قلم فاطمة الكحلوت
مع انتشار ظاهرة العنف الأسري داخل مجتمعاتنا أصبح من المهم تسليط الضوء على آثاره المدمرة الصحية والنفسية والجسدية لدى الفرد ومدى قدرته على تدمير مهارات التواصل مع الآخرين والانخراط في المجتمع ، ولم يقتصر العنف على المرأة والطفل بل أصبح ينتشر بشكل كبير ليشمل الفتيات ” تلك الفئة التي أوصى بها رسولنا الكريم خيرا حين قال رفقاً بالقوارير ” وذلك تأكيد على أهمية حسن معاملة الفتاة والاهتمام بها وتقديم الحب والرعاية الكاملة لها لتصبح قادرة فيما بعد على دخول الحياة من أوسع طرقاتها واتخاذ القرارات الصحيحة واكسابها القوة والقدرة على تحمل المسؤولية لتصبح أُماً فيما بعد قادرة على الإنجاب وتربية الأبناء ودخول سوق العمل والمشاركة الفعالة في بناء المجتمع .
ومن المهم التوعية بشأن العنف ضد الفتيات لما له من آثار سلبية تسبب لها حالة نفسية صعبة ترهق جسدها وروحها فتصبح ضعيفة تحاول اللجوء إلى بر الأمان مما يؤدي إلى إمكانية استغلالها من قبل الآخرين ووقوعها فريسة لدى العلاقات المحرمة من أجل البحث عن الحب والأمان الذي تفتقده في حياتها ، لذلك إن تربية فتاة تسير على الطريق الصحيح وقادرة على اتخاذ القرارات السليمة في حياتها يحتاج من الأهل أن يقدموا لها الدعم النفسي والارشاد الصحيح وخاصة في مرحلة المراهقة ومحاولة تعزيز ثقتها بنفسها ومساعدتها على اجتياز المراحل العمرية التي تمر بها ، كما أنه من المهم تقديم الحب والرعاية النفسية لها والتي تعطيها القوة في التعامل مع أفراد المجتمع دون شعورها بالخوف والضعف والذي يجعلها محطة نظر للاستغلال من قبل الآخرين .
ومن المؤسف أن الفتيات أكثر عرضة للعنف في المجتمع العربي وذلك بسبب الثقافة المجتمعية السائدة والتي تفضل الذكر على الأنثى وتعامل الأنثى وكأنها وصمة عار ستجلبه للعائلة إن أكملت تعليمها أو خرجت للعمل ، مما يضعف شخصيتها ويقلل ثقتها بنفسها فتصبح غير قادرة على بدء حياتها بالطريقة التي تريدها وتختارها، فقد لا يقتصر العنف على الضرب والإهانة بل يكون العنف الأكبر بالحرمان من حقها في التعليم واختيار الزوج وغيرها من الحقوق …
ومن الآثار السلبية للعنف ضد الفتيات والتي يجب التركيز عليها وفهمها من أجل تجنب التعامل بالعنف مع الفتيات وحسن تربيتهن وذلك لأن العنف ضد الفتاة يجعلها ضعيفة الشخصية تحاول أن تهرب من الضغط النفسي والجسد الذي تتعرض له فقد تلجأ للهرب من المنزل وقد تفكر بالزواج المبكر للتخلص من الحياة التي تعاني منها وقد تفكر بالانتحار ومن المؤكد أن ذلك يقلل من قدرتها على التركيز والدراسة إن كانت طالبة وقد تلتحق برفقة السوء للتقليل من الضغط النفسي وكأنها تهرب من حياتها إلى حياة أكثر خطورة عليها ترميها بالهاوية وقد تصبح فتاة مدخنة تفعل كل ما هو ممنوع في المنزل خارج المنزل ، وكل ذلك بسبب استمرار العنف لأنه من المستحيل أن يكون طريقة في التربية بل هو كارثة على مستقبل الفتاة .
وقد نسمع قصص فتيات من ضحايا العنف الأسري انتهى بهن الأمر للانتحار أو تعرضن للاعتداء الجنسي من قبل الشباب ومنهن من تزوجن زواج مبكر أدى إلى تدمير مستقبلهن فيما بعد لذلك إن حسن معاملة الفتاة واعطاءها حقوقها ومراقبتها بالشكل الصحيح حتى تصبح قادرة على الاعتماد على نفسها سيجعلها قوية وقادرة على النجاح في مستقبلها واتخاذ القرارات الصحيحة في حياتها لذلك استبدلوا العنف بحسن المعاملة وقدموا لهن الحب وستجدون الفرق في التصرفات والاختيارات.