قلم فاطمة الكحلوت
إن ما تُريده المرأة عندما تتزوج أن تعيش حياة مستقرة وسعيدة توفر لها متطلباتها المادية والمعنوية تمكنها من القيام بمسؤولياتها على أكمل وجه .ولكن ماذا لو تحولت حياتها الزوجية إلى كابوس بسبب استمرار تعرضها للعنف الجسدي واللفظي وعدم التفاهم مع الزوج واستمرار سوء المعاملة من زوجها مما يؤدي إلى صعوبة قيامها بمسؤولياتها وتربية الأبناء والعمل في الخارج إن كانت إمرأة عاملة وذلك بسبب ما يلحقها من أذى نفسي وجسدي حين تعرضها للعنف .
فما الحل اذا استمر العنف الجسدي واللفظي وهل طلب الطلاق هو الحل ؟!
إن الطلاق قد يكون حلا للمشكلة ولكن يجب أن يكون الحل الأخير وذلك بعد أن تكون الحياة قد استحالت ولا بد منه أما الحل لهذه المشكلة فيجب أن يكون كما التالي وهو أن تعرف المرأة سبب غضب زوجها والسبب الذي يدفعه لاستخدام العنف معها ومن ثم محاولة التفاهم معه والمحاورة للوصول إلى الحل والابتعاد عن العناد الذي يزيد حدة المشكلة ، وعلى المرأة التي تتعرض للعنف أن لا تنعزل عن الآخرين وعن عائلتها حتى لا يزداد العنف عليها ولا يُضعف من شخصيتها ، واذا لم تجد الحل عليها اللجوء إلى أحد يستطيع تقديم النصيحة لها سواء من عائلتها أو عائلته ، واذا استحالت الحياة ولم تستطع التحمل ولا إيجاد سبب واحد للعيش معه فعليها أن تطلب الطلاق .
وبما أن المرأة اليوم وصلت لمرحلة متقدمة من الوعي والعلم الذي جعلها تعرف كيف تكون قوية وقادرة على قيادة حياتها بالشكل الصحيح أدى ذلك إلى معرفتها بأهمية التفاهم والتحاور مع الزوج لإنشاء أسرة منفتحة وقادرة على التعايش بشكل صحيح مع العالم الخارجي ، لذلك فإن قرار الطلاق لا تأخذه المرأة إلا إذا وصلت لمرحلة غير قادرة فيها على تحمل الحياة بشكل أو بآخر .
كاتبة وباحثة اجتماعية -الأردن