تُعتبر حاسبة التبويض بالهجري ما هي إلا أداة يتم استخدامها في حساب فترة التبويض لدى المرأة، حيث تُعد من الطرق الأساسية التي تعتمد عليها كافة دول العالم العربي، ولكن لا بد من متابعة أيام الدورة الشهرية بشكل منتظم ومعرفة أيام التبويض خلال تلك الفترة لحساب فترة التبويض بالطريقة الصحيحة سواء كان ميلاديًا أو هجريًا، وبالاطلاع على ذلك يُصبح لدى الكثير من النساء علم بكافة المعلومات حول الحمل والفترة التي يتم فيها التخصيب والتلقيح، وهذا ما سوف نقوم بالتطرق إليه خلال سطور هذا المقال على مجلة المرأة العربية.
تعرف على معنى عملية الإباضة
تنحصر عملية الإباضة لدى النساء في الفترة ما بين سن الـ 15 عام (وهو السن الذي يبدأ فيه البلوغ) وحتى منتصف الأربعينيات (حيث انقطاع الدورة الشهرية)، وتتم تلك العملية من خلال مرور بويضة واحدة يقوم بإنتاجها مبيض من أحد المبيضين مرة كل شهر، على أن يتم تخصيبها من قِبل حيوان منوي نشط ثم تخرج مُتجهة إلى الرحم وهو الوقت الذي يتم فيه التخصيب فعليًا، ثم تتحرك البويضة لتتجه لبطانة الرحم.
تبلغ فترة التبويض تقريبًا حوالي 6 أيام، يتم احتساب 5 منهم ما قبل يوم التبويض الفعلي، وفي تلك الأيام تكون المرأة على قدرٍ عالٍ من الخصوبة من قِبل الحيوان المنوي، ثم يوم التبويض وهو اليوم السادس الذي تُطلق فيه البويضة من المبيض.
ولإتمام عملية التخصيب بشكل سليم لا بد من وجود الحيوان المنوي في انتظار خروج البويضة من المبيض مباشرة خلال 24 ساعة كحد أقصى، حيث أن العمر الافتراضي للبويضة يتراوح ما بين الـ 12 إلى 24 ساعة، على عكس الحيوان المنوي يصل عمره الافتراضي إلى 5 أيام كاملة بداخل الرحم، ولكن في حال عدم مقابلة البويضة للحيوان المنوي خلال فترة التبويض سواء كانت الـ 5 أيام التي تسبق يوم التبويض أو يوم التبويض نفسه، ولم يتم تلقيح وتخصيب البويضة من قِبل الحيوان المنوي فعندها تنتهي فرصة الحمل خلال تلك الفترة، على أن يتم تكرار تلك العملية في أيام تبويض أخرى، لذا يجب على المرأة متابعة فترة الدورة الشهرية بشكل منتظم لحساب التبويض بالهجري بطريقة صحيحة.
كيفية اتباع حاسبة التبويض بالهجري
لضمان حدوث الحمل بنسبة كبيرة ينبغي على المرأة ممارسة الجنس في الأيام الأولى من فترة التبويض، حيث تكون المرأة في أعلى درجات الخصوبة في تلك الفترة، وعلى ذلك فيُمكن حساب التبويض بالهجري لمن تأتيه دورة شهرية بشكل منتظم كل 28 يوم من خلال الطريقة التالية:
في البداية ينبغي على المرأة متابعة مواعيد الدورة الشهرية وتسجيل أول يوم لها ويوم الانتهاء منها، وأيضًا حساب اليوم الأول من الدورة الشهرية وحتى اليوم الأول من الدورة الشهرية للشهر التالي وذلك لمدة 3 أشهر كحد أدنى.
ومن خلال النظر فيما تم تسجيله خلال تلك الفترة فنقوم بملاحظة أقصر إطار زمني للدورة الشهرية، ثم نقوم بطرح الفترة الكلية التي استغرقتها الدورة الشهرية خلال الـ 3 أشهر وهي 18 يوم من الفترة الخاصة بهذا الشهر، على أن يتم اعتبار الرقم الناتج من هذه العملية هو أول يوم في التبويض لهذا الشهر، فمثلًا إذا تم ملاحظة أقصر إطار زمني للدورة الشهرية لشهر ما 26 يوم فعند طرح 18 يوم من تلك الفترة يكون الناتج هو 8 أيام، فيكون اليوم الأول من الدورة الشهرية هو اليوم الأول لنزول الحيض، واليوم الثامن هو اليوم الأول للتبويض.
ثم بعد ذلك نقوم بملاحظة أطول إطار زمني للدورة الشهرية ونقوم بطرح 11 يوم من العدد الكلي لأيامها، فيتم اعتبار الناتج هو أخر يوم للتبويض في تلك الدورة الشهرية، فمثلًا إذا كان أطول إطار زمني للدورة الشهرية هو 32 يوم نقوم بطرح 11 يوم من هذه الفترة فيكون الناتج 21 يوم، ويتم اعتبار اليوم الأول من هذه الفترة هو أول يوم لنزول الحيض واليوم الـ 21 هو أخر يوم من أيام التبويض.
