حمام العروس المغربية هو ذلك اليوم المخصص لها والذي تتم فيه مجموعة من الأمور انطلاقا من ليلة قبل الذهاب، وهو حمامها الذي تجهز فيه نفسه قبل الانتقال من حياتها الطبيعية التي تعودت عليها في بيت عائلتها إلى حياتها الخاصة الجديدة، حياتها الزوجية حيث ستصبح مسؤولة أكثر، إنه اليوم الذي تنتظره كل فتاة مقبلة على الزواج حتى تعيش تلك الأجواء التي تجعل منها أميرة مميزة ومحط اهتمام الجميع.
انطلاقا من شقيقاتها وأمها مرورا بصديقاتها وبنات العائلة، فهي محور الأحداث التي ستعيشها العائلة خلال تلك الأيام، خاصة عند تهيئها ومساعدتها في استقبال حياتها الجديدة رفقة زوجها وشريك حياتها، وهي الأجواء الخاصة التي تتميز بعدة طقوس فريدة من نوعها تنطلق بليلة قبل يوم الحمام حيث تبدأ الفتيات في الاستعداد للذهاب إلى الحمام رفقة العروس ، وغالبا ما يكون الاستعداد للحمام يوم الخميس حتى يذهبن جميعا يوم الجمعة قبل الصلاة.
طقوس حمام العروس المغربية يختلف عن باقي الدول:
قد يرى البعض أن طقوس حمام العروس موجودة في كل البلدان العربية، لا سيما العريقة ، لكن حمام العروس المغربية يختلف نوعا ما من حيث الطقوس والعادات والتقاليد المعتمدة فيه، إذ أنه يجمع لمسة من الخصائص العريقة التي يتوارثها المغاربة من جيل لآخر، فطقوس هذا اليوم تجد كل فتاة تستعد لها ليس فقط وهي عروس وإنما قبل ذلك بكثير، كلما فتحت موضوع الزواج مع فتاة مغربية إلا وتجد مجموعة من الأفكار التي جمعتها وخزنتها في مخيلتها .
حتى يصل اليوم الموعود لتقوم بتطبيقها وتنفيذها رفقة صديقاتها وشقيقاتها لتحقق الحلم الذي رسمته في خيالها، فهناك الكثير من اللمسات الراقية والمميزة التي تجدها في الحمام المغربي الخاص بالعروس، إلا أن الغالب فيها هو الطقوس القديمة التي لا يمكن تغييرها أو نسيانها أو التخلي عنها، وحتى نقربكم أكثر من حمام العروس المغربية إليكم هذه المعلومات في هذا المقال الذي خصصناه لكم من مجلة بنت الناس حول حمام العروس المغربية.
المرحلة الأولى – الاستعداد للحمام بليلة قبل:
من المعروف في العادات والتقاليد المغربية أن حمام العروس يكون بيوم قبل يوم الزفاف، وهو اليوم الذي تضع فيه العروس الحناء، لكن قبل الذهاب إلى الحمام هناك مجموعة من الطقوس التي يجب القيام بها في بيت العروس رفقة المقربين وصديقات العروس للاستعداد لهذا اليوم، حيث تقوم أم العروس بدعوة الجيران والمقربات من العائلة ويقمن بإعداد ما يسمى باللمجة أو الكوتي ، وفيه تكون أجواء خاصة، حيث تخلط خالة العروس كمية من الحناء مع مجموعة من الأعشاب الطبيعية المتمثلة في الزعتر والأزير أو إكليل الجبل والقرنفل والليمون الحامض وهي ما تسمى بحناء المزورات.
حيث يتم طلية جسم العروس بهذه الخلطة التي تسمى التبريمة وأيضا تقوم كل الفتيات في سن الزواج بدهن أجسامهن بها ثم تركها إلى أن تجف بعدها تتم إزالتها برفق دون غسل أو تنظيف الجسم بل تترك إلى اليوم الموالي، ثم يتم تناول اللمجة التي قامت الأم بإعدادها والتي تتكون من الفطائر المغربية المتنوعة بين المسمن والبغرير والحلويات والشاي والفواكه الجافة التي تسمى بالفاكية وغيرها من الأطباق التي يتم إعدادها خصيصا للحضارات اللواتي يخلقن جوا من المرح والضحك والرقص والغناء احتفالا بيوم التبريمة أو ما يسمى بحنة المزورات.
المرحلة الثانية – طقوس يوم الحمام الخاص بالعروس:
قبل الذهاب إلى الحمام تكون خالة العروس قد ذهبت إليه وقامت بحجز مكان فيه لهن وتخبر ذلك المشرفة عليه، والتي تنفذ الطلب، فتقوم بدورها بتنظيفه جيدا وتعطيره بمختلف أنواع العطور التقليدية المتمثلة في البخور إضافة إلى اعتماد إضاءة خاصة للعروس حيث يتم وضع شموع كثيرة في كل ركن من أركان الحمام خاصة القاعة التي تتواجد فيها العروس.
ثم يتم تحضير ملابس العروس والأدوات التي تحتاجها هي وصديقاتها وشقيقاتها وكل فتيات العائلة وحتى بعض من نساءها اللواتي يرافقنها في ذلك اليوم للإشراف على كل شيء لا سيما خالة العروس التي تكون برفقتها، ثم يتجهن بها بالزغاريد والغناء وهن يحملن الملابس والأدوات في الآنية النحاسية الخاصة بهذا اليوم، إلى أن يصلن الحمام في جو ملؤه الرقص والغناء وأجواء السعادة التي تراها تنتشر في كل مكان.
