نصائح تربوية لبناء جيل مثقف

مقالات
971
0



قلم فاطمة الكحلوت 

في
مرحلة التعلم الأولى التي نبدأ بها بتعلم الحروف والأرقام , تقف المعلمة وتكتب على
السبورة ماذا تريدون أن تصبحوا في المستقبل ؟ ثم تعطي مجالا للتفكير بالأجوبة  وتنتظر من كل واحد أن يخبرها عن حلمه  سيتحدث الطلاب 
عن أحلامهم بطريقة وردية لا يوجد فيها أي معوقات ,سيرسم كل واحد  في مخيلته صورته وهو يرتدي لباس الطبيب أو
المهندس أو المعلم وغيرها من الأحلام …التي تكبر معهم  خطوة خطوة , لكن نجد بأن الأحلام تتغير كلما مر
الوقت  فتصبح أكثير ميلا للواقعية والظروف



هي من ستحكم تحقيقها والقليل منهم من  سيكون لديه إرادة قوية للسير ضد التيار وتحقيق
حلمه  رغم كل الظروف والمعوقات وسيبقى حلم
الطفولة هو الحلم الذي يريد تحقيقه  ,دائما
روح الطفولة تجعلنا محلقين في السماء ولكن هل يمكن مساعدة الأطفال ليبقوا محلقين
بأحلامهم رغم كل الظروف ؟ أليس من الصواب أن يكون للسؤال مرحلتين : المرحلة الأولى
ماذا تحب أن تصبح في المستقبل والمرحلة الثانية إخبار الطفل بأن الحلم يحتاج إلى اجتهاد
ومثابرة وهنالك في الطريق ستجد  معوقات
لكنها تزول وترحل بالعلم والاجتهاد والإرادة القوية ,وهذا يمكننا من خلق جيل مثقف ومتعلم وواعي عن طريق
تكوين أفكار سليمة لديه نحو الحياة  وبناء أسس سليمة في
داخله تجعله قادر على مواجهة المستقبل ,حيث  بإمكاننا تثقيفهم وتوعيتهم بطريقة سهلة منذ
المرحلة التعليمية الأولى  لجعلهم يعتادون
بأن الحياة ليست وردية كما في مخيلتهم ,وحتى لا يصابون بالخوف والفشل في المراحل
التعليمية  التالية ,كأننا نعطيهم جزءا من
الواقع  حتى لا يصيبهم اصطدام بين أحلامهم
وبين الظروف المحيطة بهم , وبالرغم أن هذه العملية التربوية صعبة إلا أنها ستؤثر
مستقبلا عليهم وستعطيهم قوة فيما بعد على تجاوز المحن ,فهذا بمثابة تهيئة لهم
للاجتهاد والدراسة وتكوين الذات ,كما أننا نحتاج إلى الإبداع في هذه المرحلة والعمل
باجتهاد لرسم مستقبل الأطفال , وتربيتهم على الانضباط السلوكي والقيم الأخلاقية
والتشارك وإعطائهم الفرصة لتطبيق منظومة القيم التي تعلموها عن طريق المسرحيات
والنشاطات التي تولد فيهم حب التعاون والعمل الجماعي واحترام الآخرين , فالمرحلة
الأولى هي مرحلة تأسيس وتكوين وما بعد ذلك سيبنى عليه لذلك علينا  إعادة صياغة هذه المرحلة ودراستها بطريقة
تمكننا من وضع مخططات للخروج بأفضل النتائج الفكرية لدى الطلبة وأن نمسك بأيديهم
نحو الطريق الصحيح لبناء مجتمع واعي وقادر على تحمل مسؤوليات الحياة وقادر على
الإبداع رغم الظروف الإقتصادية والاجتماعية الصعبة .

كاتبة وباحثة اجتماعية -الأردن 





Mesyar - مسيار

هل ترغبين في تلقي الأخبار الجديدة التي تصدرها المجلة؟
الاشتراك في نشرة أخبار المجلة



تطبيق مجلة المرأة العربية

يمكنك اختيار نسخة التطبيق المناسبة لجهازك.

تطبيق مجلة المرأة العربية

تطبيق مجلة المرأة العربية

تعليقات الفيسبوك