كلمة «لوك» من بين الكلمات الأكثر تداولا بين الناس في السنوات الأخيرة، وتعني المظهر أو الشكل الخارجي
للإنسان
بالنسبة للرجال فهي تشمل الجسم والأزياء والتسريحة، أما بالنسبة للنساء فيضاف
إلى كل هذا الماكياج والإكسسوارات
ويكون التجديد في «اللوك» غالبا من باب البحث عن التغيير، أو تماشيا مع الموضة، أو لأسباب نفسية
تختلف بين امرأة وأخرى
لمى لوند، وهي اختصاصية في هذا المجال ودرسته في مدينة «كان» الفرنسية،
تقول
«من غير الممكن أن أغير (لوك) أي امرأة بشكل بعيد عن شخصيتها، فعلاقتي بالمرأة
سيكولوجية، لهذا فأنا أحرص على أن أتعرف على شخصيتها، لكي أحدد السبب الذي يدفعها إلى تغيير
مظهرها أولا، واختيار المظهر الذي يناسبها ثانيا
مثلا لا يمكن أن أحقق رغبة امرأة تريد شكل شاكيرا في حين أنها تشبه في شخصيتها ماجدة الرومي»
وتتابع
«عقدة تقليد مظهر الفنانات تكمن في الفراغ؛ فالمرأة التي ليس لديها عمل أو هواية
سوى متابعة (الكليبات) أو مراقبة زوجها المنشغل عنها بالنظر إلى الفنانات، من الطبيعي أن تلجأ
إلى تقليدهن لكي تكسب رضا الزوج
لا بأس أن تعمل بعض النساء على التغيير إذا كن مقبلات على الزواج أو على وظيفة جديدة، لكن الخطأ
أن يقمن بذلك لأسباب غير صحية، مثل أن يكنَّ مصابات بالاكتئاب أو ما شابه
هناك دائما سبب جوهري يدفع المرأة إلى تغيير شكلها بشكل جذري، وأنا لا أقصد بكلامي اللواتي يفعلن
ذلك حبا بالموضة أو لأنهن يحرصن على الحفاظ على شكل مثالي، بل اللواتي يشعر بضغوط معينة
ولذلك
يتوجب على الشخص الذي يتولى مهمة تغيير (اللوك) أن يكون متفهما للشخص، بأن يعرف الأسباب التي
تدفعه إلى ذلك، لكي يعرف التعامل معه، علما بأنه لا يجوز أن يجاريه في كل ما يطلبه، بل عليه أن يحدد
ما يراه مناسبا له
مثلا لا يمكن أن نعتمد لون شعر موحدا لكل النساء، أو ملابس معينة لكل الأجسام، أو ماكياجا واحدا
على كل العيون، فهذه المهنة ترتكز على العلم، وعلى من يمارسها أن يطبقها حسب أصولها، ففي الكثير
من الحالات، لا يكون تطبيق الموضة بحذافيرها هو الحل بقدر ما يكون اختيار المناسب للشخص؛ فالمرأة
الشرقية لا تشبه المرأة الغربية بمقاييس جسمها أو ملامح وجهها ولونه ونوعية شعرها، بينما نحن نجد
اليوم أن الكثير من النساء بشعر مصبوغ باللون الأشقر تشبها بالأجنبيات»
وترفض لوند حصر المظهر في أشكال محددة يمكن تكرارها وتطبيقها على كل النساء قائلة
«قبل كل
شيء، يجب أن أعرف ما يوجد في خزانة المرأة، فمن خلال عملي اكتشفت أن 3/ 4 الملابس الموجودة في خزاناتها
لا تكون (ملبوسة)، وأحيانا يوجد من القطعة نفسها قطعتان، بينما الأصح أن تضم مجموعة من القطع
الأساسية التي تحتاجها يوميا، قد تكون على شكل قمصان بالكحلي أو الأسود أو الأبيض أو البيج،
وبنطلونين من الجينز، وتنورتين، مع الحرص على تجديد هذه القطع بين فترة وأخرى
وحتى هذه القطع البسيطة والأساسية تخضع تصاميمها لشكل جسم المرأة وأسلوب حياتها
فالمرأة التي
تمضي وقتها في (الصبحيات) تختلف ملابسها عن ملابس المرأة العاملة
وما تحتاجه المدرّسة يختلف عما
تحتاجه السكرتيرة، أما من حيث شكل الجسم، فهناك أجسام تناسبها تنورة الجينز أكثر من بنطلون الجينز،
أو التايور المؤلف من جاكيت وتنورة أكثر من التايور المؤلف من الجاكيت والبنطلون، وهكذا»
وتشير إلى أن الكثير من اللبنانيات يعتقدن أنهن يعرفن كل شيء ويفهمن في كل شيء ولا يحتجن إلى مساعدة،
