أحجار كريمة تكوّنت في باطن الأرض وأعماق البحار، تخطّت عوامل الطبيعة عبر مرور الزمن، حمّلتها الحضارات
القديمة ألقاباً عديدة، فكان الياقوت ملكها، والماس أقواها، واللؤلؤ هدية من السماء.
هي نادرة، ثمينة وفاتنة قلوب النساء بلا شك، منها الطبيعيّ ومنها العضويّ، ولأنها تختزن في تركيباتها
الكيميائية أسرار الشباب الدائم بفضل غناها بالأملاح المعدنيّة، انكب الباحثون في مختبرات التجميل
العالمية على معالجتها بطرق وأساليب تسمح بالاستفادة من مزاياها العلاجيّة والتجميليّة، فقد عمدوا
الى سحقها لتصبح جزيئيات مجهريّة تستخدم مباشرة على البشرة، لتستقر بداخل التجاعيد والمسام فتجذب
الضوء وتعكسه إشراقاً وشباباً.
وصل بهم الأمر الى حدّ تسييلها بهدف استخراج الأملاح المعدنية الصافية ليتمّ مزجها مع مركبات نشطة من
طحالب وفيتامينات، تتغلغل مجتمعة إلى أعماق البشرة، ليعمل كلّ مركّب ضمن خصائصه.
فالنحاس يعمل بحيوية لتحفيز إنتاج الكولاجين والإيلاستين، والزنك الذي يعتبر أساسيّا في مرحلة النموّ
يساعد على تجدد الخلايا وتسريع عملية التئام الجروح وتقوية دفاعات الخلايا، أما السيلينيوم فيعمل
كمقاوم للتأكسد ومبطل لعمل الجذريات الطليقة المسببة لشيخوخة البشرة المبكرة.
ولأن الجسم لا ينتج الأملاح المعدنية بشكل طبيعي، وجب الحصول عليها من مصادر خارجيّة، إما عن طريق
الغذاء وإما على شكل متمّمات غذائيّة أو عن طريق استخدامها بشكل موضعيّ مباشرة على البشرة من خلال
التركيبات التجميليّة التي أصبحت متوفرة ضمن مجموعات الماركات العالمية المتخصصة في هذا المجال.
الماس:
الأرفع مكانة بين الأحجار الكريمة، يتوّهج في تركيبات «لامير»، «لابريري»، و«ديسانج».
فهو يُعالج بطريقة خاصة حتى تصبح جزيئياته كرويّة لا تخدش البشرة، يستخدم كمقشر للخلايا الميتة عن سطح
الجلد بمفعول مشابه لعمليّة التقشير المجهريّ في مراكز التجميل، مما يمنح البشرة التورد والتماسك فتغدو
مشدودة ومتجانسة تشع نضارةً وإشراقاً.
اللؤلؤ:
الآتي من أعماق البحار ليستقر في تركيبات فعّالة عند «هيلينا روبنشتاين» و«كاريتا»
ومنتجات «بيلماكس» يحمل في عروقه الكالسيوم المقاوم للشيخوخة، يعمل بتناغم مع الفيتامينات «جي»
و«آتش».
ويعمل على تقوية نسيج البشرة فيمنع فقدانها لعنصر الماء، كما يساعد على ترميم شبكة الألياف
المطاطية من الكولاجين والإيلاستين فتبدو مشدودة خالية من التجاعيد.
الياقوت:
ملك الأحجار الكريمة وأندرها، يتوفر في مستحضرات «جيمولوجي»، يعمل في عمق الخلايا
فيعدل عمل الغدد الدهنيّة ويحدّ من التهاب البشرة كما أنه مقاوم فعّال للتجاعيد.
السبج:
حجر بركانيّ ينشط في مستحضرات «ارماني».
منافعه عديدة فهو يحتوي على نسبة
عالية من الصوديوم والبوتاسيوم، ويساعد على تجدّد الخلايا، كما يزيل آثار الإجهاد والتعب فتبدو
البشرة مشرقة ونضرة.
المالاكيت:
بلونه الأخضر وعروقه الداكنة يتفاعل مع مستحضرات «سيسلي» و«بايو»، وهو غنيّ
بالنحاس الذي يعزز دفاعات الخلايا في مقاومة العوامل الخارجيّة ويناسب البشرات المرهقة التي تعاني من
آثار الشمس.
ويعمل الباحثون حاليا على إدخاله ضمن مركبات مخصصة للعناية بالجسد ككل.
العنبر:
يتكون من صمغ الأشجار المتحجرة، يتوفر ضمن مستحضرات «غيرلان» ويمتاز بقدرته على شدّ
البشرة و محو التجاعيد، كما أنه يتمتع بقوة إبطال تأثيرات الشمس المتراكمة في نسيج البشرة.
الجمشت:
حجر ينشّط الدورة الدمويّة وبالتالي يسمح بوصول الأوكسجين والمواد المغذية الى سطح
البشرة، كما يعمل على تفعيل إنتاج ألياف الإيلاستين والكولاجين.
الرودوكروزيت الوردي:
يتوفر ضمن منتجات «سيسلي» ويمتاز بغناه بالمنغنيز الذي يعزز دفاعات
الخلايا ويزيل عن البشرة آثار التعب، كما أنه مقاوم فعّال للجذريات الطليقة التي تسرع ارتخاء
البشرة وتهدلها.
تجدر الإشارة الى أن العديد من مراكز التجميل العالمية أدخلت في برامجها المتخصصة في العناية بالبشرة،
الأحجار الكريمة عن طريق التدليك، فلكل حالة حجر كريم يلائمها.
فالتورمالين مثلاً يناسب البشرة المرهقة التي فقدت بريقها، لأنه يرفع حرارة الجسد بنسبة درجة مئوية
واحدة، لتنشط معها الدورة الدمويّة الدقيقة وتكتسب بعدها السحنة التوّرد والإشراق.
ولا يمكن أيضا إغفال قوة المعادن النفيسة وتأثيرها، لما لها من مزايا علاجيّة في حقل العناية التجميليّة
المترفة.
فالذهب ينشط ضمن مستحضرات «غيرلان»، «لابريري» «هيلينا روبنشتاين» ومنتجات
«بيلماكس»، ويمتاز بقدرته على إبطال عمل الجذريات الطليقة المسببة لتدهور الخلايا، كونه يتغلغل
داخل البشرة، وينشط عملية تجدد الخلايا وكبح تلف الإيلاستين والكولاجين، وهي المواد المسؤولة عن ليونة
ومرونة البشرة.
تستخدم أوراقه عن طريق الحفّ على كامل الجسم بحيث تتفتت وتصبح جزيئيات صغيرة تلفّ الجسد بوشاح مشعّ.
أما الفضة، فتتوفر بكميات ضئيلة في مستحضرات «ديسانج»، التي تعمل على تجدد الخلايا وإن كان
يوصى به لفروات الرأس الجافة أكثر.