قلم فاطمة الكحلوت
تجول في الحياة كما تشاء وافعل كل شيء تحبه ولا تسمح لأي شئ أن يسرق منك لذة الحب والبدايات وروحك المندفعة نحو الحياة , ولا تخف من الفشل والخيبة والألم , خذ ما يسعدك وامضي بسلام وسعادة .
ولا تندم على أي شئ فهنالك مرحلة عمرية تصل إليها تتمنى لو أنك أمضيت حياتك الماضية بكل حب وتجارب أكبر وأشياء يصبح من الصعب أن تفعلها في عمر متقدم .
ما أجمل الحياة حين نعيش فيها أجمل قصص الحب تولعنا وتشعل فينا رغبة أبدية لنطير ونحلق من السعادة ,لذلك
لا تجعل من خيبة ما أو فشل في علاقة عاطفية أو تعرضك للغدر أن يفقدك روحك نحو الحياة , وأن تصبح وحيدا وغير قادر على أن تحب أو تثق مرة أخرى .
فهنالك دوما أشخاص سيفعلون الكثير من أجل سعادتنا فلماذا نحن لا نقدم لهم الحب ولا نبادلهم نفس المشاعر ولماذا لا نعطيهم فرصة ليسعدونا ويكملوا معنا مشوار حياتنا فنتقاسم همومنا ونتكأ على بعضنا البعض فيصبحوا وكأنهم جزء لا يتجزأ منا .
في الماضي كان للحب مكانته في قلوب الأشخاص , وكأنه شئ مقدس فترى الكثير من الرجال لم يتزوجوا بعد أن فقدوا حبيباتهم وأيضا الكثير من النساء لم يتزوجن بعد مفارقتها لمن تحب , وكأن للحب رباط وعقد أبدي لا يحل أبدا .
لقد كانت عيونهم مليئة بالحب العفيف المليئ بالمشاعر الصادقة وكانت ترتبط مدى رجولة الرجل بقدرته على الحفاظ على محبوبته , وكأنها أغلى ما يملك , ورغم الفقر وقلة الإمكانيات وبساطة الحياة كان يرضيهم العيش مع أهلهم تحت سقف واحد دون تذمر أو شكوى بل كان الحب سيد الموقف ويجمعهم على مائدة واحدة في الصباح والمساء .
أليس من الجميل أن نعيد ذاك الحب الذي فقدناه بسبب التكنولوجيا التي سهلت التواصل والهجر في نفس الوقت فأصبح كلاهما له نفس المعنى ولا يمنح حبا صادقا وأبديا كما في السابق .
في هذا الوقت يلزمنا قلوب صادقة تفهم أن الحب يحتاج إلى صبر وإلى مسامحة ورقي في الأخلاق والتعامل , وأن ما دون ذلك ليس حبا صادقا ,علينا أن نستعيد الحب الذي فقدناه بسبب تخلينا المستمر عمن نحب والبدء بعلاقات مزيفة لا تجلب سوى أوجاع لا تمثل الحب بأي شكل .
أن تحب شخصا هذا يعني أنك ستفهمه ويفهمك , سيضيف لك حياة أخرى بتفاصيلها كما ستفعل أنت , ستتبادلان لحظات جميلة ستبقى أجمل لو تم إكمالها مدى الحياة .
في نهاية العمر ستحتاج إلى قلب صادق يخفف عنك مرحلة الشيخوخة ويكون بجوارك عند التعب , وقتها ستنظر إلى الماضي وستندم إن تخليت عمن يحبك , وسيفنى بك العمر وأنت وحيد جالس على الطريق وتحلق فوقك الطيور التي لا تذكرك بشئ إلا الوحدة .
كاتبة وباحثة اجتماعية -الأردن