من الأمراض الشائعة لدى الأطفال حديثي الولادة مرض الصفراء ويحدث بالأخص لدى الأطفال المبتسرين الذين ولدوا قبل إتمام 38 أسبوعاً من الحمل، وتلاحظ الأم في حالة إصابة الطفل تغير لون بشرة وجه الطفل إلى الأصفر ثم يتحول بياض
العين أيضاً إلى الاصفرار وللتأكد يجب فحص اللون في ضوء النهار الطبيعي، ويحدث هذا الاصفرار في لون عين الطفل وبشرته نتيجة زيادة نسبة البيليروبين
في الدم.
ما هو مرض الصفراء؟
مرض الصفراء يحدث عند زيادة نسبة البيليروبين بدم الطفل يتحول لون الجلد
إلى الأصفر وهذه المادة المسببة لمرض الصفراء هي منتج طبيعي من تكسير خلايا
الدم الحمراء التي تتكسر بعد عمر 120 يوم فينتج عن ذلك أن يصبح هيموجلوبين
الدم طليقاً فيتكسر إلى مادة جلوبين ومادة الهيم ثم تتكسر مادة الهيم بعد
ذلك إلى الحديد والبيليروبين.
وقد تحدث الصفراء عند الولادة، وقد تظهر بعد ذلك ببضعة أيام، وذلك يعتمد على سبب حدوثها ولكن لا يمكن اعتبار اصفرار الجلد مؤشراً لمعرفة نسبة البيلوروبين في الدم حيث لابد من عمل
تحليل طبي لقياس نسبة البيلوروبين في الدم للطفل المولود والذي يشتبه في
إصابته في الصفراء، وقد يبدو جلد الطفل بلون أصفر فاتح أو برتقالي أو لون
أصفر مائل للاخضرار وهذا يعتمد على سبب حدوث الصفراء.
أسباب المرض وطرق علاجه:
عندما يكون الطفل جنينا في بطن أمه يقوم كبد الأم بالتخلص من البيليروبين
الزائد بدم الطفل قبل الولادة، وبعد الولادة قد لا يتمكن كبد المولود من
التخلص من البيليروبين الزائد بنفس الكفاءة والسرعة فتزيد نسبة البيليروبين
بدم الطفل فتسبب الصفراء وغالبا ما يحدث ذلك في اليوم الثاني أو الثالث من
الولادة وهي ما تعرف بالصفراء البسيطة، و الصفراء البسيطة الفسيولوجية لا
تحتاج إلى علاج فهي تزول بمجرد عمل الكبد بانتظام لدى المولود وذلك تحت
إشراف الطبيب.
لكن هذا السبب ليس الوحيد للإصابة فتوجد أسباب
أخري لمرض الصفراء ولكن قد تظهر على المولود في توقيت آخر غير يختلف عن
الصفراء الطبيعية، فقد يحدث ذلك في أول 24 ساعة من الولادة أو بعد عدة أيام
من الولادة ,
ومن هذه الأسباب:
-الصفراء بسبب الرضاعة الطبيعية
ويحدث هذا النوع في 2% فقط من حديثي الولادة حيث يتم إفراز إنزيم معين في
لبن الأم يساعد على امتصاص الصفراء من الأمعاء بعد أن يتم إفرازها من الكبد
ويظهر هذا النوع من الصفراء بعد ما يقرب من 7 أيام من الولادة وقد تستمر
حتى عمر 10 أسابيع ويتم علاجها بزيادة عدد مرات الرضاعة من صدر الأم فيسبب
ذلك زيادة عدد مرات الإخراج عند الطفل وبالتالي يتخلص الجسم من الصفراء
الزائدة، وإذا لم تتحسن الحالة بذلك يمكن إعطاء المولود حليب صناعي
بالتبادل مع لبن الأم لمدة 3 أيام ثم العودة للرضاعة الطبيعية مجدداً.
-تظهر الصفراء في بعض الأحيان بسبب اختلاف فصائل الدم بين الأم والطفل
الرضيع، فيما يتعلق بعامل الريسيس السالب والموجب (RH Factor) حيث يسبب
هذا الاختلاف تكون مضادات ضد كرات الدم الحمراء للمولود عن طريق الأم وينتج
عنها تكسير شديد في كرات الدم الحمراء للطفل مما يؤدي إلى ارتفاع شديد في
نسبة الصفراء ويحدث ذلك خلال 24 ساعة من الولادة ويتم علاجه بتعريض الطفل
للأشعة البنفسجية مما يساعد على تغيير تركيب البيليروبين ويخرج مع البول أو
البراز أو يتم العلاج بحقن معينة بدم الطفل لتخفيض نسبة الصفراء في الدم
وفي الحالات الشديدة يتم تغيير دم الطفل، وفي هذا الصدد توصي الأكاديمية
الاميريكية لطب الأطفال بحساب عمر الطفل بالساعات وقياس معدل ارتفاع
الصفراء وإيقاف إنتاج الأجسام المضادة لكريات الدم الحمراء لدى المولود
بإعطاء الأم نوعا من الجلوبيولين يسمى (RH GAM) بعد الولادة للوقاية من هذه
المشكلة في الولادة المقبلة.
-قد تحدث الصفراء نتيجة نقص إنزيم كبدي معين عند الطفل.
-من مسببات الصفراء وجود انسداد خلقي في القنوات الصفراوية في الكبد.
-وجود اختلال في وظائف الكبد مثلما يحدث نتيجة عدم النضج الكافي للكبد في حالة الطفل المولود قبل الميعاد.
هل لمرض الصفراء مضاعفات؟
إذا ترك مرض الصفراء بدون علاج فقد يؤدي ذلك إلى زيادة نسبة البيليروبين
بدم الطفل و في هذه الحالة تترسب مادة البيليروبين في الدم مسببة أضرار
للجهاز العصبي للمولود.
وعلى الأم ألا تقلق إذا ما لاحظت الأعراض السابق ذكرها فمعظم حالات الصفراء بسيطة للغاية ويتم علاجها بسهولة فإذا ما لاحظت أي من أعراض مرض الصفراء قومي بالتوجه مباشرة للطبيب ليتمكن من
تحديد السبب والعلاج المناسب لحالة الطفل.