأة العربية“، أهم الحلول في التعامل مع الطفل العصبي.
ثانيا – تعريف الطفل العصبي والعنيد:
ربما تجد الكثير من الأشخاص خاصة الأمهات يتساءلون حول أمور عديدة تهم أطفالهن، لا سيما إذا كان هؤلاء الأطفال يتصفون بمجموعة من التصرفات التي تكون غير عادية وغير طبيعية، حتى لو كانت مرحلة عمرية يمر منها جميع الأطفال، إلا أن هذا الأمر يؤرق الآباء بشكل كبير، ومن بين هذه التصرفات الطفل العصبي والعنيد، الذي تجده يتصرف بطريقة مستفزة في الكثير من الأحيان وفي مجموعة من المواقف التي قد لا يتحملها الآباء.
والعناد والعصبية لدى الأطفال ليست من الأمور المكتسبة، بل هو أمر عادي جدا ومرحلة يمر منها كل طفل ويحتاج فيها إلى تعامل خاص حتى يتعداها بكل أريحية وبدون عواقب وخيمة تعود سلبا على الطفل وعلى والديه، وهنا سنقدم لكم مجموعة من الأمور والطرق الحديثة التي ستساعدكم في علاج هذا المشكل لدى طفلكم بسهولة.
ثالثا – طرق مهمة للتعامل مع الطفل العصبي والعنيد:
غالبا ما يعيش كل طفل في عمر السنتين إلى 4 سنوات مرحلة العناد والعصبية التي تعد من المراحل العادية في حياة كل طفل، إذ أنها المرحلة التي يكتشف فيها معنى ” أنا” وانطلاقا من هذا المفهوم الجديد الذي يتعرف عليه، تصبح لديه الرغبة الكبيرة في التصرف بالأسلوب الذي يراه مناسبا له، من دون أن يسمح لأي كان بالتدخل حتى لو كانت أمه.
كما أنه يدخل في مرحلة رفض كل الأوامر التي قد يراها غير مناسبة له ولا تعجبه، وهذا ما يجعل الأب والأم يفهمان أن هذا التصرف عناد حاد من طفلهما، وهنا تكون تلك النقطة التي تعتبر فاصلة في الموضوع، فإما أن يتفهم الأهل هذا الأمر على أنه مرحلة وستمر من حياة الطفل والتعامل معها بشكل إيجابي يساهم في تنمية وتقوية شخصية الطفل.
أو التوجه إلى التعامل معه بطريقة تؤدي إلى تدمير شخصية الطفل وإلغائها وجعله ذو شخصية مهزوزة ومزعزعة ترافقه حتى بعد أن يصبح شخصا ناضجا، إذ يجد نفسه غير قادر على اتخاذ أي قرار في حياته وينساق لتنفيذ كل الأوامر الصادرة من كل إنسان، بل وقد يصبح شخصا معرضا للتنمر بين الأطفال وحتى بين الكبار.
رابعا – إليكم الأسباب التي تقود الطفل العصبي والعنيد في الاستمرار:
هناك مجموعة من العوامل الرئيسية التي تساهم في جعل الطفل العصبي والعنيد يزيد من عناده وعصبيته ويبقى مستمرا في هذه الدوامة التي يراها بعض الأهل على أنها صعبة ومخيفة، في حين تبقى مجرد مرحلة من مراحل نمو الطفل فقط لا غير، والتي سنعرفكم عليها من خلال هذه النقط الأساسية والتي تتمثل كما يلي :
1- مقابلة أهل الطفل العصبي والعنيد بالمثل:
من العوامل الرئيسية التي تدفع الطفل العصبي والعنيد للاستمرار في عصبيته وعناده هو أن تتم معاملته بالمثل من قبل أفراد أسرته، خاصة والديه اللذان لا يتقبلان فكرة عصبيته وعناده معهما، واللذان يرفضان رفضا تاما النزول والرضوخ لرغبة الطفل.
كما أنهما يرفضان بشكل قاطع مسألة الحوار معه أو التفاوض، وهي في الحقيقة كلها أمور مهمة يجب على الوالدين القيام بها ومنح الطفل الاهتمام الكافي حتى تنمو شخصيته بشكل جيد وتكون قوية وسليمة وخالية من كل ما قد يشوبها من اضطرابات نفسية.
2- المشاكل الأسرية سبب في نشوء الطفل العصبي والعنيد:
من بين العوامل التي تكون سببا في نشوء الطفل العصبي والعنيد، هي الخلافات العائلية والمشاكل التي تكون موجودة بين الأسرة، إذ أنها تزيد من تفاقم الاضطرابات النفسية لدى الطفل الذي يتحول إلى شخص أكثر عنادا وأكثر عصبية.
وقد يصل به الأمر في بعض الأحيان إلى القيام برد فعل مبالغ فيه بشكل كبير، حيث يرفض تماما الانصياع لكل ما يطلب منه ويرفض تنفيذه بشدة، وقد يتحول الأمر إلى أشياء مبالغة فيها كالبكاء والصراخ الشديد.
