كشفت مصممة الأزياء المغربية هند العمراني في حديث خاص لـمجلة المرأة العربية أن تصميم الأزياء التقليدية متعة لا تقاوم ورغبت دوما أن أكون مصممة أزياء ناجحة ومشهورة ليس فقط في المغرب وإنما عبر ربوع العالم ، لكن في البداية لم أكن أتوقع أن يلقى حلمي رفضا من العائلة ، بحكم العقلية الشعبية والموروث الثقافي المغربي ، إضافة إلى أن أبي كان يرغب في رؤيتنا جميعا نحتل المناصب المهمة بواسطة شواهدنا الدراسية إلا أن هذا لم يكن من ضمن أحلامي ومخططاتي ، ووجدت صعوبة كبيرة في إقناعهم بالموضوع .”
” لكن في النهاية كان الشرط الوحيد هو إكمال دراستي الجامعية مقابل دخول مجال الأزياء ، وطبعا كان لابد أن أوافق وكان عليا ان ابذل جهدا كبيرا ومضاعفا في الدراسة حتى لا اجعل شيئا يغضب والدي فيمنعني من متابعة الدراسة في معهد تصميم الأزياء ، كنت لا أجد نفسي إلا وأنا بين الألوان والخطوط والتصاميم التي اعشقها وارى فيها نفسي ، إلى أن أنهيت الدراسة في المعهد التي تتطلب سنتين قبل الانتهاء من الجماعة التي تتطلب 3 سنوات ، هنا توقفت عن متابعة مجال الأزياء مدة سنة كاملة إلى أن حصلت على شهادتي ، لاستغل إجازة الصيف في ممارسة ما اعشقه وأهواه.”
وأضافت المصممة ان ” رغم الرفض الكبير الذي تلقيته إلا أني لم أتوقف وصممت تصاميم مميزة من القفطان المغربي التي خولت لي المشاركة في احد العروض التي كانت تقيمها إحدى دور الأزياء التقليدية في مراكش والتي حققت فيها تصاميمي نجاحا كبيرا جعل أسرتي تفتخر بي بما فيهم أبي الذي لم أكن تتوقع منه ان يحضر العرض والذي تفاجئت به كثيرا ، هنا انطلقت مسيرتي مع تصميم القفطان المغربي الذي عطيته كل وقتي وجهدي لأطوره وأتفنن في قصاته وتصاميمه التي لقيت استحسانا كبيرا من طرف المختصين في مجال التصميم وحتى من عشاق التصاميم الجديدة والحديثة ، كما أن تجربتي في الدراسة الجامعية وحصولي على شهادة في اللغة الانجليزية فتح الفرصة أمامي لأسافر إلى لندن التي تعرفت فيها على عدد من المصممين العالمين واستفدت من خبراتهم وتجاربهم ونصائحهم التي عملت بها ، كما تلقيت أفكارا قمت بتطبيقها على مختلف القطع والتي لم أكن أتوقع أن تجد قبولا لدى الجمهور ، وهذا جعلني سعيدة جدا وفخورة أني اخترت هذا المجال المميز.”
وأشارت هند إلى أن ” تصميم الأزياء عالم رائع يجعل المصمم يعيش حياة التجديد باستمرار وحياة مختلفة عما اعتاد عليه أيام الدراسة إذ يصبح أكثر مسؤولية وشخصا يسعى إلى تحقيق رغبات الناس في الحصول على القطع المميزة والأنيقة التي تمكنهم دوما من التألق ، فضلا عن كونه يصبح مبدعا هذا فضلا عن الموهبة طبعا ، إذ يتمكن من مزج الألوان والأقمشة ودمج الخطوط فيما بينها والتفنن في مختلف القصات واختيار أجود الخامات والإضافات التي تجعلها يحقق نتيجة رائعة خلال تصميم مختلف القطع التي يسعى من خلالها إلى إبراز نفسه وشخصيته في المجتمع وخاصة في المجال الذي يعمل فيه ، كما يصبح له ذوق رفيع يتمكن من اكتسابه عن طريق احتكاكه مع الناس من مختلف الأعمار والجنسيات ويفتح أمامه الأبواب للإبداع أكثر .”
وأكدت المصممة أن ” مختلف تصاميمي استلهمها دوما وحي خيالي الممزوج بالطبيعة التي تحيط بي والتي اعتمد عليها لانتقاء مختلف التصاميم التي أطبقها على ارض الواقع والتي تتنوع حسب تنوع الفصول وحسب رغبة الزبون كذلك ، الذي أقدم له الاقتراحات ويختار منها وكذلك استمع إلى اقتراحاته وأضيف عليها الرتوشات والبصات الخاصة بي حتى تصبح القطعة من تصميمي وتحت إشرافي وباسمي والتي أقدمها إلى الزبون وأنا كلي فخر واعتزاز لاسيما إذا لمحت في وجهه نظرة الرضا على القطعة وعن تصميمها وجماليتها ، وأنا أسعى دوما لجعل القفطان المغربي يرقى ويصبح أجمل وأجمل ، لذلك استخدم معظم المواد النفسية والراقية كالأحجار الفاخرة ومختلف المواد التقليدية كالصم التقليدي الفاخر ، من جميع ألوانه إضافة إلى تشكيلة من ألوان وأشكال السابرة الرقيقة والمميزة التي أضيفها بلمساتي الخاصة مع تطريزات تتنوع وتختلف حسب المواسم والتي اعتمدها بالطرق التقليدية المغربية التي تعودنا عليها منذ الصغر كزواق المعلم وحياكة العين والعقدة المشهورة في المغرب لكن بطريقة مختلفة وعصرية نوعا ما .”