أنا فتاة 31 عام .. تقدم ابن خالتي الذي يعمل في الخارج وهو لم يسبق لة
الزواج ويحبني جدا وهو وسيم ويشغل وظيفة مرموقة وذو أخلاق عالية ..لكننى
للأسف لم أحبة ..وأحببت آخر زميلي بالعمل ولكنه لم يحبني وأنا متاكدة من
ذلك ؟؟لكني أحبة وأطاردة ؟فبماذا تنصحيني أرجوكي ؟هل أتزوج من يحبني ولم
أحبه أم أثابر علي من أحببته حتي يحبني ويتزوج بي يوما ما ؟أرجوكي أنا فى
حيرة ؟ من أختار ولماذا ؟ وكيف أكمل حياتي مع إنسان لم أحبه إذا إخترت الأول مثلا ؟ لأن هذا القرار لا رجوع فية ؟
رد الأخصائية الإجتماعية ;
عزيزتي السائلة ,
لا أعرف كيف يمكنك إختيار من تحبينه ولا يحبك ولا حتي يفكر بك ، كيف يمكنك أن تفرضي نفسك عليه وهو حتي لا يدري بك هل من الممكن مثلاً أن تتزوجيه رغماً عنه ؟
سؤالك خاطيء عزيزتي ، لأن إختيارك الوحيد هو أن تتزوجي ابن خالتك الذي يحبك أو لا تتزوجينه ، فأنت لن تختاري من يحبك أو من تحبينه وهو لا يفكر حتي بكلام الإمام علي بن أبي
طالب كرم الله وجهه مقولة رائعة تنطبق تماما علي حالتك ” زهدك في راغبٍ فيك نقصان حظ، ورغبتك في زاهدٍ فيك ذل نفسٍ “,
والرسول الكريم صلي الله عليه وسلم فيما ورد عنه يقول: ” لا تصاحب من لا يري لك من الفضل مثل ما تري له “.
لذلك فإننا نتعلم أن من يحبنا نحبه ، ومن يترفع عنا نترفع عنه ومن يود صحبتنا نرفعه علي الرؤوس ومن لا يرغب فينا لا نرغب فيه ،
فكيف تقبلي علي نفسك وكرامتك أن تشتري من يبيع ولا ينظر حتي إليك نظرة إهتمام ، كيف لا تصوني كرامتك وتدافعي عنها وكيف يكون الحب مناف للكرامة ، إذا كان في الحب
مهانة وذل فهو ليس حب بل هو شيء آخر أدني من ذلك وأحقر .
إن لم يكن الحب مرادفاً للكرامة يعلو بالنفس ولا يدنو بها فالأفضل والأحسن أن يعيش الناس بلا حب كيف تقبلي علي نفسك أن تضحي الغالي وتشتري به الأرخص والأدني
صدقيني الحياة فرص وحظ ، ومن يحبك اليوم إن لم تتمسكي به فسيعرض عنك ويولي الأدبار ، ثم لا تجدينه حين تفتحين عينيك علي حقيقة الأمور .
أما من لم يحبك فلن يحبك خاصة وأنت تهيني كرامتك من أجله ، فالرجل أي رجل لا يلفت للفتاة الرخيصة التي تبذل نفسها من أجله ، وطبعه الإنسان أن يحب الصعب وكلما كان صعباً
كان أغلي ومن نحصل عليه بسهولة نتركه بسهولة وما تناله أيدينا بعناء لا نفرط فيه أبداً. تلك هي طبائع البشر التي لا تعلمينها .
لا تضيعي الوقت في حب يستنزفك ويأخذ منك دون مقابل ، وفكري فيمن يحبك ومستعد لأن يفعل من أجلك أي شيء ، فالتفكير بالقلب وحده لا يبني بيت ولا يحقق سعادة ، والتفكير
بالعقل وحده يجعل الحياة جافة قاسية ولذا خلق الله لنا القلب والعقل ، والسعيد هو من يوزان في إختيارته بين يقظة العقل وحكمته وضعف القلب ورقته، فما تسمينه مثابرة ، ليس
كذلك لكنه إهدار للكرامة وإقلال من شانك لن يزيدك إلا ضياعاً ، بل سيقلل من قيمتك وسيزيد من إصراره علي الا يلقي لك بالاً ، لأنك ستكونين عنده رخيصة بلا كرامة
إن كنت لا تقبلين بمن يحبك ، فإرفضيه هذا حقك لكن أن تظلي علي عهد من لا يراك ولا يعلم ما بك فهذا جنون وضياع للعمر والوقت ، الأفضل لك أن تنتظري من يحبك وتحبينه أفضل
لك من مطاردة شخص لا تخطرين له علي بال ، ترفعي عن إذلال نفسك عمن لا يشعر بك وإختزلي مشاعرك لشخص يستحقها ويقدرك .