قلم فاطمة الكحلوت
-أنتِ لا تعلمين معنى أن يتخلى الرجل عن مهنته من أجل سمعة فتاة يحبها وبصدق …..أنتِ طفلة مشاغبة لا تكف عن اللعب بينما أنا رجلٌ عاقل .
-أتقصد أنني مجنونة ؟!
– لا يا حبيبتي ، لستِ كذلك .
– أُخبئك جيداً بين أضلعي لإنني لا أريد أن أرى أي حزن يلامسك أو يقترب منكِ ، فدفئ قلبك ونعومة كلماتك وجمال وجهك البريئ يثيران رجولتي ويجعلان مني شخصاً آخر يحاول أن يحتويكِ بكل ما فيه .
أحببتها لإنها الوحيدة التي أوقدت النار في قلبي رغم الزِحام ، جعلت عيوني ساهرة لا تنام ، تشعرني بالدفئ رغم برودة العالم .
تجعلني أذهب إليها في فصول حياتي كلها دون وعي أو إدراك ، هي الوحيدة التي تتحدث معي بكامل حالاتها عصبيتها وجنونها وعفويتها ، تخبرني تفاصيل يومها وأنا أستمع إليها دون ملل أو ضجر ، كلما نظرت إليها تغرقني عيونها وأصبح أسيراً لديها ، تُشعرني بالقوة وكأنني عالمها وأتمنى لو أستطيع أن أُخبئها جيداً هي وتصرفاتها وأحلامها تحت وسادتي كي أنام دون تفكيرٍ بها .
أحبها لإنها الوحيدة القادرة على أن تلمم الدمار الذي يملاؤني وتعيدني قوياً مقبلاً على الحياة ، وكأنني طفل يذهب إلى أمه فتحتويه من الأوجاع والكسور وصدمات الحياة وتمسك بيده ليكون قوياً .
كل تلك الكلمات لا تصف مشاعري تجاهها فالكلمات أصبحت مشوهة في هذا الزمن والكثير من يدعي الحب ولا يشعر به .
أما هي فلا تشبه غيرها ، فإن كانت الحياة رواية فهي سطورها وإن كانت سطور فهي حروفها ، أنثى تتقن أبجديتي تفهمني جيداً ، تجبرني أن أكون ليناً معها حتى في أصعب حالاتي ، تتراقص هي وأحلامها بينما أجلس على الكرسي أتناول سجائري وأحاول فك لغزها ، تعزف ألحاني كما يعزف المطر ألحانه على الأرض ، تبعثرني وترممني وتكسرني وتقوييني ورغم كل ذلك فأنا أعشق بقائها وفي الغياب أرسم وجودها ، تخبرني بأني سيد الرجال وتتصرف معي وكأني طفلها ، طفلة لا تتوقف عن اللعب وسيدة قوية عند الصعاب ، وأنا لا أحب إلا أن أكون لها كما تحب .
كاتبة وباحثة إجتماعية -الأردن