لتكون العلاقة الزوجية علاقة ناجحة بامتياز، لا بد من أن تتوفر فيها العديد من الشروط، و التي من دونها لا يستطيع الزوجان خلق توازن في حياتهما، فالتفاهم مطلوب و الحب مطلوب، و الاستماع إلى الآخر مطلوب كذلك، و لا ننسى الثقة و أهميتها في العلاقات الإنسانية و خصوصا تلك العلاقة التي تجمع الرجل بزوجته…
كم من الجميل أن تشعر المرأة بحب زوجها لها من خلال نظراته و تصرفاته و حتى غيرته عليها، لكن للأسف هناك أزواج، تكبر غيرتهم و تكبر، لدرجة أن الزوج يصبح جاسوسا على زوجته، يشك في كل خطواتها و في كل حركاتها، لتتجاوز غيرته على زوجته حدود المعقول. تجده يستغل غيابها ليفتش بين أغراضها، هذا إن تركها تغيب عن ناظريه، فالرجل الجاسوس، سيمنع زوجته من الخروج من المنزل، سيراقب هاتفها و كل مكالمتها، سيشك في صحة كل كلمة تقولها و كل نظرة تنظرها لأشخاص آخرين.
و عندما يصل شك الرجل بزوجته لهذه الدرجة، يصبح من الصعب على المرأة الاستمرار في علاقة فقدت أسمى معانيها، و أصبحت ترى نفسها وسط جحيم من الشكوك و الظنون، لدرجة تجعلها تشك في نفسها و تصرفاتها، فكم هو صعب أن تعيش المرأة على أمل أن يأتي يوما و تسترد ثقة زوجها، ثقة لم تفقدها لقلة عفتها أو لتصرفاتها المشكوك فيها، بل فقط لأن زوجها اختار أصعب الطرق و اختار تعذيب نفسه و تعذيب زوجته معه. و لعل شكوك الزوج، و تجسسه على المرأة لا يدل بالضرورة على سوء زوجته، بقدر ما يدل على انعدام ثقته في نفسه، و في من حوله، لدرجة أنه يظن السوء في من حوله و يصدق ظنونه، و لربما ذلك الرجل الجاسوس ما هو إلا أكبر خائن عرفته البشرية و أول شخص يجب أن لا يوثق فيه، و لهذا قد تجد أن صفاته السيئة تجعله يظن أن كل من حوله يشبهونه. كقول المتنبي ” إذ ساء فعل المرء ساءت ظنونه و صدق ما يعتاده من توهم”. حاذر أيها الزوج من شكك في زوجتك لأن الشك هو أقرب طريق لنهاية الزواج.