قد تكون الأجواء في أفريقيا ساخنة، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، لكن عندما يتعلق الأمر بالموضة
فإنها منعشة ومنتعشة في كل المواسم
والمقصود هنا النقوشات المستوحاة من كائناتها الحية، من
النمر والحمار الوحشي إلى القطط والطيور، والتي ظهرت في تشكيلات عدة مصممين وبيوت أزياء مثل
«بيربيري»، التي تناولتها بالمعنى الإثني، ومايكل كورس، روبرتو كافالي، و«بالنسياغا»، «بوتيغا
فينيتا»، «جوتشي» وغيرهم ممن تناولوها بالمعنى الحرفي، مما يشير إلى أن جزءا كبيرا من موضة هذا الصيف
ملك للقارة السمراء
لكن كما تعرف أي أنيقة، فإن هذه النقوشات ليست جديدة أو وليدة موسم صيف 2012، فهي تظهر وتغيب
بين كل موسم وآخر، بما في ذلك الخريف والشتاء لما تضفيه على الإطلالة من دفء
ما يشفع لها هذا الموسم أن المصممين انتبهوا إلى أنها قد تتحول إلى كليشيهات متكررة إذا لم يطعموها
بجديد، وكانت النتيجة أنهم خففوا منها وطرحوها بخامات أكثر عملية وعصرية
حتى ألوانها وأشكالها
تغيرت ولم تعد تقتصر على جلد النمر بالأسود والبني أو الحمار الوحشي بالأسود والأبيض، كما كان في
السابق، فهي تأتي الآن بالأخضر والأحمر والرمادي والأصفر
فالمصمم هنري هولاند مثلا طرحها بأشكال توحي بأنها تنتمي إلى أفريقيا، لكن بأسلوب مجازي، أكثر حيوية
يتراقص فيه الأخضر أو المرجاني على خلفية الأسود
كما أن البعض الآخر توجه إلى جلود الأفاعي
والتماسيح للاستلهام منها، إلى جانب أشكال الطيور
المهم أن الكل أصبح يدرك أنه على الرغم من أن جمالها لا نقاش فيه، فإن وحشيته تتضمن بعض المخاطر،
وأقل جرعة زائدة منه يمكن أن تكون قاتلة
لهذا يفضل دائما الاعتماد على الإكسسوارات أكثر
فحقيبة يد مثلا أو حذاء أو حزام، يكفي، أما فيما يتعلق بالأزياء، فعوض فستان يحتاج إلى جسم ممشوق
وشخصية جريئة وواثقة، يمكن الاعتماد على تنورة يتم تنسيقها مع قميص بلون سادة ليخلق بعض
التوازن