تشكو كثير من الأمهات من النشاط الزائد و”شقاوة” أطفالهن بشكل ملفت للنظر ومثير للغضب في بعض الأحيان خاصة إذا ما ارتبط بحدوث مشاكل أو خسائر تسبب فيها الطفل؟
يقول الأطباء والتربويون أنه يجب التمييز بين الطاقة الطبيعية التي يتمتع بها الأطفال وبين حالة النشاط الزائد التي قد تعكس إصابة الطفل بنوع من المرض. فالطفل الطبيعي يلهو ويلعب وينشط في كل مكان
ولكن إذا ارتبط ذلك بعدم انتباه وصعوبة التركيز وعدم القدرة على إنهاء عمل وعدم الإستماع للنصائح والتسرع والإندفاع في التصرف، فإننا يجب الإنتباه لسرعة التعامل مع هذا الطفل منذ ظهور تلك الأعراض
والتي قد تبدأ في سن من ٢الي ٣ سنوات ويتم التأكد من الإصابة بفرط الحركة عند سن المدرسه حيث تظهر تصرفات الطفل كامله .
وترتبط هذه الحالة المرضية للطفل بنشاطه اليومي وغذائه أيضا، حيث وجد الأطباء أن انتشار الالعاب الإلكترونية بين الأطفال وتراجع لعبهم الطبيعي الذين يخرج طاقتهم المكبوته، من أخطر أسباب الإصابة.
كما أن مرض فرط الحركة مرتبط أيضا بنقص الاهتمام وشعوره بالغيرة من أخيه الأصغر مثلا والمعامله السيئة للطفل والعدوانية معه وكثرة الضرب. وقد يرتبط بأمراض أخرى كالتوحد. كما وجد العلماء أن بعض الأطعمة الرخيصة
التي تحتوي على الرصاص والمواد الحافظة الضارة تصيب الطفل بالتسمم البطيئ. كما أن هناك أنماطا من التغذية غير صحية قد تؤدي إلى زيادة السعرات الحرارية كالحلويات والشيكولاتة والتي تخلق طاقة مفرطة لدى الطفل.
وينصح الأطباء بضرورة التعامل بصبر وحكمة مع هذا النوع من الأطفال، واستخدام وسائل متنوعة لامتصاص هذه الطاقة الزائدة لدى الأطفال منها ضرورة الخروج بالطفل للأماكن المفتوحة والمتنزهات ليلعب
وينطلق ويفرغ طاقاته مع ضرورة الحفاظ على تخصيص مواعيد ثابتة للنوم لضبط الساعة البيولوجية. كما يجب على الوالدين الجلوس مع أطفالهما والتحدث إليهم بشكل دائم والإستماع لهم لمنحهم الثقة
واستكشاف ما بداخلهم مع التحذير الشديد من ضرب مثل هؤلاء الأطفال والعمل على احتوائهم وإشعارهم بالمحبة والأمان لطمأنتهم وإبعاد مشاعر القلق عنهم.
وينصح التربويون باستخدام أسلوب اللعب التعليمي في معالجة هؤلاء الأطفال وحددوا مجموعة من الألعاب التي يمكن أن يمارسوها وتؤتي ثمارها مع الوقت منها اللعب بالطين الصلصال ولعبة تنسيق الألوان، وتنظيم الأشكال وترتيب البازل
وكلها ألعاب تنمي المهارات الإبداعية لدى الطفل وتمتص طاقاته السلبية وتشغله عن الشقاوة.