أنا سيدة أبلغ من العمر 31سنة لدي طفلين عانيت منذو صغري حياةً قاسية في وسط عائلة قاسية جدا وبعد زواجي مررت بحالات نفسية صعبة منذ ولادتي للطفل الأول و الثاني في فرنسا وأنا بعيدة عن زوجي كنت وحيدة أتالم وأبكي وحدي مع العلم أن كل أقاربي هناك ومرت الأيام بمرها إلا أن وجدت نفسي مريضة قمت بالعلاج بفرنسا وتأكد الأطباء بأني أعاني من الأعصاب فتدهورت حالتي النفسية وأصبحت أنزعج من أتفه الأسباب فسمع أبي بمرضي وأخبرت أمي ببعض المشاكل اللتي حصلت لي في منزل زوجي من خلافات بين أخوات زوجي البنات وأمي قالت لابي فتضايك أبي وأعادني إلي منزله وتسبب لي في مشاكل بيني وبين زوجي وهددني بعدم الرجوع إلي بيت زوجي والرجوع يكون بشرط وجود بيت لوحدي أنا وزوجي مع العلم أن زوجي متوسط الحال ولايستطيع شراء بيت وتحمل مصاريفه فأرجوكم إنصحوني …. ماذا افعل ؟ونحن هنا في مجلة المرأة العربية نود مشاركاتكم وتعليقاتكم لحل هذه المشكلة .
رد الأخصائية الإجتماعية :
عزيزتي السائلة ; أعانك الله عز وجل علي ما أنت فيه وأصلح حالك وأراح بالك بما يحب ويرضي .
مشكلتك النفسية والعصبية سيدتي ترجع إلي عدم الرضا فلو توكلت علي الله وأخلصت نيتك لله عز وجل فسوف تشعرين بالرضا والشعور بالرضا هو بداية السعادة .
الحياة ياعزيزتي لاتخلو من المشاكل كما تعلمين ومن الواضح أنك زوجة عاقلة تحبين زوجك وتقدرين ظروفة .
فكوني سيدتي لزوجك أمةً يكن لك عبدًا، كوني له أرضًا يكن لك سماءً، وينبغي كذلك أن تُدركي أن للرجل نفسية وطبائع مختلفة، فمن ضمنها أنه عند التوتر يحتاج للهدوء،
ودائمًا نحن ننصح في حال الخصام أن نتعوذ بالله من الشيطان، ونذكر الرحمن، ونهجر المكان، ونمسك اللسان، ونهدئ الأركان، ثم نتوضأ، فإذا كان الغضب شديدًا نصلي لله، وبهذه
الطريقة يستطيع الإنسان أن يسيطر علي إنفعالاته.
ونحب أن نؤكد أن الأمور ولله الحمد بينكم طيبة، فأظهري لزوجك الحرص وهذه المعاني الجميلة، وتجوابي معه عندما يبادر بمثل هذه الأعمال التي تُعطي الحياة الزوجية لونًا وطعمًا
ورائحة، فنسأل الله أن يُسعدكم، وأن يُسعد هذا الطفل معكم، وأن يلهمكم السداد والرشاد، وندعوك إلي المزيد من القراءة والتفقه وفهم نفسية الرجل وخصائص الرجل، وكيف تُسعد
المرأة زوجها، وأنت -ولله الحمد- مؤهلة من هذه الناحية؛ لأن وجود الفكرة الأساسية وحرص الزوجة علي إسعاد زوجها، كذلك حرص الرجل علي إسعاد زوجته، هو الذي يجلب – إن شاء
الله تعالى – السعادة والخيرات، وبعد ذلك يستفيدون من الخبرات ومن المحاضرات وما يُعرض كذلك على النت، إلى غير ذلك من الأشياء التي نطور بها مهارات العلاقة الزوجية المميزة.
فنسأل الله أن يُديم بينكم معاني الألفة والمحبة، ونحب أن نقول: دائمًا الرجل إذا حصلت له مشكلة يريد الهدوء، يدخل في كهفه، بخلاف المرأة التي تحتاج إلي من تفضفض معه
وتستطيع أن تُنجز عددًا من الأعمال في وقت واحد، وهذا كله يناسب طبيعة المرأة التي ربما يكون لها عددًا من الأطفال لكل واحد منهم طلب، وتستطيع أن تستجيب للجميع، وتلبي
نداء الجميع، ولذلك كانت جرعة العاطفة عندها زائدة، والشريعة بحكمتها لم تجعل مقاليد الأسرة وزمام الأسرة بيد المرأة، لكونها عاطفية ولكونها متقلبة، إنما جعل هذا الأمر بيد الزوج
الذي ينبغي أن يُحسن استخدام هذا الحق، ويتقي الله في أهله، ويحتمل منهم، كما كان النبي – عليه صلاة الله وسلامه – ولن تتحقق حسن المعاشرة إلا ببذل الندى، وكف الأذي
والصبر على الجفاء، والنساء هنَّ وصية النبي – صلى الله عليه وسلم – القائل: (استوصوا بالنساء خيرًا).
وبعد حديثي هذا كله سيدتي أحبك أن أنبهك أنك لابد أن تعودي لزوجك وترجعي الود في وجود أبيك حتي لايغضب عليك وبهدوء وبكل تفاهم تكلمي مع أبيك حتي تتوصلين لحل يرضية
في وجود زوجك معك .وتربي أبنائكم معاً في جو أسري مفعم بالحب والسعادة .
وأخيرا ; نسأل الله أن يعينك ويسعدك، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.