لكن ما لا يعرفنه أن الجسم النحيل لا تناسبه كل الأزياء، مما يجعل مهمة اختيار أزيائه أكثر مشقة من
مهمة اختيار أزياء المرأة الممتلئة
وتشير إلى أن سر التألق والاستفادة من صيحات الموضة هو التمويه على العيوب والاحتيال على الموضة بما
يناسب مقاييس الجسم، وتشرح ذلك قائلة
«لنفترض أن امرأة تشكو من مشكلة (الخصر المنخفض)،
وترتدي بنطلونا بقصة منخفضة، فإن جسمها سيبدو كجسم الرجال، مفتقدا للأنوثة، لأن الجزء العلوي من
جسدها أطول من الجزء السفلي
الحل هنا هو ارتداء قميص من نفس لون البنطلون للتمويه على منطقة الخصر
أما بالنسبة للمرأة
الممتلئة التي لا تريد التنازل عن صيحات الموضة، بما في ذلك الألوان الصارخة، مثل البرتقالي، فيمكنها
أن ترتدي فستانا بهذا اللون على أن تكون جوانبه باللون الأسود»
كادر
لكل مهنة «لوك»
تقول لوند إن المظهر الخارجي يلعب دورا كبيرا في التأثير على الحياة والعمل
وعلى الرغم من أنه
من الخطأ التعميم فإن هناك أساسيات من الصعب الحياد عنها، مثلا
– مذيعة الأخبار يناسبها جاكيت تحته «توب» أبيض أو قميص، لأنه لا يجوز الاستعراض عند تقيم الأخبار،
لكي لا ينشغل الناس عن النشرة بمراقبة أزيائها
فيما لا يمكن أن تطل المذيعة الصباحية بفستان
يلمع أو يبرق، وكأنه فستان سهرة، بل يجب أن يكون مظهرها «سبور» وأنيقا في الوقت ذاته، وأن تضع
ماكياجا خفيفا
– في الوقت الذي تلبس فيه الموظفة في بنك زيا قد يكون رسميا إلى حد ما، عبارة عن تايور، فإن
العاملة في مجال الإعلانات أو ما شابه من مجالات، لها الحرية في ارتداء «الصرعات» أو أزياء «كاجوال»،
على العكس من السكرتيرة التي يفضل أن تكون رصينة في ملابسها كما في كلامها
لا يمكن التعميم أيضا عند اختيار «اللوك» لأنه لا بد من مراعاة مقاييس الجسم
– المرأة النحيلة والمقوسة الساقين
لا يناسبها البنطلون الضيق جدا، بل البنطلون ذو القصة
المستقيمة
– المرأة العريضة عند منطقة الورك
يفضل أن ترتدي قطعة داكنة من الأسفل وأخرى فاتحة من
الأعلى، كما يفضل أن ترتدي بنطلونات مصنوعة من قماش الليكرا وبمقاس أصغر من مقاسها المعتاد؛ لكي
تبدو أوراكها مشدودة
– إذا كانت عريضة الكتفين وممتلئة الصدر
يفضل أن ترتدي الألوان الداكنة من الأعلى والفاتحة
من الأسفل، والبنطلونات الفضفاضة أو الكثيرة الجيوب، لكي يحصل توازن بين الجزأين العلوي والسفلي من
جسمها، كما يتوجب عليها الابتعاد عن ارتداء السترات ذات النقوش الكثيرة أو المخططة بالعرض
– المرأة التي لا تتمتع بخصر نحيل
عليها تجنب الأحزمة، وأن ترتدي القصات التي تلتف عند الخصر
بطيات خفيفة
– المرأة الممتلئة
عليها الابتعاد عن الملابس المكشوفة، وأن ترتدي الأكمام الطويلة دائما، مع
الاكتفاء بفتحة في وسط الكم لكي يبدو الزند نحيلا
وعليها الابتعاد أيضا عن التصاميم الفضفاضة
والأقمشة السميكة، لأنها تجعلها تبدو أكثر سمنة
حتى في الشتاء يفضل أن ترتدي قطعة رقيقة تحت
المعطف، وعند شراء الفساتين، يفضل أن تكون بقصات ملفوفة بلون واحد وداكن، أو مخططة بالطول
– أهم نصيحة للمرأة الممتلئة هي الابتعاد عن الألوان الفاتحة والنقوش الكبيرة
أما إذا كانت ترغب في ارتداء بنطلون الجينز، فيمكنها أن تفعل ذلك شرط أن تغطي السروال بصديري
طويل بأكمام أو من دون أكمام، مع قميص خفيف، لكن إذا كانت تميل إلى ارتداء القصير، فلا حل أمامها
سوى اعتماد نظام غذائي، لأنه ممنوع على النساء الممتلئات ارتداء الملابس القصيرة تماما