صدفة (أقصوصة)

مقالات
7.2K
0



بقلم : فاطمة بلهوشات

أيقضها صوت شخيره…استدارت لترى كتلة اللحم الهامدة على يمينها…على ضوء القمر المنبعث من النافذة المفتوحة بدت ملامح وجهه واضحة .دققت في تفاصيلها وكانها تراه لاول مرة …انها تنام وتصحو على هذه الملامح منذ خمس سنوات ولم تدقق يوما فيها مثلما تفعل الان !…عينان جاحظتان ، انف كبير افطس ، شفتان غليظتان غطاهما شارب كثيف ! انها تكره شارب الرجل وكانت وهي فتاة تردد انها ستشترط في عريسها المسقبلي ان يكون حليق اللحية والشارب فما الذي جعلها تتزوج من رجل لديه شارب كثيف !؟

هزها صوت شخيره ثانية فانطلقت يدها في حركة لا ارادية تهزه من كتفه بكل قسوة : “سوي راسك فشخيرك يزعجني !”

استدار ،سكن بعض الدقائق ثم عاود الشخير.




اشاحت عنه بوجهها ،ضغطت على اذنيها بالوسادة لكن صوت شخيره كان يتسلل الى عمق راسها يكاد يفجر دماغها !

غادرت غرفةالنوم واطبقت بابها. استقرت على اريكة قبالة التلفاز لكنها لم تفتحه وعادت لتسبح في هواجسها …لماذا ازعجها شخير زوجها الليلة ؟لماذا بدت لها ملامح وجهه قبيحة ؟ لماذا اشمئزت لرؤية جسده الضخم بجانبها؟! …الانها راته اليوم ! ؟ 

نعم لقد التقته صدفة داخل احد اروقة المركز التجاري عندما كانت تتبضع :

ـ مرحبا

ـ مرحبا

ـ هل عدت من السفر؟

ـ نعم لقد قررت الاستقرار في بلدي …مللت الغربة!

ـ كيف حال …زوجتك وابنائك ؟

ـ ومن أخبرك أنني تزوجت أصلا حتى يصبح لدي أبناء !!! صمت برهة ثم أضاف ،مازلت كما عرفتني لا أستطيع أن أنام وأصحو على وجه لا أرغب في تأمله وتقبيله كل لحظة !

شعرت بالارتباك فغادرت دون أن تودعه.

… تذكرت تفاصيل وجه زوجها .. .أحست بطول وثقل الأيام التي نامت فيها وصحت على تلك الملامح دون أن ترغب في تأملها او تقبيلها كل لحظة !

أحست قشعريرة تسري في كامل جسدها ثم رغبة شديدة في التقيؤ … 

أطبقت على فمها بكلتا يديها وجرت نحو الحمام ..






Mesyar - مسيار

هل ترغبين في تلقي الأخبار الجديدة التي تصدرها المجلة؟
الاشتراك في نشرة أخبار المجلة



تطبيق مجلة المرأة العربية

يمكنك اختيار نسخة التطبيق المناسبة لجهازك.

تطبيق مجلة المرأة العربية

تطبيق مجلة المرأة العربية

تعليقات الفيسبوك