بعد سنِّ الثلاثين، قد تواجه المرأة فقر الدم وألم الثديّ خلال فترة الحيض. وفي هذا الصدد، تطلع الاختصاصيَّة في أمراض النساء والتوليد الطبيبة وئام عمَّار “مجلة المرأة العربية” على هذين العارضين وسبل علاجهما، في الآتي:
فقر الدم: تُبيِّن تقارير سريريَّة صادرة عن “مايو كلينيك” بالولايات المتحدة أنَّ نساء كثيرات في سنِّ الثلاثين فما فوق يتعرَّضن لانخفاض في مستوى الهيموجلوبين الحاد في الدم أو في عدد كريات الدم الحمر جرَّاء نزف الحيض الشهري الشديد أو عدم الحصول على القدر الكافي من الحديد في الغذاء. وفي هذا الإطار، يتسبَّب النقص في الفيتامين “بي 12” أيضًا في إنقاص عدد كريات الدم الحمر، ما يصيب بالأنيميا. والجدير بالذكر أنَّ النباتيَّات قد يصبن في بعض الأحيان بالأنيميا، نظرًا إلى أنَّ الحديد المتوافر في الأطعمة النباتيَّة لا يمتصُّه الجسم بسهولة، مُقارنة بالحديد المتوافر في اللحوم.
للوقاية من الأنيميا، يوصي الباحثون الفتيات والنساء بين سنَّ 18 و50 سنة بالحصول على 14.8 ميلليغرامًا من الحديد يوميًّا، والسيدات اللاتي بلغن 51 فما فوق من أعمارهن بتناول 8.7 ميلليغرامات من الحديد يوميَّا. وفي هذا الإطار، يحتوي اللحم الأحمر منزوع الدهن على كمٍّ كبير من الحديد. كما تعدُّ الخضراوات الورقيَّة السبانخ والبقدونس خصوصًا من مصادر الحديد النباتي الأفضل.
من جهةٍ ثانيةٍ، تزخر البقول والعدس بالحديد. مثلًا: تحتوي عبوة صغيرة من البقول على 3.2 غرامات من الحديد. كما يفيد شرب عصير البرتقال الطازج بعد هذه الوجبات مباشرة، حيث أن الفاكهة الحمضيَّة غنيَّة بالفيتامين “سي” تزيد من امتصاص الحديد.
ومن الضروري الخضوع للفحص الدوري من قبل الطبيب للتأكُّد أنَّ نسبة الهيموبلوغين في النطاق الطبيعي لها. كما يجب مشاركة الطبيب في أي عوارض صحيَّة تنتج عن تناول مكملات الحديد، مثل: الإسهال والغثيان أو العوارض الهضميَّة الأخرى.
ألم الثدي وحساسيته: يرجع الألم عند لمس الثدي إلى التغيُّرات في مستويات هرموني الإستروجين والبروجستيرون، أثناء الحيض. الحالة شائعة الحدوث بين صغيرات السن، ويطلق عليها اسم “التحوصل الليفي” الذي قد يتسبَّب باحتباس السوائل في الثدي بشكل عارض، ما يضغط على الأنسجة بالثدي ويولِّد الألم. كما تظهر أكياس متناهية الصغر ممتلئة بالسوائل تعرف بالحويصلات، وهي غير ضارَّة ولكنَّها قد تجعل الثدي موجعًا عند لمسه.
لمواجهة ألم الثديّ أثناء الحيض، يجب إبلاغ الطبيب على الفور عن لمس أي نوع من أنواع الكتل أو الحويصلات أو الشكوى من ألم الصدر، وذلك كي يعمل الإجراءات اللازمة ويتأكَّد من عدم وجود أي أورام خطيرة فيه. ومن المُستحسن ارتداء صديريَّة الثدي القطن المدعمة، ما يُقلِّل الألم وتناول مسكِّنات الألم بإشراف الطبيب. وفي هذا الصدد، تثبت تقارير سريريَّة أنَّ تعاطي مسكِّنات الألم قد يخفِّف من ألم الثدي أثناء الدورة الشهريَّة. ويفيد التقليل من تناول الكافيين، فهذه المادة تُحفِّز نسيج الثدي، ما يزيد ألم الثدي أثناء الحيض. وتتوافر مادة الكافيين في القهوة والشاي والمشروبات الغازية والشوكولاتة.
من بين التدابير الأخرى لمواجهة ألم الثديّ المرتبط بفترات الحيض الشهريَّة: تناول الفيتامين “إي”E بمعدَّل 400 إلى 800 وحدة دوليَّة منه، بإشراف الطبيب. كما أنَّ زيت زهرة الربيع المسائيَّة، مكمل غنيٌّ بحمض “جاما لينولينك” الذي يُفيد في علاج حالات آلام الثدي المصاحبة للدورة الشهرية، وأيضًا يُقلِّل من الالتهابات المؤلمة. وتجدر استشارة الطبيب في شأن الجرعة. ومن المُستحسن أيضًا أخذ من 1000 إلى 2000 ميلليغرام من زيت السمك يوميَّا مع زيت الربيع لتحقيق التوازن بين الـ”أوميغا -3″ والـ”أوميغا -6″.