لحمية الصيام المتقطع العديد من الفوائد الصحية للجسم، كما أن لها العديد من الأساليب المختلفة والتي تستطيع اختيار ما يناسبك منها، تعرف عليها في هذا المقال.
الصيام المتقطع: حمية متعددة الأساليب والفوائد
أظهرت العديد من الدراسات فوائد الصيام بمفهومه الديني المتعارف عليه، وهذا ما جعل بعض خبراء التغذية يستلهمون حمية جديدة تعرف بحمية الصيام المتقطع، تعتمد على مبدأ الصيام ولكن بشكل مختلف قليلًا، فلنتعرف عليها بالمقال الاتي:
ما هي حمية الصيام المتقطع؟
حمية الصيام المتقطع هي حمية تعتمد بشكل رئيس على الامتناع عن تناول الطعام لساعات معينة خلال اليوم الواحد أو لأيام معينة في الأسبوع، ولها عدة أشكال وأساليب.
إن الهيئة الأكثر شيوعًا لحمية الصيام المتقطع هي تناول الطعام خلال فترة 8 ساعات فقط من اليوم، والامتناع عنه خلال فترة 16 ساعة التالية من باقي اليوم، وهو ما يعرف بحمية 16:8.
من الممكن القيام بالصيام المتقطع من نوع 16:8 إما يوميًا، أو يومًا بعد يوم، أو خلال أيام معينة فقط في الأسبوع.
والصيام المتقطع هو أحد الأنظمة الغذائية سهلة الإتباع والفعالة، خاصة أنها لا تتضمن الكثير من القواعد الصارمة أو الحرمان من المواد الغذائية.
أساليب الصيام المتقطع
من الممكن القيام بالصيام المتقطع عبر اتباع أكثر من أسلوب، وهذه أهم أساليب الصيام المتقطع الشائعة:
1. الصيام لمدة 12 ساعة في اليوم
يعد هذا الأسلوب أحد الأساليب المناسبة جدًا للمبتدئين بشكل خاص، حيث يعتمد هذا الأسلوب من الصيام على الامتناع عن تناول الطعام الصلب لمدة 12 ساعة متواصلة من اختيار الشخص، وتناول الطعام الصحي خلال فترة 12 ساعة المتبقية.
يساعد الصيام المتقطع هنا على تحويل الدهون المخزنة في الجسم إلى طاقة، الأمر الذي يسبب خسارة الوزن.
2. الصيام ليوم كامل أسبوعيًا
يرتكز هذا النوع من الصيام على الإمتناع عن تناول الطعام بشكل تام لمدة 1-2 يوم أسبوعيًا، أي 24ساعة متواصلة في كل مرة، مع السماح بتناول السوائل فقط في فترة الصيام، مثل: الماء، والقهوة، والشاي بدون سكر.
ولكن يجب التنويه إلى أن هذه الطريقة من الصيام المتقطع قد تنطوي على بعض المخاطر والأعراض المزعجة، مثل: التعب، والصداع، خاصةً في الفترات الأولى من اتباعه، وهي أعراض قد تصبح أقل حدة مع اعتياد الجسم على هذا النمط من الصيام المتقطع.
كما يفضل لجوء المبتدئين إلى صيام عدد ساعات أقل قبل الوصول لحد 24 ساعة كاملة لتعويد الجسم بشكلٍ تدريجي.
3. الصيام يوم بعد يوم
يعتمد هذا الأسلوب على الصيام في يوم وتناول الطعام بشكل طبيعي في اليوم التالي وهكذا، وهنا قد يختار الشخص أحد الأساليب التالية:
تجنب تناول أي أطعمة صلبة في يوم الصيام.
تجنب تناول أطعمة تزيد سعراتها الحرارية عن 500 سعرة حرارية في يوم الصيام.
قد تبين أن الصيام المتقطع بهذا الأسلوب قد يساعد بشكل كبير على خسارة الوزن، وعلى تحسين صحة القلب، وجهاز الدوران، خاصة عند الأشخاص المصابين بالسمنة.
لا يفضل اتباع هذا النوع من الصيام المتقطع من قبل المبتدئين أو المصابين بحالات مرضية معينة.
4. الصيام لمدة 16 ساعة
هذا هو مبدأ الصيام المتقطع الأكثر شيوعًا والذي شرحنا تفاصيله في مقدمة المقال، وهو ما يسمى بحمية 16:8، وهذا النوع من الصيام المتقطع مناسب بشكل خاص للذين لم ينفع معهم أسلوب الصيام لمدة 12.
قد يساعد هذا النوع من الصيام المتقطع بشكل خاص على مكافحة العديد من الأمراض، مثل: السمنة، والسكري، وأمراض الكبد، والالتهابات المختلفة.
5. الصيام لمدة يومين في الأسبوع
يساعد الصيام المتقطع من نوع 5:2 على التقليل من كمية السعرات الحرارية التي يتم تناولها أسبوعيًا خاصة خلال أيام الصيام، وعادة ما:
يحصل الرجال في هذا النوع من الصيام المتقطع فقط على 600 سعرة حرارية خلال يوم الصيام.
