قلم فاطمة الكحلوت
يعيش المرء حياته بين حلم وواقع وبين ما يتمناه القلب وما تفرضه الحياة وبين كل هذه الظروف يجد نفسه وكأنه يريد ترك كل شيء والرحيل باحثاً عن راحته التي أضاعها بين زِحام الحياة.
قد يغادر مكاناً وقد يغير عملا وقد يترك الكثير من الأشياء ويتخلى عنها ليعود إلى هدوء عالمه بعيدا عن ضجيج الحياة، وقد يرغب بفتح صفحة جديدة ليبدأ سطورا أخرى واضعاً نفسه في سُلم الأولويات أن تكون سعادته هي الأهم وأن يكون غياب الأشخاص غير مهم بالنسبة له بعد أن أرهقوا حياته وغيروا ملامح أفراحه وأحزانه.
ولكن إن فتح صفحة جديدة تعني بداية أخرى وإنهاء الماضي والتعلم منه، تعني بأن يتخلى المرء عن كل شيء من أجل نفسه التي أحرقها من أجل من لا يستحق، ولكن ماذا عليه أن يقدم من أجل أن يطمئن ومن أجل أن يهدأ قلبه من جديد؟ !
إن عثرات الحياة وتراكم الخيبات والانكسارات تضع المرء في زاوية مغلقة تقلل من قدرته على الشعور بالسعادة وتقديم الحب والعطاء للآخرين كما أنها كفيلة بإشعاره بعدم الرغبة في الاستمرار في الحياة وتحمل أعباءها، ولكن الحياة مستمرة وكلما مات حلم سيولد حلم آخر وكلما رحل شخص سيأتي شخص آخر وهكذا هي الحياة تستمر بضحكاتها وبأوجاعها وبكل ما فيها وعلي المرء أن يدرك مفاتيح السعادة ليسعد بها وأن يُصغر مصائبه لتقل أحزانه ويبدأ من جديد كلما فشل في شيء ما. . . .
ورغم أن البدايات صعبة لكنها أقل خسارة ووجعا من السير في طرق نهايتها مؤلمة ويصعب الرجوع فيها.
كاتبة -الأردن