كشفت مصممة الشموع المغربية كوثر بنعيسى في حديث خاص لمجلة المرأة العربية ان الشموع عالم رومانسي وهي لمسة راقية قد تعطي تغييرا في كل شيء كيفما كان شكلها أو لونها فهي تلك اللمسة الساحرة التي تخطف أنظار الناس لاسيما الشباب ، وأنا اعتمد في تصاميمي على التجديد المستمر الذي يرغب به الجميع ، إضافة إلى أني استوحي كل الأشكال التي أصممها من الطبيعة المحيطة بي ، كما اعتمد على أفكار الناس ورغباتهم في تصميم مختلف الأشكال والأحجام حسب نوعية الوظيفة التي ستقوم بها الشموع ، اما لديكور أو الاشتعال أو حتى كإكسسوارات تزيد الفضاءات رونقا خياليا وراقيا.”
وأضافت المصممة ان ” تصميم الشموع والتنوع فيها هواية قبل ان تكون مهنة ، إذا كنت منذ صغيري وأنا اعشق رؤية الشموع لاسيما عندما أسافر إلى البادية عند جدتي حيث أرى تلك اللمسة التي لم أكن اعتبرها في ذلك الوقت وسيلة للإضاءة بل اعتبرها شيء خيالي ونادر يصدر ضوء مميزا ومختلفا عن مصباح الكهرباء الذي اعتدت عليه في المدينة ، ومنذ ذلك الحين وأنا أتخيل كيف لو كانت هذه الشموع ملونة ومختلفة الشكل ومزينة ، ستكون أجمل وأروع ، لأجد نفسي فيما بعد ابتعد عن كل شيء ، اترك واخصص غرفة صغيرة في سطح منزلنا اجعلها ورشة بسيطة وقمت بشراء الأشياء التي تلزمني لصناعة شموع أنيقة ومختلفة وأخرجها من قالبها البسيط إلى قالب تستعمل فيه أكثر وتلقى إقبالا اكبر.”
وأشارت المصممة كوثر إلى ان ” فترات ذهابي إلى الجامعة كنت انتظر ان تنتهي بفارغ الصبر حتى أعود إلى ورشتي واقضي فيها معظم الوقت ، أتفنن في تصميم مختلف الأشكال والأنواع ، فانا لم اكتفي فقط بتصميمها بل كنت أقوم بتطبيق التصميم بنفسي وأنجزها في الورشة التي لا تتوفر إلا على إمكانيات بسيطة ، افشل وأعيد الكرة مرارا وتكرارا إلى ان انجح في تطبيق التصميم الذي رسمته على الورقة وتخيلته قبل ان أصممه ، إلى ان قمت بتصميم مجموعة كبيرة من الشموع الراقية والمتميزة التي اعتبرها انطلاقة مهمة لمسيرتي في تصميم الشموع ،فبعد تخرجي قمت بعرض المجموعة واستدعيت الكثير من الناس بمساعدة احد أصدقائي وأسرتي طبعا ، فوجدت ان هذا النوع من الحرف الذي اعتبره مازجا بين اللمسة العصرية الفرنسية والكلاسيكية وبين اللمسة المغربية التقليدية ، وانتقلت من مجرد شمعة للإضاءة في البادية إلى شمعة أنيقة ورومانسية ومميزة تعلب دورا مهما في خلق نوع من الحميمية وإضافة لمسة من الديكور الأنيق على الفضاء الذي توضع فيه .”
مؤكدة ان ” هذا النجاح في هذا المجال يتطلب المخيلة الواسعة فضلا عن الموهبة الربانية التي يجب صقلها بالتجربة والدراسة ، وأنا لم اقتصر فقط على تصميم الشموع ذات اللمسة المغربية بل تجاوزت ذلك ، إلى تصميمي تشكيلة راقية من الشموع بلمسة مصرية والتي تعرفت عليها في رحلة قمت بها إلى القاهرة ، حيث تجولت في أسواقها التقليدية والشعبية وتعرفت على الثقافة المصرية عن قرب وقمت بتوظيفها في إحدى مجموعاتي والتي لقيت إقبالا كبيرا من طرف المغاربة ، كما أني استخدمت عدة لمسات من دول عربية أخرى ومن دول أوروبية ، لأني لا أريد ان اجعل هذا الفن حبيسا فقط في الخامات المغربية دون تطويرها ومنح المغاربة فرصة للتعرف أكثر على ثقافات أخرى عن طريقي أنا ومن خلال تصاميمي التي أقدمها لهم واعتمد فيها على تطبيق كل ما يصادفني في الحياة من أشياء جميلة ومتنوعة ، فأجد أني قدمت تشكيلات راقية من الشموع الملونة والمختلفة الحجم والشكل والتي تتزين بعدة خامات تجعلها محط إعجاب زبائني .”
مضيفة ان ” العمل أصبح سهلا أكثر بعد ان طورت مشروعي وأصبحت امتلك معملا خاصا بصناعة الشموع يتوفر على يد عاملة هائلة ، من نساء ورجال ، كما أني فتحت ورشات تكوينية لفائدة المقبلين على ممارسة هذه الحرفة وعشاقها ، فضلا على أني أصبحت أقدم أربع مجموعات في السنة عوض اثنتين ، وذلك يرجع إلى كوني اخصص كل مجموعة لفصل معين من السنة واخصص لها اسما محددا ، إضافة إلى أني أشارك في المعرض الدولية والمغربية للصناعة التقليدية ، واعرض مختلف الأعمال التي أقوم بها ، إذ أضيف في كل مجموعاتي لمسة تقليدية مغربية ، وهي عبارة إما عن قطع النحاس ومختلف المعادن المنقوشة بأشكال مختلفة ، أو قطع القماش المغربي .”
فضلا عن نقوش الحناء التي تجدها في بعض تصاميمي ، إضافة إلى اعتماد بعض المواد التي يستعملها المصممون التقليديون المغاربة في الجلباب المغربي والتي تسمى ، الاعقاد إضافة إلى اعتماد ” الشاشية ” وقطع العقيق والترتر وغيرها من الخامات التقليدية التي تزيد الشموع أناقة وتجعلها مناسبة للديكور لاسيما المغربي التقليدي ، كما أنها تساهم في منح الديكور العصري لمسة راقية وتزيد من اناقته ،كما أني خصصت مجموعتي الربيعية الأخيرة إلى الاحتفال بالعروسين ، إذ خصصت لهما شموعا أنيقة وراقية ، تجمع بين اللمسة الرومانسية وخامة أخرى استعملها لأول مرة ، وهي كتابة بعض الآيات القرآنية على الشموع وتزيينها بزينة الريبون اللامع والتي توضع بعضا منها قرب العروسين وأخرى على طاولات الضيوف فهي تمنح الديكور نوعا من التميز والاختلاف المميز.”