تحصل النساء على 500 سعرة حرارية خلال يوم الصيام.
يفضل أن لا يتم القيام بالصيام ليومين متتاليين بل تضمين أيام يتم فيها تناول الطعام بشكل عادي بين يومي الصيام المحددين، ولكن لا زالت الدراسات المتعلقة بفوائد هذا النوع من الصيام محدودة جدًا.
6. تفويت الوجبات
في هذا النوع من الصيام المتقطع فقط يجب القيام بتفويت بعض الوجبات الرئيسة خلال اليوم، فيمكن تفوت وجبة أو وجبتين مع الحرص هنا على أن تكون الوجبات المتناولة صحية وكافية.
هذا النوع من الصيام المتقطع قد يناسب العديد من الفئات، حيث يتم تناول الوجبات فقط عند الشعور بالجوع وتركها عندما لا يشعر الشخص بالجوع.
7. الأسلوب العسكري
هذا النوع من الصيام المتقطع هو الأكثر حدة وقسوة ضمن الأساليب المذكورة أعلاه.
يعتمد على القيام بتناول كميات قليلة جدًا من الطعام غالبًا ما تتكون من الخضروات والفواكه فقط خلال فترة 20 ساعة من الصيام، مقابل تناول وجبة رئيسة كبيرة ليلًا خلال فترة 4 ساعات التي يسمح فيها بتناول الطعام بشكل طبيعي.
يجب أن تحتوي الوجبة الرئيسية الليلية على كميات كافية ومتوازنة من الكربوهيدرات، والبروتينات، والعناصر الغذائية الهامة الأخرى.
يجدر بنا التنويه هنا إلى أن مخاطر هذا النوع من الصيام المتقطع عديدة، فقد لا يحصل الجسم على كفايته من الألياف الغذائية وبعض العناصر الهامة، مما يؤدي لرفع فرص الإصابة بالسرطان، ويقلل من مناعة الجسم.
فوائد الصيام المتقطع
تبين أن الصيام المتقطع، خاصة من نوع 16:8 يرتبط بالعديد من الفوائد الصحية والجمالية، وهذه أهمها:
إبطاء الشيخوخة
وجد أن الصيام المتقطع قد يساعد بشكل كبير على تأخير شيخوخة الجسم ومظاهر تقدم العمر.
المساعدة في الوقاية من مرض السكري
قد وجد أن الصيام المتقطع يقلل الغلوكوز في الدم بنسبة 3- 6% لدى المصابين بمقدمات السكري، بينما لا يحدث أي تغير في نسبة الغلوكوز لدى الأصحاء.
من جهة أخرى وجد أن الأنسولين يقل أيضًا في الجسم بنسبة 11- 57% بعد مرور 3 أسابيع من الصيام المتقطع.
خسارة الوزن الزائد
إن حمية الصيام المتقطع تساعد على خسارة الوزن كونها تعمل على الاتي:
تقلل من كميات الطعام المتناولة خلال النهار، وبالتالي تنخفض السعرات الحرارية الداخلة للجسم.
تساعد على تحسين عمليات الأيض، مما يؤدي إلى حرق المزيد من الدهون في الجسم.
مخاطر الصيام المتقطع
مع أن فوائد الصيام المتقطع عديدة وكثيرة إلا أنها تأتي مع عدة مخاطر محتملة يجب إدراكها ومعرفتها جيدًا، وأهمها الاتي:
مشكلات واضطرابات هضمية متنوعة.
زيادة الوزن الناتجة عن الإفراط في تناول الطعام خارج ساعات الصيام.
أعراض جانبية قد تنشأ عند البدء بالصيام المتقطع، وتتلاشى تدريجيًا مع اعتياد الجسم على ذلك، ومنها: التعب، والضعف العام.
تأثير الصيام المتقطع سلبًا على الخصوبة عند النساء.
نصائح عامة لنجاح الصيام المتقطع
للحصول على النتائج المرجوة والصحية من الصيام المتقطع يفضل اتباع القواعد والإرشادات الهامة الاتية:
أخذ قسط من الراحة كلما احتاج الجسم لذلك، وتجنب الأنشطة القاسية خلال فترة الصيام.
تضمين الطعام المحبب في الحصص المقررة خارج ساعات الصيام ولو بكميات قليلة لتجنب أي إفراط أو حرمان.
استخدام بعض منكهات الطعام الصحية بوفرة، لإنها تساعد على كبح الشهية، وتزيد من الشعور بالشبع لفترات أطول، خاصةً الثوم، والخل، والأعشاب الصحية المختلفة.
اختيار الأطعمة الصحية التي تتضمن سعرات قليلة جدًا وحجمها كبير، مثل: الفشار، والبطيخ.
الحصول على كميات كافية من الماء طوال الوقت، وتناول مشروبات عشبية ساخنة خالية من السكر خلال فترة الصيام.