ليس لظهور الكرش عند النساء سبب واحد، بل أسباب متعددة، أهمها أن جسم المرأة يحرق السعرات الحرارية بسرعة تصل إلى نصف السرعة التى يحرق بها جسم الرجال نفس الكم من السعرات الحرارية، وبالتالي فإن جسد المرأة يعتبر أكثر قابلية لتخزين الدهون والإصابة بالسمنة من الرجل.
هناك عامل آخر يعتبر حاسما في هذه العملية. فبعد الزواج تعرف المرأة عادة حالة من الاستقرار النفسي والعاطفي، وهما عاملان مهمان فى زيادة الوزن، كما أن أيام الزواج الأولى تشهد تناول جل الزوجات لأطباق دسمة تتميز بسعرات حرارية عالية جداً، ثم يأتي بعد ذلك دور الحمل المتكرر الذي يعتبر من أهم العوامل التى تساعد على وجود الكرش، بسبب وجود ترهل كبير في محيط البطن بعد الولادة.
أما لبس الأحذية ذات الكعب العالي، والتي يتجاوز طولها أكثر من 5 سنتيمترات فتساهم هي الأخرى في بروز البطن، لأنها تؤدي إلى ارتكاز الجسم على مقدمة القدم، مما يرغم الجسم على البقاء مشدوداً للوراء، وكنتيجة لذلك تبرز البطن للأمام ويتدلى الثديان ويكبر حجم الأرداف، دون أن ننسى دور سن اليأس في تفاقم هذه المشكلة، لأن المرأة تحد من نشاطها الجسدي في هذه المرحلة العمرية، كما يزيد عندها إفراز هرمون البروجسترون الذي يفتح شهيتها أكثر للطعام وبصورة دائمة.
لكن يبقى أهم الأسباب، حسب خبراء التغذية والأطباء، هو الإفراط في تناول الأطباق الغنية بالسعرات الحرارية العالية، وكمثال بسيط على ذلك فإن تناول 200 سعرة حرارية إضافية لاحتياجات الجسم كل يوم تؤدي إلى تراكم 7 كيلو جرامات من الدهون خلال عام واحد فقط.
تؤكد الإحصاءات العلمية أن للوراثة دوراً مهما في ظهور الكرش عبر الأجيال، وقد أثبتت بعض الدراسات الطبية أنه إذا كان أحد الوالدين مصاباً بالكرش فإن احتمالات إصابة الأبناء قد تصل إلى 40 %، أما إذا كان كلا الوالدين بديناً ومصاباً بالكرش فإن احتمالات إنجاب أبناء مصابين بالكرش ترتفع إلى 80 %، وإذا كان كلا الوالدين لا يعانيان من الكرش، فإن احتمالات الإصابة بالكرش تتخفض إلى 7 % فقط عند الأبناء.
والأبناء عادة يرثون الاستعداد للإصابة بالكرش، لكن لو حافظوا على نظامهم الغذائي واهتموا بالنشاط الرياضي والحركة فمن الممكن أن يتجنبوا الإصابة بالكرش، حسب رأي جل خبراء التغذية.
إن كثرة الخلايا الشحمية في الجسم تعني تضاعف حاجته من مادة الأنسولين، وبسبب ذلك تصبح غدة البنكرياس مع مرور الوقت غير قادرة على إفرازها، لأنها تتعب وتصاب بالاستنزاف والعطل فيقل إفرازها للأنسولين، وبالتالي يصاب الإنسان بمرض السكري، مما يؤكد وجود علاقة وطيدة بين كبر الكرش وظهور مرض السكري، وهي العلاقة التي تعرف طبيا بمتلازمة اكس ـ X Syndrome والتي تبدأ حلقاتها بالكرش فالسكري فالكولسترول فالضغط فأمراض القلب.
وقد أكدت دراسة أمريكية لدورية التغذية السريرية وجود ارتباط بين ما يعرف بسمنة البطن وزيادة احتمال تعرض المصاب للوفاة الناجمة عن الإصابة بأمراض الشرايين. كما أثبتت بعض الأبحاث وجود علاقة بين السمنة، خاصة سمنة البطن، والإصابة بالعقم عند السيدات، حيث وجد عند المصابات بالكرش زيادة في تراكم نسبة الدهون حول المبيض وقناة فالوب، مما يؤثر على عملية الإباضة والإنجاب، وهذا بالضبط ما يفسر إنجاب كثير من السيدات المصابات بالعقم عقب علاج السمنة وإزالة الكرش، كما تبين أيضا وجود علاقة بين السمنة والعقم عند الرجال.
في حين أكدت دراسات أخرى أن سرطان الثدي والفتق السري يزداد معدل حدوثهما لدى السيدات المصابات بالكرش عن السيدات ذوات الوزن الطبيعي.
للتخلص من الكرش يجب تعديل الوقفة لأنها تؤثر على مظهر البطن، والحرص على الوقوف الطبيعي وبشكل مستقيم، مع الحرص على عدم إجهاد للعمود الفقري، وعدم حمل الأشياء الثقيلة على جهة واحدة، وكذا الابتعاد عن الأطباق التي لا يهضمها الجسم جيداً مثل البصل والثوم والفاصوليا البيضاء والكافيين لأن الإكثار من هذه الأطعمة يتسبب في حدوث انتفاخ وامتلاء البطن بالغازات، مما يؤدي إلى كبر حجمه، كما يجب تجنب تناول الملح بكمية تفوق المعدل الطبيعي لأنه يتسبب في احتباس السوائل فى الجسم، فيبدو البطن وكأنه منتفخ كما يجب تجنب المراتب والفراش الناعم أثناء النوم لأنه يضعف عضلات البطن ويقوس الظهر، والحرص على المشي بعد تناول وجبة العشاء، وعدم النوم بعد الأكل مباشرة، أو النوم على البطن.