أو من الممكن أيضًا حساب التبويض من خلال استخدام حاسبة التبويض بالهجري وفيها يتم إدخال تاريخ اليوم الأول من أخر دورة شهرية، على أن يكون هذا التاريخ شاملًا لليوم والشهر والسنة، ثم نقوم بتحديد الإطار الزمني الخاص بها سواء كانت 28 يوم بانتظام أو أقل أو أكثر، وبإدخال تلك البيانات يتم إخراج الناتج الخاص بفترة التبويض المُتوقعة.
الحالات التي لا يمكن اتباع طريقة حساب التبويض فيها
ليس هناك فرق واضح بين نتائج حاسبة التبويض بالهجري أو الميلادي، وذلك حيث يتم تحديد فترة التبويض من خلال حساب الفترة التي تستغرقها الدورة الشهرية ومتابعة انتظامها من عدمه، وليس بالنظر لشهور السنة كاملة بشكل عام.
لذا لا يمكن اتخاذ نتائج حاسبة التبويض بالهجري كنتيجة مؤكدة لحساب أيام التبويض لمن لديهم دورة شهرية غير منتظمة، وذلك كنتيجة لبعض الحالات التي تتمثل فيما يلي:
في حالة مرور المرأة بتجربة الإنجاب لأول مرة، بالإضافة إلى عدم مرور فترة كبيرة على الولادة والتي لا تتعدى الشهرين.
إذا كانت الأم تقوم بإرضاع طفلها بشكل طبيعي.
في حالة تناول الأم لوسائل منع الحمل سواء كانت بحبوب منع الحمل أو بالحبوب الهرمونية الأخرى التي تفي بذلك الغرض، وأيضًا في حالة التوقف عن تناول تلك الحبوب لمدة 3 أشهر.
اقرأي المزيد: حاسبة التبويض للدورة غير المنتظمة
هل يمكن استخدام أيام التبويض كطريقة لمنع الحمل أم لا؟
يظن الكثير من النساء أن البعد عن ممارسة الجنس خلال أيام التبويض قد يُعد وسيلة يمكن استخدامها في منع الحمل، بل ويُفضلها الكثير منهم عن غيرها من الوسائل الكيميائية الأخرى، ولكن من الممكن أن تُخطئ المرأة في حساب فترة التبويض مما ينتج عن ذلك احتمالية حدوث حمل غير متوقع أو غير مرغوب فيه.
ووفقًا للأراء المُقدمة من قِبل أطباء النساء والتوليد فهناك فترة ما بعد الحيض والتي تتراوح ما بين الـ 5 إلى 7 أيام تكون إمكانية حدوث الحمل فيها ممكنة، على عكس الفترة التي تسبق فترة الحيض تكون احتمالية حدوث الحمل فيها غير ممكنة لدى من يمتلكن دورة شهرية منتظمة كل 28 يوم، ولكن لا ينطبق استخدام حاسبة التبويض بالهجري لدى من يمتلك دورة شهرية غير منتظمة من النساء، لأنه في هذه الحالة يكون من الصعب حساب أيام التبويض بشكل منتظم.
أعراض وعلامات التبويض لدى المرأة
هناك عدة علامات تظهر خلال فترة التبويض فعليًا، وبالتالي تُمكن المرأة من حساب أيام التبويض بالهجري بشكل صحيح، حيث تظهر تلك الأعراض خلال وقت التبويض أو اليوم الذي يسبقه، ولا يُشترط وجود تلك الأعراض بشكل متكامل، ولكن من الممكن ظهور تلك الأعراض بعَرَض أو بأخر، ومن أهم تلك العلامات ما يلي:
قد تتعرض المرأة لارتفاع طفيف في درجات الحرارة عند الاستيقاظ من النوم مباشرةً فيصل هذا الارتفاع إلى النصف درجة فقط، وتكون المرأة في أعلى درجات الخصوبة خلال فترة ما قبل ارتفاع درجة الحرارة بحوالي 3 أيام.
ازدياد نسبة مستوى الهرمون الأصفر وهو ما يُعرف بالـ (LH) في جسم المرأة، ولإدراك هذا الارتفاع لا بد من قياسه بجهاز خاص بتوقع التبويض بالمنزل.
انتفاخ حجم الثدي وازدياد حساسية المرأة منه.
الشعور بتشنجات وآلالام خفيفة في الجانبين وبصفة خاصة جانب المبيض الذي قام بإطلاق البويضة.
الإحساس بانتفاخات في البطن.
كنتيجة لمرور البويضة خلال قناة فالوب تتساقط بعض نقاط من الدم مع الإفرازات المهبلية لا يُمكن ملاحظتها وإدراكها بسهولة.
وجود إفرازات تشبه في قوامها البيض النيء بشكل كبير، ويختلف ملمس تلك الإفرازات عن غيرها من الإفرازات فهي تشبه في ملمسها ملمس الخيط المطاطي.
تُراود فكرة استخدام حاسبة التبويض بالهجري أذهان الكثير من النساء، حيث يحرصن على مراعاة مواعيد الدورة الشهرية ومتابعة الإطار الزمني لها بشكل منتظم، وذلك للاطلاع على فترة التبويض والأيام التي تزداد فيها الخصوبة لإشباع الرغبة في تنظيم النسل، وعدم التعرض لحدوث حمل مفاجئ، لذا بين سطور هذا المقال ستجدين تغطية شاملة لكافة محاور هذه الفكرة.