المرحلة الثالثة – وصفات خاصة للعروس داخل الحمام:
عند إدخال العروس إلى الحمام الذي يكون مجهزا مسبقا، لابد من منح العاملات في الحمام ما يسمى بالمغربية وفي الطقوس التقليدية ” البياض ” أي السكر وبعض البيض وبعض النقود إضافة إلى ما لذ وطاب من المأكولات التي تم تناولها على مائدة الإفطار قبل خروج العروس والتوجه إلى الحمام، ثم يأتي دور الخالة والصديقات اللواتي يجعلنا من العروس أميرة داخل الحمام فلا يتركنها تقوم بأي شيء، هن يتكفلن بها من رأسها حتى قدميها من وضع الخلطات التقليدية التي تساعد العروس في الحصول على تلك النضارة المميزة لبشرتها في يوم الزفاف.
إضافة إلى الاهتمام بشعرها وجسمها وكل شيء، فلا يمكن أن يخلو حمام العروس من خلطة الحناء والغاسول بالأعشاب والعكر الفاسي والريحان والزهر والصابون البلدي والورد وكل ما قد يضفي جمالا على إطلالتها في يوم الزفاف، كما أن الخلطات التي تضع منها العروس في الحمام تمر أيضا على كافة الفتيات في سن الزواج سواء مرافقات العروس أو الغريبات الموجودات في الحمام، وهذه من أقوى الطقوس المغربية في حمام العروس.
المرحلة الرابعة – طقوس الانتهاء من الاستحمام:
بعد أن تنتهي العروس من الاستحمام وغسل شعرها، هنا يتم الانتقال إلى تعطير جسمها وشعرها بمجموعة من المواد الطبيعية التقليدية التي تتجدر في عمق التقاليد المغربية، وهي تختلف من مدينة إلى أخرى، حيث هناك من يعتمد العطور المتنوعة بين روح الزهر أو روح الورد أو غيرها من المواد كالريحان، إضافة إلى مجموعة من المستحضرات التجميلية الطبيعية التي يتم اعتمادها لتعطير العروس قبل أن تخرج من قاعة الاستحمام بالصلاة والسلام على النبي رسول الله، لتنتقل إلى قاعة الملابس حيث يتم تجفيف جسمها بالمناشف المخصصة لهذا اليوم ثم ترطيبه بمستحضرات مميزة برائحة زكية ثم يتم الانتقال إلى الغناء بعد أن ترتدي ملابسها.
حيث يشرعن المرافقات بعد ارتداء ملابسهن أيضا في الزغاريد وغناء اهازيج شعبية خاصة بخروج العروس من الحمام، ويشرط أن ترتدي اللون الأبيض الذي يدل على صفاء هذا اليوم وجماله الأبيض، بعدها يتم التوجه إلى البيت، قبل صلاة الجمعة، لترتاح العروس التي يتم استقباله هي والمرافقات عند باب البيت بالتمر والحليب وهو من الطقوس، ليتم منحها وقتا ترتاح فيه قبل تناول وجبة الكسكس وبعدها التوجه إلى صالون التجميل لتستعد لحفل نقش الحناء الذي يتم غالبا الاحتفال به في يوم الجمعة مساء، قبل يوم الزفاف الذي يكون يوم السبت.
نصيحة مهمة:
قد يتساءل الكثيرون عن السبب الذي يدفع العروس المغربية وكل قريباتها وصديقاتها للذهاب إلى الحمام قبل الزفاف بيوم واحد، وهذا الأمر لا يعرف سره سوى النساء المغربيات اللواتي توارثن هذه العادات والتقاليد العريقة من الأجداد، خاصة أن المغربيات معروفات في كل أنحاء العالم، باهتمامهن الكبير بجمالية الجسم والبشرة ونعومتها ونضارتها.
لهذا لا سبيل أمامهن سوى الذهاب للحمام ليس فقط في أيام الزفاف وإنما أصبح عادة مفروضة لابد منها على الأقل مرة في الأسبوع، وأهميتة الحمام المغربي تكمن في مجموعة من الخصائص التي سنعرفكم عليها من خلال هذه النقاط الأساسية :
الحمام المغربي مهم جدا فهو يمنح بشرة الوجه والجسم نعومة ونضارة ورائحة عطرة وذلك راجع للمواد المستعملة أثناء الاستحمام.
كما أن الحمام المغربي بصفة عامة يعمل على منح الجسم حيوية ونضارة رائعة إذ أنه يزيل الخلايا الميتة فيه ويزيل البقع والتصبغات بفعل الخلطات والتبريمات المعتمدة.
ما لا يعرفه الكثيرون أن الذهاب للحمام يساعد على تأخر ظهور التجاعيد في البشرة، كما أنه يمنحها بياضا وصفاء طبيعيا.
يعتبر الحمام المغربي من الأمور التي تساعد النساء على إنقاص الدهون الزائدة في الجسم، بفعل الحرارة الموجودة فيه، ويذيب الدهون التي تتراكم أيضا على المفاصل.
الحمام المغربي يعتبر من الفوائد المهمة للصحة فهو ينشط الدورة الدموية ويجعل الشخص نشيطا جدا ويزيل عنه التعب والإرهاق خاصة على مستوى عضلات الجسم.