الالتهابات الـ”مُخبأة” في الجسم مؤشر للإصابة بأمراض مزمنة أو حديثة قد تُشكِّل خطرًا على الصحة. ويتمُّ رصد هذه الالتهابات من خلال إجراء اختبار “بروتين سي التفاعلي” الذي يقيس درجة الالتهابات في الجسم.
ما هو “بروتين سي التفاعلي”؟
تشرح الاختصاصيَّة في الطب الداخلي، الدكتورة نورهان عبيد، أنَّ “بروتين سي التفاعلي C Reactive Protein، يصنّعه الكبد ويفرزه في الدم. ويعدُّ أحد مقوِّمات المناعة الفطريَّة، التي تضطلع بدور القضاء على أيِّ جسم غريب يدخل إلى الجسم جرَّاء الإصابة بأي عدوى أو وجود التهابات حادَّة.
الهدف من اختبار الـ”بروتين سي التفاعلي”، هو التعرُّف إلى كمِّ “بروتين” مُعيَّن في دم الإنسان، وليس لتشخيص أي مرض. ولكن، يُفيد هذا الاختبار مع العوارض والعلامات وغيرها من التحاليل والفحوص السريرية لتشخيص المرض.
عادةً، يكون المُعدَّل الطبيعيّ لهذا الـ”بروتين” في جسم الإنسان من صفر إلى 5 ميلليغرامات/ في كلِّ ليتر من الدم. فإن زاد على ذلك يدلُّ على وجود التهاب في مكان ما في الجسم.
وبالتالي، هناك حاجة إلى إجراء اختبارات أخرى للعثور على سبب وموقع الالتهاب وتحديد نوع المرض لإعطاء المريض العلاج المناسب.
مُسبِّبات ارتفاع معدَّل “بروتين سي التفاعلي”
إضافة إلى الإنفلونزا وأمراض الجهاز المناعي والسرطانات المختلفة والتهاب الكبد والذبحات القلبية والدماغية، تشمل مُسبِّبات ارتفاع معدَّل “بروتين سي التفاعلي”:
_ الالتهابات الحادَّة في الدم: حالة من تسمُّم الدم تنتج عن بكتيريا أو فيروس.
_ الالتهابات الرئوية والالتهابات البكتيرية: تقود الالتهابات البكتيرية التي تحدث في بعض أجزاء الجسم إلى التهاب الدم.
_ الجروح أو الحروق: يُخطئ البعض في علاج بعض الجروح، فيعرِّضها للتلوُّث، عن طريق عدم تضميدها بشكل جيِّد، فتدخل البكتيريا والجراثيم إلى الدم وتلوثه.
_ التهاب المفاصل الروماتيزمي: هو اضطراب التهابي، ورغم أنَّه يستجيب للعلاج بسرعة، غير أنَّ طبيعته تتطلب علاجًا طويل الأمد مع المتابعة.
العوارض…
عوارض ارتفاع معدل “بروتين سي التفاعلي” ترتبط ارتباطًا وثيقًا بنوع المرض. ويمكن تقسيم ارتفاع معدل الـ”بروتين سي التفاعلي” إلى ثلاث فئات، تشمل:
1. الالتهابات المُباشرة: عوارضها ترتبط بنوع الالتهاب. وعلى سبيل المثال تتمثَّل عوارض الالتهاب الرئوي، في: ارتفاع في درجات حرارة الجسم والصعوبة في التنفُّس المرفقة بالسعال. والتهابات البول، تشمل عوارضها:
الصعوبة في التبوُّل وتغيُّر في لون البول والحرقان عند التبوُّل. والتهابات الدم، من عوارضها: الضعف الشديد والخمول والارتفاع في درجات حرارة الجسم. في هذه الفئة، يرتفع مُعدَّل الـ”بروتين سي التفاعلي” بسرعة في الجسم.
2. الالتهابات غير المباشرة، كالجروح أو الكسور والذبحات القلبية والأمراض المزمنة الروماتيزم والسرطان….
العلاجات…
عندما يكون الالتهاب ناجمًا عن تلوُّث ما، فإنَّ العلاج يقوم على المضادات الحيوية. الالتهاب غير التلوثي يُعالج بدوره بواسطة أدوية مُضادة للالتهاب.
أمراض القلب والأوعية الدمويَّة
لاحظت دراسة صادرة أخيرًا أنَّ المستويات المرتفعة من الـ”بروتين سي التفاعلي”، ترفع خطر الإصابة بأزمة قلبية ثلاثة أضعاف. ولذا، من الهام إجراء تحليل هذا الـ”بروتين”، فهو من بين عوامل المناعة الفطريَّة الأبرز لملاحقة أي مادة غريبة تخترق جسم الإنسان والقضاء عليها.
من جهةٍ ثانيةٍ، إنَّ تحليل “بروكالسيتونين” للدم يُميِّز بين العدوى الفيروسيَّة والعدوى البكتيريَّة، وهو يُجرى حديثًا في لبنان، ما يُساعد الطبيب في وصف المضادات الحيويَّة المناسبة للمرض. ولهذا التحليل دورٌ رئيس في التنبؤ بالأزمات القلبيَّة قبل حدوثها.