3- الدلال الزائد يؤدي إلى تكون الطفل العصبي والعنيد:
قد يؤدي الدلال الزائد الذي يفرط فيه الآباء في بعض الأحيان اتجاه أبناءهم، إلى ظهور علامات العصبية والعناد بشكل كبير، حيث يصبح عصبيا وعنيدا، في حالة لم يحصل على ما يريده، وكلما طلب شيئا من والديه ولم يتم قبول طلبه إلا وتجده عصبيا بكثرة ويزداد عنادا بشكل مبالغ فيه حتى في أبسط الأمور.
كالنوم أو الأكل أو غيرها من الأمور العادية، لهذا ينصح الخبراء كل الآباء والأمهات بتجنب هذه المسألة وعدم الإفراط في دلال الطفل بشكل مفرط وقول لا عندما يحتاج الموضوع إلى ذلك حتى لا يتعود الطفل على الحصول على كل شيء حتى وإن كان صعبا .
4- الطفل العصبي العنيد يكره مقارنته بالأطفال الآخرين:
من الضروري جدا أن يعرف الآباء أن هناك مجموعة من الاضطرابات النفسية التي قد يتعرض لها الطفل عندما تتم مقارنته بأطفال آخرين،فهذا التصرف الذي يلجأ إليه الكثير من الآباء ظنا منهم أنهم يشجعون الطفل ويحفزونه على أن يتغير ويصبح مثل أطفال آخرين سواء من الأسرة نفسها أو العائلة أو الأصدقاء في الحي أو المدرسة لا يولد داخل طفلهم سوى العصبية والعناد.
وأحيانا الكراهية اتجاه من يقارن بهم، إضافة إلى أن هذا السلوك يؤدي إلى تدمير شخصيته وثقته بنفسه، وعندما تتم عملية مقارنة الطفل العصبي والعنيد بأشخاص آخرين فهذا لا يزيد سوى الطين بلة، ويؤدي إلى ردود أفعال سيئة جدا كعدم الانصياع لما يطلب منه وبشكل زائد، إضافة إلى التصرف بعدوانية اتجاه الأطفال الآخرين.
5- الطفل العصبي والعنيد يتأثر بالتربية المتناقضة:
عندما يتصرف الأهل في تربية طفلهم بشكل متناقض فهذا لا يكون أمرا إيجابيا في حياة الطفل، فإذا لم تتفق الأم والأب على تربية ابنهم بطريقة واحدة وعلى منهج واحد منهما هما الاثنين، فالطفل العصبي والعنيد سيقوم باستغلال هذا الأمر لصالحه لا سيما أن الأطفال الذين يتصفون بهذه الصفات يكونون أيضا متميزين بالذكاء.
فمثلا عندما يطلب منهما شيئا معينا ويجد أن كل واحد منهما يرمي مسؤولية اتخاذ القرار للطرف الآخر فهنا سيصبح الطفل أكثر عنادا وإصرارا في الحصول على طلبه، لهذا يجب معالجة هذا الأمر واتفاق الوالدين على طريقة واحدة في التربية ويجب أن يلتزما بها معا هما الاثنان.
خامسا – طرق علاج الطفل العصبي والعنيد :
بعد أن قمنا بتعريفكم على الأمور المهمة التي تؤدي إلى تدهور حالة الطفل العصبي والعنيد بخصوص هذه المسألة، والتي يجب على الآباء التعامل معها بطريقة سلسة وبسيطة وغير متعبة، هنا سنقدم لكم مجموعة من النقط الأساسية التي يجب إتباعها لمساعدة الطفل في تلك المراحلة حتى يتجاوزها دون أن تسبب له عواقب وخيمة خلال مسار حياته والتي تتمثل كالآتي:
• يجب على الأب والأم معرفة كيفية التعامل مع الطفل العصبي والعنيد حتى لا يتفاقم وضعه ويتحول الأمر من مجرد مرحلة حياتية إلى مرض نفسي يصعب علاجه، وذلك عن طريق السماح للطفل في هذه الحالة باتخاذ قراراته وتشجيعه عليها ومشاركته في التفكير فيها وصناعتها لتقوية شخصيته وجعله يفهم أنه شخص مميز .
• من بين الأمور التي يمكن للوالدين اللجوء إليها لمساعدة الطفل العصبي والعنيد في الخروج من هذه الحالة وتجاوزها بنجاح هي النزول إلى مستواه وعقله ومحاورته بشكل سلس، ومحاولة فهم تفكيره دون التعالي عليه والتعامل معه بمبدأ أنه طفل صغير لا يفقه شيئا، إضافة إلى اعتماد أسلوب بسيط ونبرة صوت هادئة أثناء التحدث إليه واستخدام مفردات مفضلة لدى الطفل لسهولة التواصل معه.
• اختيار أسلوب ذكي لتوجيه الأوامر للطفل وبطريقة ذكية تجعله لا يحس أنها أوامر حتى ينفذها، مثلا لا تفرض عليه إغلاق التلفاز والتوجه مباشرة لإنجاز فروضه، بل اختر أسلوبا آخر كأن تقول له ” هل ستقوم بإغلاق التلفاز بعد أن ينتهي هذا البرنامج لتنجز فروضك؟” فهذه الطريقة ستجعله يغلقه بسهولة وينصاع للأوامر دون أن يشعر أنها أوامر.