يرتبط الخطّ العربي تاريخيّا و منذ القديم بالرجال و الخطّاطين كما أن التاريخ العربي الاسلامي عرف خطّاطات ماهرات ناضلن من اجل تعلّم الكتابة و الدخول في عالم الحروف و الكلمات ..
فاللغة العربية هي جسر التواصل بين الثقافات و العالم، ولوحات الفنانة التشكيلية سناء هيشري تأخذك جولة إلي العالم العربي، من ثقافة و قيم ، مرآت تعكس الحياة العربية، من خلال الوانها و حروفها المرسومة علي لوحة الكانفاس بالألوان الزيتية ارادت الفنانة سناء تسليط الضوء علي الخط العربي بريشة أُنثى ..
تقول سناء :
لم اقتصر في لوحاتي علي رسم ثقافة بلادي و وطني تونس الخضراء بل جمعتُ الأوطان العربيّة، علي الرغم من أن ثقافتي اللّغويّة فرنسيّة و اتكلّم باللهجة التّونسيّة إلا أني اخترتُ تعلّم اللغة العربيّة و إتقانها لِتبليغ رسالاتي الفنّيّة ، العربية الفصحي هي اللّغة التي اختارها الله سبحانه لتكون لغة القرآن و لغة تبليغ الرّسالة، و اخترتها انا و تعلّمتُها بمشيئة الله لِأُعبّر من خلالها عن مواضيع لوحاتي و حكاياتها ..
بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية رسمت لوحة ترمز شخصيّة امرأة شدّت انتباهي و هي :
جارية ابن الفرات الذي كان قاضي القيروان، اقبل عليه الناس من كل مكان من المغرب و الاندلس فاشتهر امره و ظهر علمه و ارتفع قدره، و كانت تعمل عنده جارية عُرفت بذكائها و علمها و لحبّها الشديد للخط و اللغة العربية كانت تُراجع ما ينسخه ابن الفرات من الكتب، و ذلك للتأكد من عدم وقوع أي خطأ في النقل و تلك مهمة تحتاج الي درجة عالية من التعلم و الدقة.
هذه الجارية تفرّدتْ بالثقافة العالية و جودة الخطّ و جمال الأدب.
اردت ابراز من خلال لوحتي و الواني في اليوم العالمي للغة العربية مدي تفوّق المرأة عبر التاريخ و التراث و مساهمتها اسهاما بارزا و ملموسا ، فالكثيرات عرفن في براعتهن لفن الخطّ و نسخ الكتب و المصاحف، و لم تكن مهمّتها محصورة و مقتصرة في شؤون بيتها في لوحتي مزجتُ بين الالوان و الخط العربي الذي كتبته علي لوحة الكانفاس باللون الازرق السماوي ، لون الملوك الذي هو مزيج من اللون الازرق بدرجاته و اللون الابيض.
تجويدي بالريشة للخط العربي لِأُوثق هذا الفن الكاليجرافي من فنون الحضارة العربية الاسلامية و أُضهر مكانة المرأة العربية المتميّزة في المجتمع بما ابدعته من فنون و بما احرزته من تفوّق في فن الكتابة العربية
* سناء هيشري فنانة تشكيلية ، باحثة و استاذة فنون جميلة، درست بالاكاديمية الملكية للفنون الجميلة ببروكسال و مدرسة « Paul académique « للعلاج بالفن