كثيرا ما يصدف أن نكون في مكان عام أو حفل اجتماعي مع الاصدقاء ويقوم أحد الأطفال بكل عفوية وبراءة بقول أو فعل شيء في منتهى الاحراج، وبالرغم من تبريرات والدته بأنه لا يفعل أو يقول هذا بشكل دائم وبأنها متفاجئة من تصرفاته إلا أن هذا لا ينفي شعورها الشديد بالاحراج. وأنا أعلم جيدا بأن العديد من الأمهات والآباء واجهوا مثل هذه المواقف المحرجة مع أطفالهم. وهذه بعض النصائح لمعالجة مثل هذه المواقف.
الغضب ليس الحل
بالرغم من الاحراج الشديد، الغضب من طفلك سيبعث برسالة خاطئة – أنتِ تريدين أن تعلمي طفلك التصرف المناسب وترفعي ثقته بنفسه. بالرغم من رعبك الشديد من تصرفه، يجب أن تحاولي التماسك على الاقل أمام الناس، تذكري مستوى ذكاء طفلك وعمره وركزي على ذلك عند الاعتذار عن تصرفه. ثم عندما تنسحبي تحدثي مع طفلك بهدوء اخبريه بأنك تعلمين بأنه لم يقصد ما قاله وبأن ما قاله لم يكن الحقيقه، وعلميه كيف يعبر عن نفسه بطريقة صحيحة. إخافة الطفل وترهيبه سوف ترسخ مفهوم الخوف لديه والنتيجة المزيد من الأكاذيب لتفادي غضبك!
أحذري الكذب
قد تعتقدين بأن الحل الافضل للخروج من المأزق هو اختلاق قصة أخرى لتغطية القصة الاولى التي قالها طفلك. ولكن تمهلي قليلا، أنت لا تعرفين ماذا سيكون رد فعل طفلك إتجاه كذبك، مثلا إذا قال الطفل لصديقتك بأنك رميت الطعام الذي قامت هي بأعداده في القمامة، فيجب أن يكون ردك سريعا وحازما بدون أن توجهي الكلام للطفل. على سبيل المثال، “أجل لقد فعلت ذلك للأسف لأنه سقط على الأرض، أرجو أن لا أكون قد ازعجتك بهذا.”
الكياسة أمر صعب
التعامل بطريقة مهذبة ومثالية أمر صعب جدا على البالغين فما بالك لو كان الامر مرتبطا بالاطفال الصغار الذين يعبرون عن آرائهم بكلمات بريئة وعفوية. ربما أفضل طريقة لتربية الطفل على التهذيب هو أن نكون مثالا وقدوة ونموذجا لأطفالنا. الاطفال عادة ينسخون تصرفات أهلهم لذا يجب أن تتحلي بالكياسة واللياقة والتهذيب أمام أطفالك وبأن لا تعوديهم على قول الاكاذيب وتلفيق القصص.
لا تصعبي الامر على الامهات الأخريات
قد لا يكون طفلك هو المتسبب بالموقف المحرج ولكنه قد يكون يوما ما، فلا تبالغي في رد فعلك وإحراج الأم الأخرى لأنك قد تصبحين في مكانها في لحظات. النسيان والمغفرة والمسامحة أفضل من العتاب والانقياد وراء كلام الاطفال، الذين يغيرون قصصهم في ثوان معدودة. (صدقي صديقتك ولا تتركي خيال الاطفال يدمر صداقتكما.)