قلم فاطمة الكحلوت
في ستينيات القرن الماضي ظهر ما يُعرف بالحركات النسوية والتي تقوم بالمطالبة والمناداة بحقوق المرأة والدفاع عنها بما يشمل المساواة بين الجنسين في شتى مجالات الحياة ورفض العنف ضدها بكل القوانين والاتفاقيات التي تضمن حقوقها في الحصول على حياة كريمة لها .
وبسبب التطور الهائل في العالم والانفتاح اللامتناهي أصبحت المرأة قادرة على مواكبة هذا التطور بالعلم والعمل ومعرفتها بحقوقها وقدرتها على اعالة نفسها بشكل أكبر ،لذلك أصبح هنالك تغير كبير في أنماط المعيشة ورغم كل ذلك نجد أن العنف الأسري ونسبة الطلاق بتزايد مستمر وبشكل كبير في مجتمعاتنا حيث أصبح الطلاق سهلا وأصبح التفكك الأسري منتشر وبكثرة وبشكل ملحوظ فهل هنالك خطأ ما في صياغة مفاهيم العلاقات الأسرية والحركات النسوية التي تدعم المرأة ؟! هل هنالك نقص ما في هذه القواعد والأسس والقوانين فأصبح هنالك عدم توازن وتوافق بين الرجل والمرأة وهل يمكن أن نضع حلولا مناسبا لهذه المشكلة ؟!
إننا اليوم بحاجة لإعادة صياغة المفاهيم الموضوعة بالنسبة لحقوق المرأة ومحاولة إعادة صياغتها بالطريقة التي تضمن بناء بيئة أسرية متكاملة ومتكافلة ومتعاونة تستمر في العطاء وخلق الحب بين أفرادها .
هل الحركات النسوية كانت سببا في تقدم المرأة أم العكس ؟!
إن وجود القوانين التي تحفظ حق المرأة هو أمر لا بد منه وذلك حفظا لها ولمكانتها رغم أن الإسلام حفظ للمرأة مكانتها وحقوقها ولأننا في مجتمع مسلم أي يحفظ للمرأة حقها فلا تظلم ولا تهان ولا يتم استخدام أي نوع من العنف ضدها فيجب احترامها وتقديرها أما عن الحركات النسوية والتي تنادي بحقوق المرأة فيجب أن تأخذ بعين الاعتبار واجباتها وليس فقط الحقوق فالمرأة مسؤولة ولديها واجبات بحيث أن تتحقق العدالة بين واجباتها وحقوقها وحتى توازن بين حياتها بشكل جيد .
ما هي أفضل البرامج التي تقدم للمرأة وترفع من مستواها دون التأثير السلبي على حياتها الأسرية والزوجية؟!
إن البرامج التوعوية التي تهدف لتوعية المرأة بحقوقها وواجباتها من أهم البرامج التي يمكن أن تستفيد منها المرأة ،فيمكن تقديم برامج لتوعية المرأة بشأن حياتها الأسرية وعلاقاتها الاجتماعية وكيف يمكنها التحسين من مستوى حياتها المادي والمعنوي وكيف يمكنها التعامل في حالات المشكلات والعنف والطلاق وغيرها وكيفية تحسين علاقتها مع الزوج والأولاد بحيث تُنشأ جيل واعي ومثقف .
لماذا نجد معارضين للحركات النسوية في المجتمع ؟!
وذلك بأن هنالك أشخاص في المجتمع يعتقدون أن مطالبة المرأة لحقوقها نوع من التعدي على مكانة الرجل لذلك إن تقديم المفهوم الصحيح والمغزى من وجود الحركات النسوية في المجتمع يجعل الأفراد قادرين على تنفيذ أهدافها بشكل ميسر على أرض الواقع فلا يحدث أي تصادم بين الرجل والمرأة بل نصل إلى العدالة بين كلاهما ،فيجب معرفة أهمية وجود المرأة ودعمها للرجل في المجتمع وتقدير ذلك .
ما هي الأمور التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند الدفاع والمطالبة بحقوق المرأة ؟!
يجب أن يتم أخذ المشكلات التي تواجه المرأة بطريقة مناسبة أكثر لواقعها فهنالك مشكلات يمكن حلها عن طريق الإصلاح وهنالك مشكلات يمكن حلها بالتوعية وهنالك مشكلات تصل إلى القضاء ولكن يجب أن يكون هنالك حرص على حياة المرأة الأسرية ومصير زواجها وعملها وحياتها بشكل خاص وأن يتم ضمان حقها فيجب أن يكون هنالك عدل كبير بينها وبين الرجل فكلاهما لديه مسؤوليات وواجبات وأن يكون الهدف الأساسي من الدفاع عن حقوق المرأة هو حصولها على حياة آمنة ومستقرة لها وليس العكس من ذلك .
كاتبة وباحثة اجتماعية-الأردن