بقلم : فاطمة الكحلوت
كاتبة وباحثة اجتماعية
هل من الممكن أن تزداد عمالة الأطفال في ظل تراجع الظروف الإقتصادية وإستمرار التعليم عن بعد ..
بالرغم من وجود قانون عمل الأطفال الذي ينص على منعهم من العمل الذي يتعارض مع قدرتهم على حضور المدرسة أو العمل الذي يتعارض مع قدراتهم البدنية أو الإجتماعية أو الأخلاقية إلا أن عمالة الأطفال ما زالت موجودة والتي تشير إلى إستغلال الأطفال في أي شكل من أشكال العمل مما يحرمهم من طفولتهم ويعيق قدرتهم على الذهاب إلى المدرسة ويؤثر تأثيراً ضاراً عقلياً أو جسدياً أو إجتماعياً أو معنوياً .
ومن الأسباب التي تزيد من عمالة الأطفال هو النظام التعليمي السائد الذي يسبب ترك المدرسة بسبب سوء معاملة المعلمين أو الخوف منهم ،عدم الرغبة بالدراسة ، عدم القدرة على النجاح ، أو قد يكون دوام المدرسة غير مناسب مع ساعات العمل خصوصاً في مجال الزراعة كموسم قطف الزيتون ، أو قد يكون موقع المدرسة بعيداً عنهم أو أنهم يفتقدون تسهيلات النقل في المناطق النائية .
والسبب الثاني هو الفقر وتدني المستوى المعيشي الذي يجعل جميع أفراد الأسرة يعملون من أجل ضمان دخلٍ كافي ، كما أن التعليم يعتبر إستثمار بالنسبة للأسر الفقيرة فهي تتحمل مصاريف الكتب واللوازم المدرسية والزي المدرسي وتكاليف النقل ومصروفهم اليومي ، كما أن وجود أكثر من طفل متقاربين في السن يجعل الأهل يقومون بمنعهم أو بمنع أحد من الأطفال من الذهاب إلى الدراسة وتوجيههم إلى العمل .
كما أن هنالك الكثير من الأشخاص يَرون أن التعليم الذي يُقدم إلى أطفالهم لا يبعث الأمل في أي تقدم إجتماعي لهم لكن حقيقة الأمر بأن الفقر ومشاركة الطفل في العمل يعزز كل منهما الآخر أما التعليم فهو المكسب للتقدم الإقتصادي لمدى الحياة .
فإن كانت ظاهرة ترك المدرسة والتوجه إلى العمل ما زالت موجودة فكيف سيكون الحال عندما يصبح التعليم عن بعد في ظل عدم توفر المستلزمات من أجهزة وإنترنت للدراسة عن بعد ..
هل من الممكن أن يؤثر ذلك سلباً على مستوى التعليم وأن يؤدي إلى تراجعه وعدم الإلتزام به ..