قلم فاطمة الكحلوت
إن السعادة لا يمكن رؤيتها أو لمسها ومع ذلك تم تعريفها على أنها حالة من الفرح والابتهاج وكل ما يزرع السرور والفرحة في النفس البشرية , لذلك نجد أن معايير السعادة تختلف من شخص إلى آخر فمنهم من يجد أن المال هو سبب السعادة ومنهم من قال أن الصحة والعافية هي التي تجلب السعادة وتعطي شعورا بالأمان والإطمئنان النفسي ومنهم من ارتبط لديه مفهوم السعادة بالزواج والإنجاب ولكن أين تكمن السعادة الحقيقية وأي المعايير إن تواجدت لدى كافة البشر ستعطيهم السعادة ؟!
إن بداية الحديث عن هذا الأمر يتطلب منا أن ننظر لمكونات الإنسان والذي يتكون من الجسد والنفس والروح وجميعها جزء لا يتجزأ من الإنسان , فلو تم اشباع حاجات الجسد دون النظر إلى حاجات النفس والروح فلن يتم تحقيق الرضى النفسي والداخلي الذي يبعث السعادة .
لذلك نجد أن الكثير ممن يملكون المال غير سعداء والكثير ممن يملكون العائلة لا يملكون السعادة وكأن الأشياء المادية لا تكفي وحدها لإعطاء السعادة ويلزمها شئ آخر وهي اشباع حاجات الروح التي من خلالها نستطيع الوصول إلى الرضى النفسي , كأن نعطي غيرنا مما نملك , أن نشارك غيرنا في فرحته وكأن السعادة عطاء ويعود إلينا , خاصة عندما نشعر بأن ما نملكه يعود بالنفع علينا وعلى الآخرين .
فالسعادة شعور داخلي يبعث فينا أمل وحب للإستمرار والعمل والمثابرة , وتأتي من خلال ما نقدمه للآخرين من محبة وعطاء فيعود علينا بالشكر والإحترام والود المتبادل الذي يشعرنا بالرضى الداخلي .
ولكن هل السعادة قرار ؟
السعادة قرار عندما تتوقف عن التذمر من الأمور التي تصيبك وتبدأ بتبديلها بأفكار أخرى تبعث فيك الطمأنينة ,كما أن الشعور بالرضى يجلب السعادة فتخايل دوما أن السوء الذي مررت به سيكون سببا في علو شأنك وزيادة وعيك وسيجعلك أكثر قدرة على مواجهة الظروف فيما بعد لذلك كلما كنت أكثر رضى ستتمكن من الوقوف من جديد وستعود لإنجاز أعمالك مما قد يولد لك سعادة حقيقية .
حاول أن تتبادل مشاعرك مع من تحب فهذا سيشعرك بالطمأنينة التي ستجلب لك السعادة , ولا تنسى أن تبتعد عن الكره فهذا مدخل لجلب الأفكار السلبية التب تبعث لك الحزن .
وتذكر السعادة قرارك فكن سعيدا .
كاتبة وباحثة اجتماعية -الأردن