في إحدى مقابلاته الصحافية، وعندما قال ستيفن جونز إن 2012 سيكون عام القبعات، اعتقد الجميع أنه
قال ذلك من باب عشقه مهنته، لكن لم تمر سوى أسابيع حتى تبين أن المصمم المشهور، كان يعرف ما لا يعرفه
أغلبية الناس، بمن فيهم العاملون في أوساط الموضة
فالاحتفالات بيوبيل الملكة الماسي و«مهرجان أسكوت» من دون أن ننسى ظهور كيت ميدلتون، دوقة كمبردج،
بعدة قبعات في هذا العام، لم تكن إلا عينة أو مقدمة بسيطة لما هو أكبر، وظل سرا حتى الأسبوع الماضي حين
تحولت لندن إلى معرض مفتوح للقبعات
ما كان يعرفه المصمم ستيفن جونز أن عمدة لندن، بوريس جونسون، طلب منه ومن نظيره فيليب ترايسي
رعاية مشروع قريب من قلبه، أطلق عليه عنوان «هاتووك» Hatwalk
وهو المشروع الذي كشف عنه
الستار الأسبوع الماضي في ميدان الطرف الأغر، أو ساحة ترافلغار والمناطق المحيطة بها
يأتي المشروع ضمن احتفالات لندن بنفسها هذا العام، ويتضمن مشاركة 21 مصمم قبعات، ما بين مخضرمين في
هذا المجال ومصممين صاعدين، طلب من كل واحد منهم تصميم قبعات لتغطي رؤوس تماثيل أهم الشخصيات في
العاصمة البريطانية، من لورد نيلسون، إلى الملك جورج IV، وشكسبير مرورا بالسير هنري هافلوك،
وتشارلز جيمس نابيير وغيرهم
رأس اللورد نيلسون مثلا غطي بقبعة من تصميم سيلفيا فليتشر، المصممة المفضلة لكيت ميدلتون و«لوك
آند كو» المصمم الأصلي لقبعة ويلسون
وقد أضيفت إلى القبعة هذه المرة ألوان العلم البريطاني
والشعلة الأوليمبية، فيما صمم ستيفن جونز قبعة الملك جورجIV ، التي قال إنه استلهمها من جناح
الملك المفضل في مدينة «برايتون» حيث كان يقضي إجازاته الصيفية
فكرة المشروع الذي تفتقت عنها مخيلة بوريس جونسون منذ عام تقريبا، تستهدف إعطاء الزوار درسا
ثقافيا تاريخيا عن بريطانيا، وهي الفكرة نفسها التي انطلق منها المخرج السينمائي داني بويل،
عندما صمم حفل افتتاح الألعاب الأولمبية
وتستهدف أيضا الاحتفال بقدرات لندن الإبداعية، حسب تصريح العمدة، الذي قال إنه «للاحتفال بإرث
بريطانيا القوي، لم أجد أفضل من تصميم القبعات للمساهمة في تزيين عاصمتنا الجميلة وأنبل التماثيل
فيها، بمن فيهم ابننا البطل، لورد نيلسون»
بيد أنه، إلى جانب الدرس التاريخي والثقافي، فإن الجانب الفني لم يغب، بل جاء مذكرا بقوة لندن
بوصفها عاصمة الابتكار والفنون، وإن كان لزاما على كل مصمم أن يكبح جماح خياله وأن يضع نصب
عينيه استعمال خامات معينة وتقنيات دقيقة حتى لا تتسبب هذه القبعات في إتلاف التمثال
وفي الوقت ذاته تأخذ بعين الاعتبار أنه من ضمن وظائفها مقاومة تغيرات الطقس البريطاني
سيظل
هذا العرض المثير قائما إلى 12 أغسطس (آب) وستعرض كل القبعات للبيع في مزاد سيذهب ريعه لصالح أعمال
خيرية