الشاشات أنواع مختلفة في أيامنا هذه.. من شاشة صغيرة توضع في الجيب، الى شاشات كبيرة تُعلّق على الحائط نتحكّم فيها عن بُعد، إلا أن كل الأشكال والأحجام من الشاشات أصبحت تتحكّم في حياتنا الخاصة والعامة، عن بُعد وعن قرب أيضاً، ولسوء الحظ بصورة سلبية أكثر منها إيجابية في حال غابت الرقابة. وبما أن هذه الشاشات أصبحت من
ضروريات الحياة من كمبيوتر وIpad وغيرهما، ومن الصعب الإستغناء عنها، علينا معرفة إستخدامها من دون ضرر، لأن المشكلة ليس في الشاشة، بل في مستخدم الشاشة، تماماً كوجود السكاكين في المطبخ، وعلى رغم خطورتها، إلا أنه لا بد من استعمالها إستعمالاً حكيماً لنصنع ألذّ الأطباق فنبقى سالمين من حدّتها.
إذاً، لنستعمل تلك الشاشات، ونعلّم صغارنا كيفية إستعمالها، لتغذية عقولنا، غذاء نافعاً ومفيداً. لكن قبل ذلك، لنرى ما هو أثر هذه الشاشات الصحية والنفسية والإجتماعية في حياتنا اليومية.
الشاشة بحلوها ومُرِّها صديق عزيز ونافذة مبهرة
تطوّرت الشاشات فيما نحن نستخدمها يومياً كالكمبيوتر على أشكاله وأنواعه، ثابتاً كان أم محمولاً أم داخل الهاتف والـ Ipad.. يعني هيمنة كاملة لهذا الناقل لمعلومات والأفلام والحديث المكتوب مع كل العالم على حياتنا اليومية العملية والترفيهية وحتى التواصل العائلي والإجتماعي.
كما أن الشاشات فرضت علينا نوعاً من السلوك ونحن نواجهها يومياً، كالصمت والتركيز والتأمل. وأصبح لشاشات الهاتف النقال استخدامات ملأت أوقات الفراغ لدى بعضنا. لكن ربما، أضاعت أوقاتاً مهمة في حياة الكثير منا، الذي تعني لهم الشاشة الأمر الكبير والمهم في حياتهم.. فهي الصديق عندما يعزّ الأصدقاء، وهي النافذة التي تفتح مصراعيها لتسعدهم وتبهرهم بالرؤية.
إنطواء ذاتي وضرر صحّي من العين الى الرسغ مروراً بالعمود الفقري
بما أن هذا الكائن المدعو شاشة جزء من حياتنا اليومية ، الا انه يجب توخي الحذر عندما نقضي معظم وقتنا أمامه. فالشاشة صديق لصيق بنا، لكنها ربما جلبت الضرر النفسي لنا ولأطفالنا الذين يواجهون شاشات التلفاز والكمبيوتر ساعات طويلة من اليوم. ولقد أثبتت الدراسات الاجتماعية أن الطفل الذي يجلس ساعات طويلة، سواء أمام اي شاشة ، تجعله عرضة للانطواء أكثر من غيره، تجعله أيضاً قلق ومضطرب نفسي، ناهيك عن الضرر الصحي بالعين (يبدأ بالشعور بالحرقان في العين كما جفاف سطح مقلة العين، وجفاف القرنية، خاصة إذا وجدت العدسات اللاصقة ) وبالجهاز العصبي ومشاكل في التنفس وضعف في التركيز واعوجاج في العمود الفقري وآلام في العضلات والمفاصل والرقبة وآلام الرسغ ، ناهيك عن تأثير المجالات المغناطيسية الناتجة عن الدوائر الكهربائية والإلكترونية.
الشاشة تفرّق العائلة وتصيبنا بالسمنة
كما يلحق ضرراً بالعلاقات الأسرية حيث ينشغل الزوجان عن بعضهما أمام الشاشة، والأم عن أطفالها، والأبناء عن والديهم، ما يجعل الشاشة هادمة للذات الحقيقية، ومفرقة للجماعات.. كما أن بعض العادات السيئة التي تصاحب الجلوس أمام الشاشة كالأكل، والجلوس بطريقة غير صحية، وعدم الالتزام بالوقت المقنن تحتاج منّا إلى انتفاضة حقيقية.. فالتقنية بجميع أوجهها وجدت لتضيف إلى حياتنا الراحة والبهجة لا السمنة والاكتئاب. لذا يجب أن نعرف كيف نتكيف مع هذة الشاشة، فهي ليست ضيفاً مؤقتاً في حياتنا، بل هي كائن متطوّر ينمو معنا، ويدخل في تفاصيل حياتنا شئنا أم أبينا.
عدد مستخدمي النت بالعالم كله بلغ 2.1 مليار
إجمـالي عدد مستخدمي النت بالعالم كله بلغ 2.1 مليار مستخدم بداية 2011 ثلث سكان العالم وتأتي في الدرجة الأولى الصين 420 مليون مستخدم – أميركا 240 مليون في الدرجة الثانية واليابان 100 مليون في الدرجة الثالثة. أما عدد مستخدمي الـ Ipad في العالم فوصل إلى 67 مليون مستخدم في عام 2011.
توعية من الآباء والأمهات بـ:
ـ عدم الكشف عن المعلومات الشخصية عبر الانترنت.
– إحاطة الأهل بأي محاولة للتهديد أو الإزعاج يتعرضون لها.
-وضع جهاز الكمبيوتر في مكان مكشوف بالبيت.
-الابتعاد عن شراء أجهزة كمبيوتر تحتوى على كاميرات.
– إلغاء أي صور شخصية من أجهزة الكمبيوتر، خصوصاً صور الفتيات وأفراد الأسرة. – الحذر من مقابلة أي شخص تمّ التعرف عليه من خلال شبكة الانترنت.
– متابعة ما يصل للطفل من رسائل على البريد الإلكتروني بشكل مستمر.
يعتبر الجلوس أمام اي شاشة يزيد عن الساعتين يوميًا أمرًا في غاية الخطورة إذ يدخل الفرد في ما يُسمى “حالة الغشية” تجعله شديد التأثر بالمضمون الذي يتلقاه لأنه يصبح متلقيًا سلبيًا يخزّن ما يشاهده من دون أي وعي أو ابتكار فيصبح عدوانياً بالدرجة الأولى، وراسباً في المدرسة ثانياً.
الشاشة أهم من الزوجة والأولاد والعمل والحياة!
الأمر الذي يؤدي حتمًا إلى اضطرابات على هذه المستويات. وقد أفصحت زوجات وأزواج المدمنين على الإنترنت عن توقف العلاقة الحميمة مع أزواجهن بسبب السهر الطويل أمام الجهاز، وعن إهمال الأولاد ومشاكلهم. ولطالما طالت آثار هذا النوع من الإدمان العمل إذ غالبًا ما يغلب النعاس المدمنين بسبب السهر الطويل أو بسبب انشغالهم، من جديد، بالإنترنت اذا كان متوفرا في مجال العمل.
وفي الدراسات الإحصائية العربية والعالمية تبين أن أكثر المواقع متابعة هي الإباحية منها تليها مواقع المقامرة الإلكترونية. أما غرف الحوارات الحية، أي الشات، فقد جاءت في المرتبة الثالثة رغبة من الزوج في التعرف على امرأة غير زوجته والمرأة كذلك.