لا أظن حقاً أن هناك أحداً لم يذق من مرارة الحياة وقسوتها شيئاً ..حتى الأطفال لهم فيها حكاية …
عندما تختفي أو تتحطم لعبته المفضلة ، يبكي قهراً عليها ويحاول الحصول على أفضل منها ..
المراهقون ..
عندما يخذلهم صديق ، أو يبتعد عنهم أو يتغير ما أحبوه فيه ، فيميلون للوحدة او البحث عن أصدقاء جدد ..
الكبار ..
إذا خذلهم الواقع و أبعدهم عن أحلامهم أو رحيل أحد والديهم ، زو فقدان أحد أطفالهم ..
الفقير ..
إذا كان عائداً في المساء لكوخه الصغير بعد يوم شاق من محاولة كسب المال لسد جوع أطفاله ال٨ ووالدتهم ، فيمر بجانب مطعم فاخر ويرى الطاولات قد ملأت بجميع أنواع الأطعمة بينما هو لم يذق الخبز منذ يومين ..
الغني …
خزانته مليئة بالنقود و منزله كبير لكنه فارغ ، بعدما حصلت مشكلة بينه وبين زوجته على مبلغ من المال ، يستيقظ صباحاً متعباً و الحزن قد سيطر عليه بعد ليلة طويلة من التفكير في حل لمشاكله الكثيرة وحياته القاسية ..
المسنون …
حين يحنون لمن شاركهم سعادتهم في الصغر ، لشبابهم ، لصحتهم حين يرمي بهم المرض على فراش أحد المستشفيات وينساهم أبنائهم ، حين يرميهم أبنائهم في الطرق ويكون جزاء التربية دار أشبه بالحاوية ..!
العاملون ..
في غربتهم عن أبنائهم وبلادهم وبيوتهم ، حين تغيب عنهم راحة البال والنفس ، حين يهان كرامتهم أمام الناس ويذلون ..!
هي الحياة ..
مجرد باب كبير موصد بمئة ألف مفتاح ، ونحن مجبورون على فتحها جميعاً ..
هي الحياة ..
من الممكن أن تهديك سعادة كبيرة ، لكن حذاري أن تصدقي باستمرارها كل يوم ، او سنة او ساعة ..
الحياة تتبدل ..
لا تعلني للحياة خيبتك .. كوني لئيمة محتالة . مخادعة ..
إرفعي صوتك بالضحك ، ولكن لا تكسري كبريائك أبداً ..