مرحباً صديقتي حواء ، كان اليوم الثالث من عروض باريس للأزياء الفاخرة غنيًّا بالمفاجئات، فقد برهن بعض المصممين الذين عرضوا خارج البرنامج الرسمي، قدرتهم على منافسة الكبار، من بينهم المصمم اللبناني زياد نكد، الذي عرض مجموعة من الأزياء في غاية
الأناقة، اتسمت بقصات مبتكرة ،طُعّمت بـ” كابات”، أضفت على العارضات طلة ملوكية، ونُسقت بقفازات من أقمشة الفساتين نفسها ، التي جاءت غنيّة بالترصيعات وبخاصة بأحجار شواروفسكي والترتر، التي أبهرت الجمهور ببريقها، وزُيّن بعضها بالريش وبعضها
الأخر بقماش التول المثني، وقد احتوت أزياء العرض على ألوان باستيل ربيعية مع لمسة من الأسود والأزرق الملوكي .
أما المفاجأة الثانية فكانت في عرض دار”فالنتينو” Valentino الإيطالية، حيث حضر السيد فالنتينو العرض برفقة رئيس الدار، جلست بجانبه كل من المخرجة الأمريكية صوفيا كوبولا، والمغنية العالمية سلين ديون، التي بدت ملامح الحزن عليها، وجسدت الأزياء التي
قدّمها بيير باولوبتشيولي Pierpaolo Piccioli المديرالإبداعي لهذه الدار، الورود وهي في أوج تفتّحها عندما يأتي فصل الربيع ، تميزت بتعدد النقشات، أما القصات فجاءت غير متناسقة، تميزت بتعدد الطبقات، كما غلبت عليها الكشاكش التي جسّد من خلالها
المصمم، بتلات الورود الربيعية، وقد اختُتم العرض بطلة عارضة الأزياء العالمية ناعومي كامبل التي ارتدت فستان سهرة أسود اللون .
من جهته كرس المصمم إيلي صعب موهبته، من خلال مجموعة فاخرة عكس فيها سحر المرأة وأنوثتها، استوحى تفاصيلها من جماليات أعماق البحار وصفائها، عكسها من خلال التطريزات اليدوية الدقيقة والفاخرة التي تميزت بتدرجات لونية قزحية، كما استوحى تفاصيل
القصات من جمال حوريات البحر، أما ألوان المجموعة فقد غلب عليها الأزرق، استوحى تدرجاته اللونية من نقاء المياه الماسية، ومن غنى الأعماق البحرية ، مع لمسة من اللون الذهبي الذي عبّر من خلالها عن جمال انعكاس ضوء الشمس على سطح المياه
البحرية.
كعادته قدم المصمم جان بول غوتييه Jean Paul Gaultier عرضًا اتّسم بأزياء ذات قصات خارجة عن المألوف، استوحى قصاتها من أزياء “الغيشا” اليابانية، ومن عالم الأسماك، تميزت بعض الفساتين بأكتاف صُنعت من قماش الأورغنزا ا Organza المثنّى،
والتي جاءت على شكل زعانف سمك القرش، أما القسم السفلي منها فجاء عبارة عن “كريولين” تقترب في شكلها من شكل السلل اليابانية، أما الأزياء الأخرى فاتسمت بخطوط غرافيكية، عكس من خلالها نظرته الشخصية والفنية للمرأة.
غاص المصمم زهير مراد في العالم البحري حيث استوحى مجموعة الأزياء التي قدمها من جماليات وألوان أعماق البحار والمحيطات، غلبت على العرض فساتين السهرة الطويلة التي صُنعت من الأقمشة الانسيابية والشفافة، التي تذكّر بشفافية الماء وصفائه ، وجاء
بعضها بقصات “غرافيكية” وخطوط هندسية ، غنية بالتطريزات التي تذكّر بأحجار المرجان واللؤلؤ والأحجار اللماعة، التي جاءت على شكل قذائف البحر، طعّمها بتفاصيل عدة أضفت عليها الكثير من الفخامة، مثل الفتحات الجانبية التي تصل إلى أعلى الساق ،
والكابات التي بدأت من أعلى الظهر لتلامس في ألقٍ حوافيَ الفساتين ، أما الألوان فجاءت بعضها بتدرجات باستيل ناعمة، تنوعت ما بين الأزرق المائي والزهري المرجاني، والتي عكَس من خلالها جمال ألوان أعماق البحار، وأخرى صارخة تذكّر بحرارة الصيف
بخاصة اللون الأحمر .