أنثى استثنائية في حياة كل رجل

مقالات
1.8K
3



قلم فاطمة الكحلوت 

-أنتِ لا تعلمين معنى أن يتخلى الرجل عن مهنته من أجل سمعة فتاة يحبها وبصدق …..أنتِ طفلة مشاغبة لا تكف عن اللعب بينما أنا رجلٌ عاقل .

-أتقصد أنني مجنونة ؟!

– لا يا حبيبتي ، لستِ كذلك .

– أُخبئك جيداً بين أضلعي لإنني لا أريد أن أرى أي حزن يلامسك أو يقترب منكِ ، فدفئ قلبك ونعومة كلماتك وجمال وجهك البريئ يثيران رجولتي ويجعلان مني شخصاً آخر يحاول أن يحتويكِ بكل ما فيه .

أحببتها لإنها الوحيدة التي أوقدت النار في قلبي رغم الزِحام ، جعلت عيوني ساهرة لا تنام ، تشعرني بالدفئ رغم برودة العالم .




تجعلني أذهب إليها في فصول حياتي كلها دون وعي أو إدراك ، هي الوحيدة التي تتحدث معي بكامل حالاتها عصبيتها وجنونها وعفويتها ، تخبرني تفاصيل يومها وأنا أستمع إليها دون ملل أو ضجر ، كلما نظرت إليها تغرقني عيونها وأصبح أسيراً لديها ، تُشعرني بالقوة وكأنني عالمها وأتمنى لو أستطيع أن أُخبئها جيداً هي وتصرفاتها وأحلامها تحت وسادتي كي أنام دون تفكيرٍ بها .

أحبها لإنها الوحيدة القادرة على أن تلمم الدمار الذي يملاؤني وتعيدني قوياً مقبلاً على الحياة ، وكأنني طفل يذهب إلى أمه فتحتويه من الأوجاع والكسور وصدمات الحياة وتمسك بيده ليكون قوياً .

كل تلك الكلمات لا تصف مشاعري تجاهها فالكلمات أصبحت مشوهة في هذا الزمن والكثير من يدعي الحب ولا يشعر به .

أما هي فلا تشبه غيرها ، فإن كانت الحياة رواية فهي سطورها وإن كانت سطور فهي حروفها ، أنثى تتقن أبجديتي تفهمني جيداً ، تجبرني أن أكون ليناً معها حتى في أصعب حالاتي ، تتراقص هي وأحلامها بينما أجلس على الكرسي أتناول سجائري وأحاول فك لغزها ، تعزف ألحاني كما يعزف المطر ألحانه على الأرض ، تبعثرني وترممني وتكسرني وتقوييني ورغم كل ذلك فأنا أعشق بقائها وفي الغياب أرسم وجودها ، تخبرني بأني سيد الرجال وتتصرف معي وكأني طفلها ، طفلة لا تتوقف عن اللعب وسيدة قوية عند الصعاب ، وأنا لا أحب إلا أن أكون لها كما تحب .

كاتبة وباحثة إجتماعية -الأردن 





Mesyar - مسيار

هل ترغبين في تلقي الأخبار الجديدة التي تصدرها المجلة؟
الاشتراك في نشرة أخبار المجلة



تطبيق مجلة المرأة العربية

يمكنك اختيار نسخة التطبيق المناسبة لجهازك.

تطبيق مجلة المرأة العربية

تطبيق مجلة المرأة العربية

تعليقات الفيسبوك