قلم فاطمة الكحلوت
عند الحديث عن المرأة فإننا نقصد نصف المجتمع، وبناءً على ذلك فإن نهوض المجتمع لا يقتصر على الرجال فحسب بل يحتاج إلى النساء في ذلك.
فقد أصبحت المرأة اليوم تتقلد المناصب العليا في الدولة وفي مؤسساتها بشكل كبير لذلك كان من الجيد أن تشترك في كافة مجالات الحياة لتسهم في عملية التنمية والتطور المجتمعي، ولكن هنالك معيقات تقف في وجه المرأة وخاصة في الأماكن النائية والفقيرة فتمنع وصول صوتها إلى العالم وتحد من مساهمتها في عملية التطور والتقدم في المجتمع.
ومن أبرز هذه المعيقات حرمان المرأة من التعليم ومن ممارسة حقها في العمل وذلك بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها الأفراد في الأماكن النائية والفقيرة والتي تفرض على المرأة أن تبقى في منزلها دون أي اسهام في عملية التنمية المجتمعية .
كما أن الثقافة المجتمعية السائدة والمتمسكة بالعادات والتقاليد التي تمنع المرأة من التعليم والعمل ما زالت متوارثة بين الأفراد، كما أنها تفرض قيودها بشدة على المرأة وتسبب لها مشاكل نفسية تجعلها تشعر بأنها على هامش الحياة ، كما أن مشكلة المرأة الحقيقية في المناطق النائية والفقيرة أنها دائما تتعرض للنقد المجتمعي السلبي مما يؤثر على نفسيتها ويزعز ثقتها بنفسها ويفقدها الشعور بالأمان الداخلي فهي تحاول أن تكون حذرة بكل تصرفاتها حتى لا تتعرض للنقد المجتمعي.
لذلك تشعر بالعجز في كثير من الأحيان إن حاولت العمل أو الدراسة وكأن الأمر غير مرغوب به في مجتمعها على حين يكون في غاية السهولة في المناطق المتحضرة والمتقدمة في كالمدن ، وهذا ما تسعى إليه المرأة في المناطق النائية والفقيرة أن تصل لمستوى يمنحها حق التعليم والعمل بشكل سهل يجعلها تؤمن بذاتها وتستطيع أن تشارك في عملية النهضة والتطور.
كما أن الاهتمام بالمرأة يجب أن يكون على نطاق أوسع يشمل النساء في كافة المستويات الاجتماعية والمناطق كافة والعمل بشكل جاد على إشراك المرأة في عملية التطور فإذا تم رفع مستوى تعليم المرأة فإننا نضمن أن نرفع مستوى ثقافة جيل بأكمله وهذا ما يجعلنا قادرين للتصدي لمشكلات كثيرة من زواج القاصرات والعنف الأسري والطلاق .
ما هي أبرز الحلول لدعم المرأة في المناطق النائية والفقيرة؟!
إن وجود الجمعيات النسائية جاء ليدعم ويعزز دور المرأة ويساندها في إكمال مسيرتها التعليمية ومن ثم اشراكها في سوق العمل وذلك لمعرفتها بأهمية وجود المرأة واكسابها القدرة على المساهمة في النهضة والتطور ، فهي تقوم على احترام حق المرأة في التعليم والعمل من خلال البرامج الثقافية التي ترفع من ثقافة المرأة .
كما أنها أسهمت بشكل كبير في محو الأمية وتعريف المرأة بحقوقها وكيفية التصدي للعنف وتحقيق النجاح من خلال العمل في المشاريع الصغيرة والتي تقوم بعض الجمعيات على توفير الدعم المادي والمالي للنساء لفتح المشاريع التي تعود عليهن بالفائدة المالية وتضمن لها حياة كريمة .
* كاتبة وباحثة اجتماعية-الأردن