قلم فاطمة الكحلوت
إن السعي والنضال من أجل دعم المرأة وتمكينها هو من أهم القضايا التي أصبحت تتربع عرش أولويات المجتمعات كافة ,حيث أن وجود الفجوة وعدم المساواة بينها وبين الرجل خلق نوعاً من التحدي من أجل الحصول على المساواة ,حيث سعت الجمعيات ومنظمات المرأة الى تصعيد النضال ضد التمييز والسعي من أجل مشاركة المرأة وتمكينها من أجل الدفاع عن حقوقها،
لكن الأمر يبدو بعيدا عن الهدف وهو تحقيق المساواة وليس فقط المجتمعات العربية بل أيضا المجتمعات الغربية ,حيث تعاني النساء العاملات من التمييز والاستغلال الوظيفي والنظرة المجتمعية والثقافات والتقاليد التي تضعها تحت الضغط وعدم تقبل فكرة المساواة بينها وبين الرجل ,حيث تعاني الكثير من النساء العاملات من الاستغلال من قبل رئيسها في العمل أو زملاؤها وهذا يدفع الكثير منهن الى ترك وظائفهن لعدم الشعور بالأمان الوظيفي ,كما أن هنالك نساء غير عاملات يرغبن في العمل ولكن بسبب النظرة المجتمعية والأفكار السائدة بأن عملها مقتصر على الأعمال المنزلية ,كما أن الكثير من الرجال يرون أن وضعهم المادي غير بحاجة الى عمل زوجته وهذا يسلبها حق حرية الاختيار في هذا الأمر .
وبما أننا في عصر التطور الهائل والظروف المعيشية الصعبة التي لا بد لنا من دعم المرأة لتقوم بدورها التنموي ومشاركتها في التطور والتقدم المجتمعي .
ولحل هذا الأمر فان الحديث والقوانين لا تكفي بل تحتاج الى تنفيذ على أرض الواقع ,فلو تم اعادة النظر في الجمعيات النسائية وتحويلها الى جمعيات استثمارية وفتح مشاريع فيها تعود بالنفع المادي على المرأة والمجتمع من خلال تدريبهن ومن ثم توظيفهن في الجمعية , والقيام بانشاء مشاريع تكون المرأة مسؤولة عنها وعن انجازها واعطائها فرصة للابداع والانتاج بما يناسب قدرتها الجسدية والنفسية .
كما أن إعطاء النساء التي يسكن في الريف والقرى مجالا في العمل وفتح جمعيات قريبة منهن , وزيادة الوعي وتمكينهن من اجل رفع الثقة لديهن وتوظيفهن في سوق العمل يعزز من الوضع الإقتصادي .
كاتبة وباحثة إجتماعية -الأردن