قلم: فاطمة الكحلوت
إن الاهتمام بالطفل هو من أهم الأمور التي يجب مراعاتها بشكل كبير والتعامل معها بشكل واعي لتفادي حدوث الأزمات النفسية والصحية للطفل والتي تؤثر بشكل سلبي على مستقبله وتمنعه من القدرة على أن المضي قِدما نحو مستقبله ..
ولكن هنالك أزمات غير متوقعة تحدث بسبب الكوارث الطبيعية تؤثر على صحة الطفل ونفسيته ومن هذه الكوارث الزلازل والأعاصير والفيضانات .
فما مدى تأثيرها على الطفل وكيف يمكن معالجة المشكلات النفسية الناجمة عنها ؟!
إن حدوث الكوارث الطبيعية تسبب أزمات صحية ونفسية للأطفال بسبب دمار بيوتهم وموت عائلاتهم والاصابات الصحية التي يتعرضون لها مما يؤثر سلبا عليهم فقد يدمر نفسيتهم بسبب شعورهم بالقلق والخوف وعدم الأمان والحزن والاكتئاب والعجز وعدم القدرة على التحكم بالأمور والعزلة وعدم القدرة على التأقلم وفهم الأمور التي تحيط بهم.
كما أن الكوارث الطبيعية يبقى ضررها على المدى البعيد فما يدمره الزلزال أو الإعصار أو الفيضان يحتاج إلى وقت طويل لإعادة الأشياء كما كانت من قبل من بناء البيوت والمدارس والمستشفيات ،كما أن هنالك أضرار لا يمكن تعويضها تلك الأضرار النفسية من الموت والفقدان والدمار .
كيف يمكن التعامل مع الأطفال الناجين من الكوارث الطبيعية ؟!
- إن الحفاظ على الهدوء من أهم الأمور التي يجب اتباعها بعد حدوث الكوارث الطبيعية وذلك لتفادي زيادة الضغط النفسي الذي يمر به الطفل ،كما يمكن التحدث مع الطفل ومحاورته ومحاولة التقليل من خوفه وقلبه من الأمور التي تدعم نفسيته ،وكما هو الحال فهو صعب جدا على البالغين فكيف على الطفل لذلك من المهم أيضا أن نكون على صدق معه وشرح له ما يحدث بشكل حقيقي وصحيح .
- بث الأمل في قلبه بأن كل شيء سيكون بخير وسيعود كل شيء إلى وضعه السابق تكرار كلمات الأمل على مسامعه ” لا تقلق ” ” سيكون كل شيء على ما يرام “
- في حال حدوث أي فقدان اخباره عن الموت بطريقة بسيطة بأنه نهاية العالم ورحلة لعالم آخر ،ومحاولة مواساته والوقوف إلى جانبه .
- البقاء بجانبه والسماح له بالتحدث كما يريد وبكل شيء دون إيقافه وعدم السماح له بالانعزال والجلوس لوحده .
وكما يمكن التأكيد على أهمية الدعم النفسي له في هذه الظروف ويمكن أيضا اشراكه في مساعدة الآخرين الأكثر ضررا ممن حولهم للشعر بأنه بخير وقادر على المضي للأمام.
* كاتبة وباحثة اجتماعية – الأردن